تقرير استشهاد بسام السايح يسلط الضوء على معاناة الأسرى المرضى

الساعة 02:37 م|09 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

خلال حديثنا معه قبل يومين حول وضع شقيقيه "بسام السايح" والمناشدات التي أطلقتها العائلة للإفراج عنه تحدث "خلدون السايح" بكثير من الألم والحسرة، فشقيقه وصل مرحلة اللا عودة، والمناشدات برأيه ما هي إلا حيلة العاجز.

ومنذ اعتقال السايح في الثامن من أكتوبر 2015 كانت العائلة تتابع حالته بكثير من الخوف وهو المصاب بسرطان في الدم والعظام، إلا أن حالته الصحية تدهورت خلال الأشهر الأخيرة حتى وصل نبأ استشهاده عصر أمس الأحد.

وبحسب ما قاله شقيقه خلدون لـ" فلسطين اليوم" في حينه، فإن وضع بسام الصحي قبل استشهاده كان ميؤوسًا منه، حيث زادت كمية الماء في جسده ونقل من مستشفى سجن الرملة إلى مستشفى أساف هاروفهة ولم تتمكن العائلة من زيارته طوال تلك الفترة.

وعانى السايح أيضًا من قصور في عمل عضلة القلب نتيجة السوائل الموجودة في الرئة، والتهابات حادة في الكبد، وارتفاع نسبة الماء في الجسم وسرطان دم وسرطان بالعظام.

وكان الشهيد الأسير السايح اعتقل على خلفية مساعدته لخلية عسكرية قامت بتنفيذ عملية بالقرب من إحدى المستوطنات في مدينة نابلس، ولم يحكم بعد ولكن النيابة العسكرية الإسرائيلية تطالب بحكمه مؤبدين 30 عامًا.

استشهاد السايح سلط الضوء من جديد على قضايا الأسرى المرضى في سجون الاحتلال وتحديدًا الأسير سامي أبو دياك من مدينة جنين، ومعتصم رداد من بلدة صيدا في طولكرم، والأسير المضرب عن الطعام والمصاب بالسرطان أحمد غنام.

وبحسب أرقام نادي الأسير الفلسطيني يحتجز في سجون الاحتلال قرابة 700 أسيرا يعانون من أمراض مختلفة، منهم 160 أسيرًا مصابون بأمراض مزمنة، حوالي عشرة منهم مصابون بأنواع مختلفة من مرض السرطان، أخطرها الأسير سامي أبو دياك من محافظة جنين، المحتجز منذ سنوات في معتقل "عيادة الرملة".

وبحسب النادي أيضًا، فقد بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967م وحتى اليوم 221 أسيرًا، منهم (65) أسيراً استشهدوا جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد، وخمسة شهداء لا تزال "إسرائيل" تحتجز جثامينهم.

المتابع لقضايا الأسرى في سجون الاحتلال فؤاد الخفش يقول إن التحذير من تدهور وضع الأسير السايح كان منذ سنوات، وبالمقابل لك يكن هناك أي تحرك حقيقي لإنقاذ حياته.

وتابع الخفش في حديثه لـ" فلسطين اليوم": "منذ أربعة سنوات حذرنا من تردي وضع بسام الصحي ومنذ أربعة أشهر قلنا أن وضعه سيء للغاية، وآخر شهر كان الحديث عن توقف معظم أعضاء جسده وأنه يعيش شبه موت سريري، ولكن كل هذه المناشدات كانت تصل لكل للسلطة والفصائل الفلسطينية والشارع الفلسطيني، اللذين لم يحركوا ساكنًا بفعل حقيقي للضغط على إسرائيل للإفراج عنه".

وخلال مؤتمر صحافي عقد اليوم أمام الصليب الأحمر في مدينة البيرة طالب رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، بتحرك فلسطيني شامل لمواجهة سياسية الإهمال الطبي الذي تتبعه سلطات الاحتلال ضد الأسرى في سجونها.

وقال فارس: "في الفترة الأخيرة كانت دراسة داخلية إسرائيلية أظهرت أن هذه السجون لا تصلح للعيش الآدمي، ولكن لم يكن هناك أي استجابة، مما يعني احتمال سقوط مزيدًا من الأسرى الشهداء وارد في أي لحظة".

وطالب فارس بجهود سياسية وطنية وشعبية لإنقاذ الأسرى المرضى، وأن لا يلقوا نفس مصير الأسير السايح، ووضع الأسرى أولوية لدى جميع الجهات.

وحذر فارس من احتجاز إسرائيل لجثمان الأسير السايح على غرار ما قامت به في السابق من احتجاز جثامين أربعة شهداء والاحتفاظ بهم كرهائن للمساومة عليهم.

من جهته طالب منسق القوى الإسلامية والوطنية في رام الله عصام بكر، المجتمع بالتحرك لتشكيل لجان تحقيق دولية فيما يجري في السجون، للوقوف على انتهاكات القانون الدولي والانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى والأسيرات.

كلمات دلالية