لا يوجد كائن حي كهذا -معاريف

الساعة 09:10 ص|09 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

بقلم: اليكس نحومسون

(المضمون: اذا كان هناك حل للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، فهو ليس الدولتين للشعبين، بل احلال القانون الاسرائيلي على المناطق ج، وتقاسم المناطق ب وفقا لاعتبارات امنية - المصدر).

لقد انغرس حل الدولتين للشعبين كحل مطلق للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. انغرس لدرجة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحت ضغط ادارة اوباما والاتحاد الاوروبي، اضطر لان يتعهد بهذا المفهوم في خطاب بار ايلان، المكانة التي تجسد تعبير "كمن تملكه الشيطان". انغرس هذا المفهوم لدرجة أن ترامب، الرئيس الاكثر عطفا من رؤساء الولايات المتحدة، اجاب على سؤال المراسل في الامم المتحدة اذا كان مع حل الدولتين قائلا: "أنا احب هذا الحل". لدى ترامب من المهم الانتباه الى التعابير. الحب والتجارة لا يسيران معا.

 

الواضح من وراء التصريحات هو ان حلا يتضمن اقامة دولة فلسطينية بحجم كهذا او ذاك سيء وخطير لاسرائيل. دولتان تعنيان دولة واحدة هي فلسطين في يهودا والسامرة، برئاسة السلطة ستصبح في غضون فترة زمنية قصيرة حماستان 2، على نموذج غزة؛ ودولة ثانية، اسرائيل، بسكانها المختلطين وباستمرار الصراعات القومية، الدينية والاجتماعية الداخلية الجارية فيها المدعومين من الجمعيات. أي سنتنازل عن الذخائر، نطور تهديدا جديدا على الحدود الشرقية، ونواصل الغرق في ذات المشاكل الداخلية – تصعيد القومجية الفلسطينية لعرب اسرائيل وزيادة النشاط التآمري للجمعيات التي تمثل مصالح اجنبية؛ هذه مشاكل تعرضنا للخطر بقدر ما يقل عن المخاطر الخارجية. هكذا فاننا سنطرد من المدينة، نتعرض للضربات ونأكل السمك المالح كأفضل التقاليد اليهودية.

 

هذا المفهوم يجب شطبه عن جدول الاعمال والان. اما الحل المعقول فهو احلال القانون الاسرائيلي على المناطق ج لاعطاء حكم ذاتي كامل (هو في واقع الامر موجود بحكم الامر الواقع) للمناطق أ بادارة السلطة الفلسطينية. يوجد في المناطق ج اقل من 100 الف فلسطيني سيحصلون على بطاقات هوية زرقاء مثل سكان شرقي القدس وسكان هضبة الجولان. ليس في هذا ما يؤثر على الميزان الديمغرافي. فالكتلة الكبرى من الفلسطينيين ستبقى في المناطق أ كمواطنين للسلطة الفلسطينية. اما المناطق ب فتقسم بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية وفقا لمعايير أمنية يتفق عليها بين الطرفين. بانتظار مثل هذه الخطوة بالطبع معارضة شديدة من السلطة الفلسطينية (أما حماس فليست جهة يمكن التوقع منها أي شيء لمثل هذه التسوية او تلك) وبالطبع من الاتحاد الاوروبي،

 

الذي يلف مستقبله الغموض. لا حاجة للفزع. الكل سيعتاد، مثلما اعتادوا على احلال القانون على هضبة الجولان. هكذا نجد أنفسنا اسيادا على دولة تجلس في الاماكن التي لها فيها حق تاريخي، ديني، قانوني وامني. ان نافذة الفرص لمثل هذه الخطوة توجد الان في ولاية ترامب، ويجب استغلال هذه اللحظة المناسبة لان تفويت هذه الفرصة سيكون بكاء للاجيال. ترامب هو رئيس مساند، وما لا يتم الان – مشكوك أن ننجح في عمله في المستقبل.

 

ان افعال ترامب تتحدث عن نفسها. فالتحول في الامم المتحدة الذي قادته نيكي هيلي، التقليصات في ميزانيات اليونسكو والاونروا، نقل السفارة الى القدس، العقوبات والغاء الاتفاق مع ايران – كل هذا يشهد على تصميمه للحفاظ على اسرائيل كدولة قوية ومستقرة وعلى ارادته لخلق واقع محيط يسمح لاسرائيل بكل الدفاعات اللازمة لوجودها. كما أنه سيوفر لاسرائيل المظلة اللازمة لتنفيذ الخطوة الواجبة هذه – الضم الفعلي لمناطق ج.