هل العرب سينقذون اليهود- هآرتس

الساعة 01:16 م|15 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

بقلم: رفيت هيخت

(المضمون: هناك احتمالات كبيرة لحصول نتنياهو رغم كل شيء، على الـ 61 مقعد بدون ليبرمان، إلا اذا خرج العرب تلبية لخطوة أيمن عودة وأنقذوا اليهود من أنفسهم - المصدر).

هذه الانتخابات ليست سوى فوضى مرضية خالية من الدافعية التشويقية. الأسوأ من كل الحملات. الشخصية الرئيسية المسؤولة عن طابعها هو بالطبع بنيامين نتنياهو. نتنياهو يهبط عميقا الى الأسفل، ويحطم أرقام قياسية سفلى سبق له وسجلها بنفسه. هذا وضع طبيعي جدا له في الحملات الانتخابية. ولكن منذ العام 2015 هناك ايضا اضافة يعوزها الخجل والوعي للعائلة. نتنياهو يمس مواد المجاري النتنة جدا بدون قفازات. بنيامين ويئير نتنياهو هما نفس الشيء.

خطوته العنيفة ضد العرب هي فعل يبقى معيار صارم للمقارنات التاريخية، لكنه يؤتي أكله، لأنه باستثناء ناخبيه، تعبر عما يعتمل في قلوب جزء ممن يكرهونه. عائلة نتنياهو توجد في رحلة جوية خاصة، لا يوجد عليها أحد من اعضاء الكنيست أو من وزراء الليكود، ربما باستثناء امير اوحانا، شاب المياه المناوب في بلفور. وجميع الآخرون يتم تحريكهم مثل دمى من مكان الى آخر مثلما حدث، على سبيل المثال، في مؤتمر الضم المشروط الذي عقد الاسبوع الماضي.

الوضع في اليمين يثير السخرية: كبار الشخصيات كانوا يريدون جدا رؤية نتنياهو يُقصى. نافذة الفرص لديهم هي فشل آخر في تشكيل الحكومة – سواء اجتازت الكتلة اليهودية نسبة الحسم أم لا، افيغدور ليبرمان هل سيذهب حتى النهاية أم لا. تضليل يثير الأعصاب. حتى ذلك

الحين لن يتحدث أحد. من يريد أن يكون الملك، هو على قناعة أنه ليس من الحكمة قتل الملك. الوحيد الذي يمضي حقا بصورة مصممة هو ليبرمان. لأنه جاء للاستمتاع. ذات يوم كان لـ "الطبيعة المناسبة" شعار عبقري: "الافضل هو ما مريح لك". ليبرمان يوجد في ساعته الانتخابية الاجمل في السنوات الاخيرة. لأن هذا مريح له.

في الاسبوع الماضي اعلن عدد من كبار اعضاء الليكود بأنهم لن يصوتوا لليكود، وعلى رأسهم بني بيغن. فدعمه لجهاز القضاء يمكن أن يشوش قليلا. بني بيغن هو يميني. جدا. هو ليس دان مريدور أو اهود اولمرت أو تسيبي لفني، لا سمح الله، الذين من ناحية مصوتي الليكود ذهبوا الى بلد. لأنهم تجرأوا على أن يشخصوا بأنه تشكلت هنا دولة ابرتهايد. إن موجة التنكر لنتنياهو والتي تشمل ايضا ليمور لفنات وميكي ايتان وروني ميلو، هي سيئة بالنسبة له كما يبدو. ولكن فعليا هي عديمة الاهمية وربما حتى تقدم له مساهمة عكسية. اليمين الرسمي الذي يعيش ضعيف الآن، تخلى عن نتنياهو بالفعل. رحيله الذي يمكن أن يتم الاعتقاد بأنه يعبر أولا وقبل كل شيء عن مقتهم من سلوكه المجنون، يبث لقاعدة الليكود أمر ما آخر، رسالة هي بالتحديد جيدة له. هذه الرسالة تقول إن أمراء الليكود غير مستعدين للتصويت لليكود دافيد بيتان ودودي أمسالم، ميري ريغف وميكي زوهر، الذين مع كل ذلك تعاظم شأنهم في ايام نتنياهو حتى لو كان ينكل بهم بصورة مستمرة مثلما بآخرين (هنا لا يوجد تمييز من أي نوع).

على الرغم من حملة غير جيدة، التي تتضمن ايام صادمة مثلما في يوم الثلاثاء مع الصور الصعبة له وهو يخلى عن المنصة في اسدود الصارخة، يوجد احتمال ممتاز لتحقيق 61 مقعد بدون ليبرمان. يوجد لليمين افضلية ديمغرافية واضحة، التي لم يتم التعبير عنها بصورة مناسبة في الاستطلاعات. خلافا لذلك، التاريخ القريب يعلم أن الدافعية الحياتية لنتنياهو تخرج في نهاية المطاف مصوتيه كي يتوجهوا الى صناديق الاقتراع. لهذه المتغيرات مطلوب استجابة قوية تتجاوز تدحرج العيون المستمر في وجه مآثر نتنياهو.

الوحيدون الذين يستطيعون انقاذ اليهود من انفسهم هم العرب. ايمن عودة قام بخطوة مثيرة للاعجاب واحتفالية عندما قام بالصاق هاتفه المحمول بوجه نتنياهو من اجل أن يجسد له كيف يشعر شخص مطارد. اختباره الحقيقي لن يكون بالانطباع الذي يحدثه على بعض اليهود المحظيين المملوئين بمشاعر الذنب في قلب تل ابيب، بل بالاخراج الكثيف للمصوتين العرب الى صناديق الاقتراع. وهذا ينطبق، بالمناسبة، على تل ابيب، التي فيها نسبة التصويت في الانتخابات السابقة

 

كانت منخفضة عن المتوسط العام في البلاد. بدون تجند كهذا يصعب أن نرى سيناريو آخر غير الذي يحطم القلب، والمعروف جدا في السنوات الاخيرة.

* * *