تقرير فكرة مختلفة في غزة.. "ساعد لو بكتاب"

الساعة 04:04 م|16 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

أن يُطرق باب البيت من قبل شخصٌ غريب في قطاع غزة، فهذا يعني أنه بحاجة إلى المساعدة، ولكن أن يطلب منك التبرع بـ "كتاب"، فيعتبر ذلك غير مألوف بالنسبة لأصحاب البيوت، في مبادرة جديدة من نوعها لتفعيل دور القراءة في المجتمع الفلسطيني.

فتراجع دور المكتبات العامة وقلة مرتاديها، خاصة في ظل التطور التكنولوجي وملازمة الأجهزة الذكية لأيادي المستخدمين، دفع مجموعة من الشباب إلى ابتكار فكرة جريئة إحياء من جديد لتحفيز فئات المجتمع وتشجيعهم على حب القراءة.

"ساعد لو بكتاب"

ومن منزل إلى منزل، يتنقل الشاب محمد الطهراوي في مدينة رفح بصحبته مجموعة من الشبان والفتيات، طالبًا يد العون تحت شعار "ساعد لو بكتاب"، الأمر الذي لاقى رواجًا كبيرًا وتفاعلًا ملموسًا من قبل المواطنين والمؤسسات الثقافية.

الطهرواي في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، يقول: "الكتاب مهمش في هذه الآونة ومهمتنا تسليط الضوء على أهمية الكتاب وتفعيل دور القراءة ومساهمتها في تطوير المجتمع الفلسطيني لمنافسة المجتمعات الأخرى والوصول للعالمية.

"خطة مسبقة"

فريق "مكان الشابي" المهتم بتجميع الكتب حبيسة الأرفف في منازل المواطنين، مكون من 24 شابًا وفتاة تم اختيارهم وفق كفاءتهم وتعرفوا على بعضهم خلال دورات في إحدى المراكز الثقافية، مقسمين على 3 مجموعات، غالبيتهم خريجين من تخصصات مختلفة يمتلكون مهارات في الفن التشكيلي والغناء والرسم والنقش، تتراوح أعمارهم من 18 -24.

وعند بزوغ النهار ينطلق الفريق من منزل أحد الأعضاء، إلى منازل المواطنين بهمة ونشاط، ضمن خطة معدة مسبقًا، ويقومون وبتوزيع أنفسهم بين الأزقة والشوارع للوصول إلى أكبر نسبة من البيوت وللحصول على كتب متنوعة في شتى المجالات.

فالجهد والوقت الذي يبذله "مكان" في جمع الكتب من المنازل ليس بالسهل، يوميًا ولمدة شهر كامل جاب الفريق مئات المنازل لجمع (300- 350) كتاب.

"ترميم وإصلاح"

وحول التعامل مع الكتب "المهترئة" التي يتبرع بها المواطنين، يتم ترميمها وإضافة واجهة وغلاف جديد للكتاب يحمل نفس العنوان بإمكانيات بسيطة ودعم شخصي من الشباب المتطوعين، للحصول على مزيج من الكتب المتنوعة بشتى المجالات العلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها. وفق الطهراوي.

"ساعد لو بكتاب" نجحت في ترك بصمة مميزة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما دفع فريق "مكان" لتجديد المبادرة وتنفيذها في مدينة خان يونس خلال الأيام المقبلة، بعد تشجيع كبير من قبل الأفراد المؤسسات والمراكز الثقافية للوصول إلى كافة المدن في قطاع غزة.

"أول نجاح"

الفريق الشبابي حصد أول نجاحاته بعد إنشاء أول معرض خاص تحت عنوان "خبايا شبابية"، في مبادرة لدعم المواهب والجهود الشبابية، عُرضت فيه العديد من الزوايا المختلفة الثقافية منها والابداعية والفنية، وزاره ما يقارب 300 شخص.

ولطبيعة الأوضاع الصعبة التي يعانيها قطاع غزة، واجهت المبادرة عوائق وانتقادات في بداية طريقتها، يذكر منها الطهراوي: "توجهنا لإحدى المكتبات الخاصة وتفاجأنا بضحكاته عندما اخبرناه عن فكرتنا"، مستدركا: " لم نستسلم فهناك أناس آخرين اهتموا بالفكرة ودعمونا نفسيا ومعنويا، وما زلنا نتلقى اتصالات حتى اللحظة من متبرعين بالكتب".

"معيقات ورسالة"

ويلفت الطهراوي، أن مبادرة "ساعد لو بكتاب" لم تتلقى الدعم من قبل أي مؤسسة، مضيفًا: " رغم ذلك واصلنا طريقنا وتحملنا تكاليف المواصلات وغيرها من الأعباء من جيوبنا الخاصة وبجهود جماعية ذاتية من قبل أفراد الفريق".

رسالة "مكان الشبابي" تتمثل في احتواءهم ضمن حاضنة شبابية وإيجاد داعم مادي ومعنوي لهم من قبل المراكز الحكومة والمؤسسات المختصة، وتفعيل دور الشباب في المجتمع الفلسطيني، وإثبات قدرة الشاب الفلسطيني على إنجاز أي عمل رغم الظروف الحالكة في قطاع غزة.

ويأمل القائمون على مبادرة "ساعد لو بكتاب" تطوير فكرتهم وتدشين أول مكتبة مجانية في مدينة رفح، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من القراء الجدد، وفتح باب الاستعارة بشكل مجاني للجميع.

يشار إلى أن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية أدى إلى تراجع ملحوظ في نسبة الإقبال على الكتب الورقية، وعزوف بعض القراء عن اقتناء الكتب والاكتفاء بالنسخ الالكترونية، وحتى التراجع في نسبة القراءة بشكل عام.

IMG-20190916-WA0017
IMG-20190916-WA0018
IMG-20190916-WA0019
IMG-20190916-WA0009
IMG-20190916-WA0011
IMG-20190916-WA0022
IMG-20190916-WA0012
 

كلمات دلالية