نتنياهو يغير اتجاه التاريخ - إسرائيل اليوم

الساعة 02:23 م|11 سبتمبر 2019

بقلم: أمنون لورد

(المضمون: خطة نتنياهو لضم الغور هي خطة اعتراضية على خطة لبيد – غانتس لانسحاب احادي الجانب وهي تغير قواعد اللعب السياسية التي كانت تستند الى انسحاب حتى خطوط 67 - المصدر).

تعالوا نرى ما الذي قاله نتنياهو أمس، إذ على الفور، في الزمن الحقيقي، انشغل المحللون بمن فيهم "كالمان ليبرمان" بغموض الرسالة وتزييف المعلومات: نتنياهو قال انه يعتزم احلال السيادة على بلدات يهودا والسامرة، على مناطق حيوية وعلى غور الاردن وشمال البحر الميت. ليس كما كتب في عدة قنوات تلفزيونية: "بلدات الغور". هذا تغيير في بالغ المعنى، لا شك أن كل هذا منسق مع الرئيس ترامب وفريقه رفيع المستوى بمن فيهم وزير الخارجية ومستشار الامن القومي. ولكن، بالذات حسب رد فعل كالمان (الخان الاحمر) ليبرمان نحن نعرف كيف سيرد اليمين. كما يمكن ان نقول بيقين بان السادة بنيامين زئيف بيغن، الرئيس ريفلين ودان تيخون لن يعودوا للتصويت الى الليكود، حتى لو انبعث بنيامين زئيف هرتسل وزئيف جابوتنسكي ليكون احدهما وزير خارجية نتنياهو والثاني يحظى بتحقيق اهدافه الخمسة العليا بصفته وزير العمل والرفاه.

نجح رئيس الوزراء بشكل منهاجي في تصفية الحقائق الثابتة التي اقسم كل رجال سلك الخارجية والامن ومحلليهم عليها: أي السلام مع الفلسطينيين لم يتحقق الا على اساس مباديء كلينتون، فيما يكون الخط الاساس هو خطوط 67. هذا ما يعرفه يئير لبيد شفويا لان هذا ما كرره له باذنه اليسرى عوفر شيلح على مدى السنوات الستة الاخيرة. هذا لم يحصل الان فقط. لقد صفى نتنياهو خطوط 67 بحيث لا تذكر بعد اليوم في خطط السلام. وهو مخلص في تصريحه امس لتصريح آخر اطلقه رئيس الوزراء رابين في ايلول 1995. فقد تحدث رابين عن القدس، عن الغور بكامل معنى تعريف اراضيه وغيره. اذا كان ايهود باراك، نوعا روتمن وعمير بيرتس مخلصون حقا لتراث اسحق رابين، فعليهم أن ينضموا الى مساعي تشكيل الائتلاف، اذا ما القيت مهامة تشكيل الحكومة على نتنياهو.

لقد اجتاز الجمهور الاسرائيلي حالة من التآكل وغسل الدماغ وهو لا يفهم بان الواقع الذي يخلقه رئيس الوزراء اعتبر على مدى عشرين سنة على الاقل كوهم سياسي. بشكل اساسي، ما يمكن أن نفهم من تصريح رئيس الوزراء أمس هو ان صفقة القرن هي قبل كل شيء تسوية تفاهمات بين اسرائيل والولايات المتحدة. لقد تحدثوا دوما عن ان اسرائيل يتعين عليها قبل كل شيء ان تسير على الخط مع الولايات المتحدة في الموضوع الفلسطيني. إذن حصل هذا الان وهو يضع هذه التفاهمات على مستوى تاريخي جديد وعال. ليس هناك أي شك بانه اذا كان بني غانتس سيصبح بمساعدة ليبرمان رئيس الوزراء، فان كل هذه الخيارات السياسية ستتبدد؛ سيكون ممكنا وضعها في اطار وتعليقها في احد اروقة ديوان رئيس الوزراء، مثلما قال ذات مرة رئيس الوزراء اسحق شمير.

سينشغل المحللون السياسيون كثيرا في مسألة هل هذا حدث يغير قواعد اللعب. هذا بالطبع يمنح زخما اضافيا لحملة الليكود. ولكن الخطر بالطبع في أن يكون هذا مثل الهدف الكبير لعيران زهافي في الدقيقة الـ 63 في المباراة ضد سلوفانيا. مع فارق واحد: في ساعة الانتخابات هذه تقريبا في الدقيقة الـ 85. ان الدراما السياسية يجب أن توقظ المقترعين غير الواثقين من محيط ليبرمان وتوقظ المقترعين الكسالى للخروج الى الصناديق في يوم الانتخابات. ان خطة ليبران تختلف بشكل واضح عن خطة لبيد – غانتس. هناك يدور الحديث في نهاية المطاف عن انسحاب من طرف واحد سيطرح على ما يبدو الى الحسم في استفتاء شعبي. ينبغي ان يكون واضحا بان كل احلال للسيادة على مناطق واسعة في يهودا والسامرة وفي الغور ستتضمن ايضا سكانا فلسطينيين، وستكون اسرائيل ملزمة باعطائهم المواطنة الكاملة.