المحرض نتنياهو 2.0 -هآرتس

الساعة 12:55 م|12 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

تجلب التكنولوجيات الجديدة رسائل تحريض جديدة، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي يعد التحريض خبز يومه، لا يتردد في استخدامها. ففي صفحته على الفيسبوك يتوجه نتنياهو في الماسنجر للمتابعين ممن وافقوا على ان يجروا من أجله محادثات اقناع مع المترددين، وفي الشريط الذي يعرضه عليهم يطلب ان يقولوا انه "محظور ان تقوم بعد اسبوع حكومة يسار خطيرة مع لبيد، عودة، غانتس وليبرمان. حكومة يسار علمانية، ضعيفة، تعتمد على العرب الذين يريدون ابادتنا جميعا – نساء، اطفالا ورجالا وتسمح بايران نووية تصفينا".

وكما يذكر، فان هذه ليست المرة الاولى التي يحرض فيها نتنياهو ضد العرب قبيل الانتخابات. مذكور بالسمعة السيئة توجهه الى الجمهور يوم الانتخابات في 2015 حين رفع الى الفيسبوك شريطا يحذر بان "المصوتين العرب يتحركون بكميات هائلة الى صناديق الاقتراع". هذه هي ذات السيدة العنصرية مع تغيير في التمشيطة التكنولوجية. بفارق واحد: قبل أربع سنوات كان العرب، حسب نتنياهو، يريدون فقط اسقاط حكم اليمين. اما هذه السنة، فقد نتنياهو الخجل القليل الذي كان لديه في "عهد البراءة" في 2015، وهو يعزي للعرب رغبة في ابادتنا جميعا.

ان الكراهية للعرب والتحريض ضدهم منتشران جدا لدرجة أن الجمهور يبدو غير مبال في ضوء مظاهرهما الجديدة. محظور الاعتياد. محظور أن نأخذ كأمر مسلم به حقيقة ان رئيس الوزراء استهدف خمس السكان كعدو داخلي خطير، يسعى لابادة ما تبقى. ان الديمقراطيات تقاس وفقا لموقفها من الاقليات. اما نتنياهو فتجاوز كل حدود ممكنة.

في حينه مثلما هو اليوم، نتنياهو قبل كل شيء يحرض، وبعد ذلك يعتذر. "هذا خطأ ارتكبه عامل في مقر القيادة"، هكذا تذاكوا في اليمين في ردهم واضافوا بان "رئيس الوزراء لم ير الاقوال، لم يقرها، وهي ليست بناء على رأيه او مقبولة منه. حين اطلع على الاقوال طلب شطبها على الفور". ولكن الرسالة الخطيرة كانت قد اطلقت، والضرر وقع.

"نتنياهو هو مريض نفسيا بلا خطوط حمراء. هو يريد أن يرى الدم"، قال في رده رئيس القائمة المشتركة، ايمن عودة. غضبه مفهوم ومبرر. عودة توجه الى الفيسبوك كي يضعوا حدا للتحريض العنصري والخطير لنتنياهو. غير أن هذا لا يكفي. فضرر نتنياهو يتجاوز بكثير مجال حكم فيسبوك. محظور ترك عودة والنواب العرب ان يقفوا وحدهم ضد الهجمة عليهم. ان اقوال نتنياهو التحريضية تركز على العرب، ولكن هذه هجمة ضد المجتمع الاسرائيلي بعمومه. نتنياهو يخرب بفظاظة نسيج الحياة المشتركة، وهو مشغول بشيطنة الاقلية العربية ويحرض

الاسرائيليين الواحد على الاخر. هذه ساعة اختبار للنواب بصفتهم هذه. واجبهم ان يقفوا الى جانب الاقلية العربية وان يرسموا لنتنياهو الحدود.