يهدم كي ينجو- هآرتس

الساعة 12:40 م|15 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

يوم الثلاثاء ستجرى في اسرائيل الانتخابات العامة للكنيست الـ 22، بفارق خمسة اشهر عن الانتخابات السابقة، التي اجريت هي الاخرى قبل نهاية الولاية. ليس بسبب قانون تجنيد أبناء المدارس الدينية علقت اسرائيل في مأزق سياسي. السبب الحقيقي الذي جعل الساحة السياسية تتعثر – تحل في وقت مبكر وتجر الى الانتخابات وعلى الفور تحل ومرة اخرى تجر الى الانتخابات – هو الوضع القانوني لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

يعيش الجمهور الاسرائيلي في السنتين الاخيرتين فيما يعج في الخلفية على نحو ثابت صخب التحقيقات مع رئيس الوزراء، صخب لوائح الاتهام، صخب قائمة الشهود الملكيين وافاداتهم، وبالتوازي صخب محاولات نتنياهو اليائسة هو وشركائه للافلات من القضاء.

لقد أصر نتنياهو على مواصلة مهام منصبه في اثناء التحقيقات والتمسك بالكرسي حتى بعد قرار المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت رفع ثلاث لوائح اتهام ضده على جرائم الرشوة، الغش وخرق الثقة، تبعا للاستماع. وهو ليس فقط لم يعتزل بل شرع في هجمة عديمة اللجام على رجال سلطات انفاذ القانون. فما الذي لم يهاجمهم عليه؟ انهم تآمروا ضده، انهم يكرهونه، انهم يسرويون، انهم حاكوا له الملفات، وكل ذلك بهدف خلق نزع شرعية جماهيرية عنهم. "كفوا عن الخوف، حان الوقت لان يكونوا هم الذين يخافون"، هكذا قال نتنياهو لمقربيه وقصد من قرروا رفع ضده لوائح اتهام.

وبالفعل، دون خوف ودون خجل، حاول رجاله ان يسنوا قوانين شخصية تناسب احتياجاته، والربط بين الانضمام الى الحكومة وبين اعطاء الحصانة له. وحسب ما نشره فايتس في "هآرتس" فقد رسم نتنياهو لمن يحادثهم خطته للنجاة من التقديم الى المحاكمة: الحصول على الحصانة من الكنيست وتشريع فقرة التغلب التي تمنع المحكمة العليا من نزع السترة الوقائية التي قدمها له الائتلاف.

ان التأثير الهدام الذي كان لملفات نتنياهو القضائية على سلوك رئيس الوزراء، التأثير المفسد لكفاحه القضائي على رفاقه في الحزب وعلى شركائه في معسكر اليمين؛ الضرر المتراكم لاسرائيل وثقة الجمهور باجهزة الدولة، بقيم الاستقامة والنزاهة الاساسية، وحقيقة أن الدولة تجر مرتين في السنة ذاتها الى انتخابات عامة، على حساب الجمهور – كل هذا يدل على ان ادارة الدولة اخضعت لكفاح نتنياهو القضائي.

ان نتنياهو يخون منصبه كرئيس للوزراء. ولاية اخرى له من شأنها أن تخلف جزر خرائب للاطر الديمقراطية التي بنيت بكد عظيم وبحذر على مدى السنين. ان الضرر الذي سيخلفه نتنياهو سيكون صعبا على الاصلاح. في يوم الثلاثاء، في صناديق الاقتراع، يتعين على الجمهور ان يضع حدا لحكمه.