لا توجد هدايا بالمجان- يديعوت

الساعة 01:21 م|09 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: مئات ملايين الشواكل استثمرها الزوجان ادلسون في الزوجين نتنياهو. شخص آخر كان سيقول شكرا. اما سارة نتنياهو فتصرفت بشكل مختلف. صدقت القصة واستخدمتها حتى النهاية - المصدر).

 

كلنا نعرف ذاك النموذج من الناس الذي يطلب منك ان تنقله في سيارتك من المطلة حتى ايلات وعندها، قبل خمسين مترا من المقصد يقول لك، "انزلني هنا في الزاوية، سأصل سيرا على الاقدام، ولا اريد أن اثقل عليك". إذن هذا هو، يمكن للقراء أن يهدأوا: سارة نتنياهو ليست هكذا. عندما تصعد الى السيارة لتنقل بالمجان فانها تتوقع ان تتلقى الخدمة من البيت الى البيت.

 

بمعنى ما، فانها نزيهة اكثر، منسجمة اكثر، من معظم منتقديها.

 

انا اقصد الاقتباسات التي ينقلها مراسل شركة الاخبار "غي بيلغ" في الايام الاخيرة من التحقيق في الشرطة مع الدكتورة مريم ادلسون، المالكة لنشرة "اسرائيل اليوم". تروي ادلسون للمحقق بان الزوجين نتنياهو أكثر من التقدم لها بالطلبات. احيانا صورة السيدة لم تكن كبيرة بما

 

يكفي او لم تكن جميلة بما يكفي، او النشر في مكان غير بارز بما يكفي. احيانا نبأ ايجابي عن السيد او السيدة كان قصيرا قبل أن ينقل الى المطبعة او دحر الى هوامش الصفحة. واحيانا كانت السيدة تلمح بانه كان يسعدها لو تلقت حلية باهظة الثمن من محادثتها المليارديرية.

 

ادعت ادلسون على مسمع من المحقق بانها لم يكن بوسعها احتمال الصراخ. وكانت احيانا تضع الهاتف على الارضية، بعيدا عن اذنها. وحتى هكذا كانت تنجح في السماع. "يا سارة ليه"، كانت تجيب، كما تقول، لزوجة رئيس الوزراء. "لدي رخصة لكازينو. لا يمكنني أن اعطي هدايا للمنتخبة... لزوجة منتخب من الجمهور".

 

ظاهرا، تعرض هذه الاقتباسات الزوجين نتنياهو في كل نزواتهما: هوسهما الاعلامي، مطالباتهما المستحيلة، طمعهما عديم اللجام للهدايا المجانية، الصراخ. ذات النمط الذي نعرفه من ملف 1000، ملف الهدايا، يصعد ويطفو من جديد، بكل عاره.

 

بيلغ، الصحافي النشط والخبير، تبنى هذه الرواية بحماسة. هذه صنعته. امرأة تلقي بالطين على امرأة اخرى هي قصة تفعل عنوانا بارزا، قصة تدفع المشاهدين الى ان يلووا السنتهم وان يشعروا بالراحة مع انفسهم. فما بالك ان الحديث هنا يدور عن شهيرتين، واحدة كثيرة المال، واخرى كثيرة السلطة.

 

لقد قرأت هذا اللقاء المصيري بشكل مختلف بعض الشيء. ملياردير أمريكي باسم شيلدون ادلسون، صاحب كازينوهات في عدة بلدان، قرر ان يتدخل بكل قوة ماله في السياسة الاسرائيلية. كان له حلم، كانت له اجندة، كانت له جيوب عميقة. قبل 12 سنة اقام هو وزوجته نشرة يومية، واغرقوا بها الدولة. كان نتنياهو في نظرهما الرجل السليم لتنفيذ اجندتهما السياسية. فتبنياه بكل القوة، مثلما يسمح المليارديريون وحدهم لانفسهم أن يفعلوا. والنشرة التي اصدراها سميت عن حق "نشرة بيبي": فقد استعبدت كلها للعبادة الشخصية للزوجين نتنياهو، ولحملة صليبية صارخة ضد خصومه. unitedcolors of bibiton. لم تكن هذه صحيفة، ولا حتى ليوم واحد. فليس كل ورقة مطبوعة مع شعار واسم هي صحيفة.

 

لقد كانت هدية انتخابات.

 

مئات ملايين الشواكل استثمرها الزوجان ادلسون في الزوجين نتنياهو. هذه كانت الرحلة المجانية التي وفراها، في الليموزين، من المطلة حتى ايلات. شخص آخر كان سيتمدد على المقاعد الجلدية، يستمتع بالمشروبات ويقول شكرا. اما سارة نتنياهو فتصرفت بشكل مختلف: توقعت ان من يعمل من أجلها سيخدمها حتى النهاية. شيلدون ادلسون بصفته ميني نفتالي، بصفته عيزرا سايدوف: لا يمكن أن يقال عنها انها غير منسجمة.

 

منذ البداية نشرت ادلسون في نشرتها اليومية انباء لم تخضع لاي معيار، باستثناء الحاجة الى التزلف للزوجين. فلماذا لا تطلب نتنياهو حقوق التحرير؟ وما هي القصة عن المراسل الذي طلبت نتنياهو اقالته ورفضت ادلسون. المراسل المسكين خدم باخلاص خط النشرة اليومية. وعلى الرغم من ذلك وجد نفسه في الخارج.

 

يحتمل أن تكون سارة نتنياهو صرخت على مريم ادلسون. هذا لا يجعل النشرة اليومية صحيفة.