توتر أردني إسرائيلي على خلفية تصريحات نتنياهو بضم الأغوار

الساعة 08:55 ص|15 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

كشفت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى، النقاب عن أن العلاقات بين الدولة العبرية وبين الأردن تمر في أزمة دبلوماسية حادة وخطيرة جدا، مشددة في الوقت عينه على أن الأزمة بين البلدين اللذين تربطهما معاهدة سلام (اتفاق وادي عربة)، تأججت في الآونة الأخيرة بعد إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال الأسبوع الماضي، في مؤتمرٍ صحافي بمكتبه بالقدس المحتلة عن قراره ضم غور الأردن وشمال البحر الميت إلى السيادة الإسرائيليّة، كما أكدت المصادر الإسرائيليّة الرفيعة.

ويبدو أن هناك خلافات لا يمكن رأب صدعها بين المستوى السياسي وبين المستوى الأمني حول العلاقات الإسرائيلية مع الأردن، ولكن الرقابة العسكرية في تل أبيب تمنع وسائل الإعلام العبرية من نشر تفاصيل الخلافات والتباينات في الاجتهادات، إذ قال المحلل الإسرائيلي، أمنون أبراموفيتش، في القناة الـ12 ليلة أمس الجمعة في البرنامج الإخباريّ الأسبوعيّ إنّ إعلان نتنياهو عن ضمّ الأغوار وشمال البحر الميّت ألحق بإسرائيل أضرارًا إستراتيجيّةً لا يُمكِنه الكشف عنها، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ رئيس جهاز الأمن العّام (الشباك الإسرائيليّ)، المسؤول الوحيد عن العلاقات بين تل أبيب وعمّان يجِد صعوبةً في التعامل مع الأردنيين بسبب تصرّفات نتنياهو الاستفزازيّة، كاشِفًا النقاب عن أنّ المساعي الأخيرة التي قام فيها رئيس الشباك الإسرائيليّ نداف أرغمان لترتيب لقاءٍ بين نتنياهو وبين العاهِل الأردني، الملك عبد الله الثاني، باءت بالفشل، بسبب رفض العاهِل الأردنيّ الاجتماع مع نتنياهو، وذلك تعبيرًا عن رفضه لتصريحاته الأخيرة، بالإضافة إلى المُفاوضات السريّة بين كيان الاحتلال الإسرائيليّ وبين المملكة العربيّة السعوديّة حول الوصاية على المُقدّسات الإسلاميّة في القدس المُحتلّة، علمًا أنّ هذه الوصاية مُنِحَت للأردن وما زالت الأخيرة تتمسّك فيها.

وتابع المحلل أبراموفيتش قائلا إن تبعات تصريحات نتنياهو حول قراره ضم المناطق التي تحدث عنها في مؤتمره الصحافي تعتبر خطيرة جدا لأنها إستراتيجية، دون أن يفصح النقاب عن ماهيتها، ويبدو أن الرقابة العسكرية منعته من الإدلاء بتفاصيل أخرى عن الأزمة الخطيرة في العلاقات بين عمان وتل أبيب، ولكنه تابع في الوقت عينه قائلا إن التصريح الأخير الذي أدلى فيه نتنياهو حول ضم الأغوار ومنطقة شمال البحر الميت للسيادة الإسرائيليّة يضاف إلى سلسلة من المناوشات بين الدولتين، وقعت في السنة الأخيرة، وما زالت إسقاطاتها تُلقي سلبًا على العلاقات بين الدولتين، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ الأردنيين لم ينسوا حتى اللحظة كيف قام نتنياهو باستقبال الحارس الإسرائيليّ الذي قتل اثنين من مُواطني المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وبعد تدّخلٍ مُباشرٍ من رئيس الشباك أرغمان، أصدر الملك أوامره بإطلاق سراحه، ولكن عندما وصل إلى ديوان نتنياهو بالقدس المُحتلّة قام رئيس الوزراء الإسرائيليّ باستقباله بحفاوةٍ بالغةٍ وكأنّه بطلاً من الأبطال، والتقط معه صورًا تمّ نشرها، الأمر الذي أغاط الملك الأردنيّ والشارع الأردنيّ، الذي فسّر نشر الصورة على أنّه تحدِّ صهيونيٍّ لمشاعر الشعب في المملكة الهاشميّة.

في السياق عينه، رأى محلّل الشؤون الأمنيّة في صحيفة (معاريف) العبريّة، نقلاً عن مصادره الرفيعة في تل أبيب، رأى أنّ الوضع في القدس لا زال متوترًا رغم مرور عدّة أشهرٍ على اندلاع الأزمة الأخيرة الخاصّة بـ (باب الرحمة) في الحرم القدسيّ، والتي أسفرت عن تواصلٍ إسرائيليٍّ أردنيٍّ من خلال جهاز الأمن العام (الشاباك)، فيما يتواصل ضباط الشرطة الإسرائيليّة مع رجال الأوقاف الإسلاميّة، وهكذا تراجع التوتر إلى أجلٍ غيرُ معروفٍ، على حدّ تعبيره.

وتابع المُحلّل الأمنيّ الإسرائيليّ قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، تابع قائلاً إنّ المشاكل الأساسيّة في الحرم القدسيّ لا زالت ماثلةً، واحتمال الانفجار الذي قد يؤدّي لاشتعال المنطقة بغطاءٍ دينيٍّ هذه المرّة ما زال قائمًا، وأكثر من أيّ وقتٍ مضى، طبقًا لأقواله.

بالإضافة إلى ذلك، أكّد ميلمان على أنّ هذا الانفجار المتوقع له سببان: الأول، الحالة العدوانيّة التي تتميّز بها الشرطة الإسرائيليّة، والثاني، التقارب الحاصِل بين كبار ضباط الشرطة الإسرائيليّة وقيادات الحركات الدينيّة اليهوديّة الساعية لإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، كما قال.

في السياق عينه، نقلت وسائل الإعلام العبريّة عن محافل سياسيّةٍ وصفتها بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب، نقلت عنها قولها إنّ وزارة الخارجيّة الأردنيّة، استدعت في الـ18 من آب (أغسطس) الماضي، سفير الدولة العبريّة في العاصمة عمّان، لتأكيد إدانة المملكة ورفضها انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى والحرم القدسيّ الشريف، على حدّ تعبيره المصادر.