"انتخابات الكنيست" تشهد ذروة المنافسة و4 أحداث قد تنهي نتنياهو

الساعة 08:13 م|14 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

مع قرب انتخابات الكنيست الإسرائيلي فإن الأيام القادمة تشهد ذروة الصراع بين المعسكرات السياسية الإسرائيلية المتنافسة وخاصة بين بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود ومسؤولي حزب "أزرق أبيض" برئاسة رئيس الأركان الأسبق بيني غانتس لاسيما الاتهامات المتبادلة بينهم بشأن التجسس داخل البيت الأبيض الأمريكي، والهروب المذل لنتنياهو من صواريخ غزة في مستوطنة عسقلان المحتلة.

انتخابات الكنيست الإسرائيلي هي الثانية خلال العام الحالي وتعتبر الأشرس منافسة والأخطر على "الكيان الإسرائيلي" منذ بداية الاحتلال للأراضي الفلسطينية، لاسيما بعد مقطع الفيديو الذي انتشر قبل أيام في أحد أسواق القدس المحتلة ويعرض الفيديو مشاهد من شجارٍ وقع بين عناصر الأحزاب الإسرائيلية على خلفية الدعاية الانتخابية.

محللون سياسيون أكدوا لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن الانتخابات الإسرائيلية الحالية هي الأخطر على الكيان الإسرائيلي لأسباب عدة أهمها وأخطرها ظهور الخلافات الداخلية وانتشارها بين العناصر، وتكرارها للمرة الثانية خلال عام واحد فقط الأمر الذي يؤثر سلباً من الناحية الاقتصادية على الأحزاب الإسرائيلية.

ويعتقد المحللون أن 4 أحداث وقعت خلال الأيام الماضية قد تؤثر سلبًا على نتنياهو في حال استغلتها المعارضة جيدًا وهي "التجسس على البيت الأبيض، مشهد الاشتباك بين عناصر المعسكرات الإسرائيلية في القدس، مشهد هروب نتنياهو المذل إلى الملاجئ، تكرار الانتخابات للمرة الثانية خلال عام واحد".

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، يرى بأن الانتخابات الحالية للكنيست الإسرائيلي في الأراضي المحتلة هي الأخطر على "وجود الكيان الإسرائيلي" من بين الانتخابات السابقة، خاصة مع ظهور فيديو الاشتباك بين أنصار المرشحين لأول مرة في تاريخ الاحتلال.

وأوضح الصواف في تصريح لـ"فلسطين اليوم" أن الصراع بين المتنافسين وخاصة نتنياهو وغانتس وصل إلى ذروته، لاسيما بعد الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بشأن التجسس على البيت الأبيض والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتوقع الكاتب السياسي الصواف، بأن حظوظ نتنياهو بالفوز مرة أخرى بالانتخابات الإسرائيلية تتراجع أمام الهجوم الشديد عليه من المعارضة التي تتمثل في حزب "ازرق أبيض" وحزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة ليبرمان، مشيرًا إلى أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تؤكد حالة القلق والخوف والرعب الشديد من تلقي هزيمة مفاجئة في الانتخابات.

ويعتقد الصواف، أن نتائج انتخابات الكنيست للمرة الثانية لن تختلف كثيرًا عن الانتخابات الأولى وبذلك لن يتمكن أي من الطرفين تشكيل حكومة رسمية، متوقعًا أن يتم إعادة الانتخابات مرة ثالثة، لافتًا إلى أن ذلك سيكلف دولة الاحتلال ماليًا.

وأشار إلى أن المشهد الإسرائيلي قبل انطلاق الانتخابات بأيام يُشير إلى أن "الكيان الصهيوني" يسير في طريق مسدود وهو طريق بداية النهاية للاحتلال.

من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو أن الانتخابات الإسرائيلية بين المعسكر اليمني المتطرف بقيادة نتنياهو ومعسكر الوسط بقيادة غانتس تسببت بحالة التوتر العميق بين "المجتمع الإسرائيلي" والتي ظهرت جليًا من خلال الاشتباك بين عناصر المعسكرين، مؤكدًا أن تلك الحالة لن تستمر طويلًا بسبب سرعة قادة الاحتلال في اخترع عدو خارجي يوحدهم.

