يجب التصويت من اجل تخفيف سرعة قطار الطرد - هآرتس

الساعة 02:17 م|18 سبتمبر 2019

بقلم: عميره هاس

(المضمون: التغيير الضروري لانقاذنا من أنفسنا لن يأتي من داخلنا، ومن اجله يجب علينا أن نكسب المزيد من الوقت: الى أن يستيقظ شخص ما في العالم، يجب التصويت اليوم للقائمة المشتركة - المصدر).

مهما كانت نتائج الانتخابات اليوم – فانها لن توقف المشروع الكولونيالي الاسرائيلي الذي ينطلق مثل قطار سريع في وضح النهار، ولم يعد يختبيء مثلما كان في التسعينيات، وهو مليء بالاحاديث الفارغة عن السلام. حتى لو أن نتائج الانتخابات اجلست بني غانتس في قمرة القيادة، فان الاتجاه لن يتغير. من جهة اخرى، الفلسطينيون، رغم ضعفهم ومشاكلهم، يرفضون الاختفاء والاستسلام – يتصرفون مثل سفينة نقل كبيرة وثقيلة، مع الايماءات القديمة للاتفاقات التي تم توقيعها، ووعود العالم الغدار بدولة فلسطينية، القانون الدولي والعدالة. كل حركة يقررها بتأخير كبير قادة السفينة الفلسطينية هي حركة بطيئة الى درجة أنها تفقد اهميتها في اللحظة التي تحدث فيها، لأن القطار سبقها.

النهم الاستيطاني الاسرائيلي يملي "يهودا والسامرة ستان" والبيروقراطية الخاضعة لها – أي الادارة المدنية، رجال القضاء في الوزارات الحكومية وجهاز القضاء، المخططون والمهندسون الذين يلهثون وراء الصفقات. البيروقراطية نفسها مليئة بممثلي المستوطنات واقاربهم واخوتهم في مدارس الاتفاق الدينية، أو أنها تعلمت بأنه يجب الخضوع لهم، لحلمهم المسيحاني العقاري، ولجيوبهم وجيوب مؤيديهم اليهود الكثيرين والاثرياء في الشتات الشبعان.

هكذا تعلمنا في الايام الاخيرة، أن المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، لا يستبعد ضم الغور في اوضاع سياسية معينة، وأن مستشارين قانونيين في جهاز الامن يقولون الآن للمرة الاولى أنه يجب تمكين اليهود، كأفراد، من شراء الاراضي في الضفة الغربية. من ناحية عملية، هذا لا يغير الكثير: آباء مشروع الاستيطان دائما وجدوا اختراعات من اجل تحويل اراضي فلسطينية، عامة أو خاصة، الى اراضي لليهود فقط. الاهمية هي في عدم الخجل من ميزة اخرى واضحة للابرتهايد: يوجد هناك حيل لا تنتهي من اجل منع الفلسطينيين، من الضفة ومن الخارج، من شراء اراضي في اسرائيل.

لا توجد حاجة الى أي تسريبات أو الى اعلان رسمي عن شرعنة بؤرة استيطانية اخرى، من اجل أن نعرف الى أين يتوجه القطار. الصحف الاسرائيلية لا تكلف نفسها عناء الكتابة عما تفعله بيروقراطية التدمير في كل يوم، فوق الطاولة.

اذاً، لحسن الحظ أن الباحثين في "بتسيلم" ينكبون على التوثيق وارسال تقاريرهم في الواتس أب. اليكم ملخص للايام الاخيرة:

في 11 ايلول، رسل "الديمقراطية لليهود فقط" مرة اخرى قاموا بتدمير مبان سكنية (خيمة، مبان من الاسمنت وكرفانات لـ 27 شخص، بينهم 13 طفل)، وقاموا بقطع طريق الوصول وحطموا انابيب مياه وآبار مياه في القرى الفلسطينية، خلة الدبع ومفاكرة وشعب البطم في جنوب جبل الخليل. اضافة الى التفتيش الليلي في المنازل ومصادرة سيارة تابعة للمجلس المحلي في قرية مسافر يطا، وهذه المنطقة تم الاعلان عنها كمنطقة عسكرية مغلقة، لمنع تطور قرى فلسطينية قديمة، والتمكين من طرد سكانها ونقل اراضيهم لليهود. وفي نفس اليوم، في الساعة الرابعة فجرا، هدمت القوات ايضا مبنيين غير مأهولين حتى الآن في قرية العيزرية القريبة من مستوطنة معاليه ادوميم التي بنيت على اراضي تمت سرقتها من اراضي العيزرية.

في 12 ايلول دمرت قوات الادارة المدنية سبعة صهاريج مياه لفلسطينيين واقتلعت حوالي 250 شجرة زيتون لخمس عائلات من قرية طمون التي تقع في شمال غرب غور الاردن. أمس، ممثلو بلدية القدس استكملوا هدم طابق آخر في بيت في قرية الولجة، الذي كان يعيش فيه 11 شخص، وايضا مخزنين زراعيين وسور اسمنتي وشارع في القرية.

التغيير الضروري لانقاذنا من أنفسنا لن يأتي من داخلنا، ومن اجله يجب علينا أن نكسب المزيد من الوقت: الى أن يستيقظ شخص ما في العالم، ربما. لذلك، يجب التصويت اليوم للقائمة المشتركة، واذا لم يكن لها فعلى الاقل لحزب من الحزبين الآخرين اللذين يريان الفلسطينيين. يجب التصويت حتى لو من اجل احتمالية تقليص سرعة القطار، الذي يتنفس بقوة يهودية حلم الطرد النهائي للفلسطينيين.