الحرب قبل الانتخابات الصهيونية.. درب من دروب الخيال.. ولكن!.. بقلم/ د. أبو البراء مشتهى

الساعة 10:51 م|15 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

لا يمكن لأي عاقل أن يتخيل أن نتنياهو أو غيره يمكن أن يفكر أو حتى يمتلك الخطط الجاهزة لهجوم مفاجئ على غزة قبل الانتخابات الصهيونية، فعقل نتنياهو الآن غارق في تفاصيل الحملة الانتخابية وما يترتب عليها من حسابات داخلية، ولا مجال لعقله المضغوط أن يفكر بأي حسابات خارجية، فكل حساباته الخارجية استنفذها في حملاته الدعائية سواء على مستوى الملف الإيراني أو صفقة القرن أو الهجمات في العراق وسوريا ولبنان.

الآن وقبل يومين من الانتخابات فإن تفكير نتنياهو وغيره من المنافسين ينصب على حسابات الأرقام والمنحنيات واستطلاعات الرأي والمقاعد، وإن تهديدات نتنياهو ووزرائه لغزة لا تعدو كونها رسائل إعلامية ردعية بامتياز، تهدف إلى إبعاد تأثير غزة عن مجريات الانتخابات ويكفي ما فعلته غزة من تأثير.

أما بعد الانتخابات وتشكيل حكومة الاحتلال، فإن الحسابات ستختلف وسيخف ضغط الدعاية الانتخابية عن الجميع، ثم سيعود الجميع إلى دائرة صنع القرار المؤسساتية، سواء الأمنية والعسكرية أو السياسية، وتعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الانتخابات.

لكن يمكن التوصل إلى قراءات مهمة من خلال الدعاية الانتخابية التي يمارسها المتنافسون وهي بالمناسبة تعطينا اتجاهات عقلية حقيقية وقريبة من المنطق وبعيدة عن التضليل والخداع، ومنها أن جميع المتنافسون يقرون بضرورة توجيه ضربة إلى غزة تكون فيها "اسرائيل" هي المبادِرة، وجميعهم يُجمعون بضرورة تكثيف الاستيطان وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية.

وهناك أمر مهم يستدعي الوقوف عنده وهو تكرار الحديث وعلى لسان أكثر من شخصية وزارية وعلى رأسهم نتنياهو بأن جيش الاحتلال قد أعد خطة هجومية ستفاجئ المقاومة.

هنا من المهم البحث جيدا في هذا الأمر، وألاّ يتم الاستهانة بما يُقال في الحملات الانتخابية خصوصاً في الساعات الأخيرة التي تسبق الاقتراع، وكما أن العدو الصهيوني يأخذ تهديدات المقاومة وتصريحاتها على محمل الجد، من المهم أيضا أن تأخذ المقاومة التصريحات الصهيونية المتكررة والمتشابهة على محمل الجد أيضاً، وهنا يمكن طرح التساؤل الآتي: كيف يمكن للعدو أن يفاجئ المقاومة؟.

وهنا لا بد من العقل الجمعي للمقاومة أن يُبدع في تقديم الإجابة على هذا التساؤل!

كلمات دلالية