وتوقع الكاتب السياسي عبدو في تصريح لـ"فلسطين اليوم" أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية القادمة ستكون مشابهة تمامًا للانتخابات الماضية ولن يكون هناك فارق شاسع بين المعسكرين اليمني المتطرف والوسط، مشيرًا إلى أن السيناريوهات المتوقعة ففي ظل تصاعد نتنياهو في بعض استطلاعات الرأي فإن نتنياهو سيتمكن بالائتلاف اليمين المتطرف أن يشكل حكومة وهذا هو السيناريو المرجح، أما السيناريو الأخر هو أن يشكل غانتس حكومة بعد حصوله على اغلبية وذلك بالتعاون مع ليبرمان، أما السيناريو غير المرجح هو إعادة الانتخابات مرة ثالثة.

"التجسس على البيت الأبيض، مشهد الاشتباك بين عناصر المعسكرات الإسرائيلية، مشهد هروب نتنياهو المذل إلى الملاجئ، تكرار الانتخابات للمرة الثانية خلال عام واحد" كل تلك المشاهد تؤثر على "المجتمع الإسرائيلي" وتجعله متوترًا لذلك هذه الانتخابات من أشرس الانتخابات في إسرائيل على مر التاريخ" كما قال عبدو.

وأشار إلى أنه رغم العنف بين عناصر المعسكرات الإسرائيلية المتنافسة بالانتخابات، يجب علينا ألا نبالغ في الخلاف داخل الاحتلال الإسرائيلي من أن ذلك قد يشكل حرب أهلية، لافتًا إلى أن قادة الاحتلال يتوحدون سريعًا حول عدو خارجي يتم اختلاقه لتتوحد الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وفي ذات السياق يرى الكاتب والمحلل السياسي اياد القرا، أن المنافسة بين المعسكرات الإسرائيلية شديدة جدًا وغير واضحة النتائج وهذا يؤثر سلبًا على سير العملية الانتخابية في دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال القرا في تصريح لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "إن قراءة المشهد للانتخابات الإسرائيلية تدلل على وجود حالة من التوتر والخوف والقلق الشديد التي تسيطر على بنيامين نتنياهو خاصة بعدما تعرضه لسلسلة من الأحداث المذلة، لاسيما بعد هروبه المذل إلى الملاجئ، والاشتباك بين عناصر المعسكرات الإسرائيلية، والازمة الأخيرة مع الإدارة الأمريكية بالكشف عن أجهزة تجسس داخل البيت الأبيض".

ويتوقع الكاتب القرا أن الملف الفلسطيني جزء لا يتجزأ من حالة التوتر والقلق التي تنتاب نتنياهو في انتخابات الكنيست القادمة، لافتًا إلى أن الملف الفلسطيني يرفع سقف منافسيه من خلال التركيز على عجزه في مواجهة ووقف المقاومة في قطاع غزة.

وأشار إلى أن نتنياهو يصبح أكثر تطرفًا عندما يتعلق الأمر بالملف الفلسطيني وهذا ما حصل عندما تعهد بضم أجزاء كبيرة من الضفة المحتلة إلى "إسرائيل" إضافة إلى التهديد بشن عملية واسعة ضد غزة.

وفيما يتعلق بتوقعاته للانتخابات الإسرائيلية القادمة قال: "المهم ليست من سيفوز المهم شكل وطبيعة الائتلاف الذي سيشكل الحكومة"، مبينًا أن استطلاعات الرأي الإسرائيلية تُشير إلى أن الفارق ضئيل بين تكتل اليمين والوسط، متوقعًا أن يبقى اليمين هو المسيطر على الأغلبية في إسرائيل، مستذكرًا بالقول: "حتى لو فاز اليمين بالانتخابات فإن تشكيل الحكومة مع عدم وجود ليبرمان قد يشكل خطرًا على نتنياهو ويعود الاحتلال مرة أخرى لإعادة الانتخابات.

كلمات دلالية