ليفتح الملف من جديد -هآرتس

الساعة 11:40 ص|09 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

في شهر شباط 2014 بلغت النيابة العامة في لواء تل ابيب محامي المغني ايال غولان بانه بعد مراجعة الادلة التي تجمعت ضده في تحقيق الشرطة، والذي سمي في حينه "الالعاب الاجتماعية"، تقرر اغلاق الملف ضده لنقص الادلة. وهكذا اوقفت سلطات انفاذ القانون في اسرائيل الاجراءات الجنائية في احدى القضايا الفضائحية التي شهدها عالم الانوار في اسرائيل. تبين ان غولان، احد المغنين الانجح في اسرائيل منذ الازل، أحاطت به عصبة من الرجال الذين تغذوا من شهرة ونمط حياة غولان. لاجل استغلال النساء الشابات، بعضهن قاصرات، لممارسة الاتصال الجنسي، في ظل وعدهن بلمس نمط حياة المغني المعبود.

 

يستند تحقيق الصحافية رويتل حوفيل الذي نشر في نهاية الاسبوع الماضي في معظمه ان لم يكن كله الى مواد التحقيق التي جمعتها الشرطة والى مواد علنية مثل روايات قدمها غولان في المقابلات الصحفية في السنوات ما بعد اغلاق ملفه. فالتحقيق الشامل هذا يبين انه رغم القرار باغلاق الملف ضد غولان وضد معظم المشبوهين المشاركين، جمعت في التحقيق الذات ادلة شاملة تبلور آلية القبض على المعجبات والشكل الذي تم فيه تناقلهن من يد الى يد، وكأنهن بضاعة جنسية عديمة الهوية، في اوساط عصبة الرجال التي احاطت بغولان. ويفيد التحقيق ايضا بان غولان نفسه كان مشاركا في صناعة الجنس التي تطورت حوله.

 

لقد كانت الشبهات ضد غولان هي الممارسة اللوطية المحظورة الطوعية، دفع قاصر للتعاطي بالمخدرات، دفع مال لقاصر مقابل علاقات جنسية والتعاطي بالمخدرات بحضور القاصرين. لم يحقق معه على "حمل احد ما على عمل البغاء"، وهي الجريمة التي ادين بها والد غولان، داني بيتون – الوحيد الذي قدم الى المحاكمة في اطار القضية. وادين بيتون في اطار صفقة قضائية وارسل الى السجن الفعلي لسنتين. غير أن نتائج التحقيق تبرر اعادة فتح ملف التحقيق، على الاقل في موضوع اعادة النظر في مسألة هل القرار بالامتناع عن رفع لائحة اتهام ضد معظم المشاركين كان مبررا. ومع ان التحقيق مع غولان تركز حصريا في مسألة هل عرف اذا كان يقيم اتصالات جنسية مع قاصرات بخلاف القانون، الا ان هذه ليست الجريمة الجنائية الوحيدة التي تثور الشبهات حولها من مواد التحقيق. ورغم أن هذا اجراء شاذ ومع أنه مرت اكثر من خمس سنوات منذ قرار الادعاء العام في هذه القضية فان على النيابة العامة ان تعيد النظر في الادلة التي في ملف التحقيق، وعند الحاجة تغيير قرارها ورفع لوائح اتهام ضد المشاركين.

 

ان حقيقة أن غولان مغن شهير وشعبي وهو ضيف دائم على الشاشات في كل بيت في اسرائيل، لا يجب أن تدفع سلطات القانون الى التصرف معه بنهج لطيف. فالرسالة الخطيرة التي تنشأ عن الشكل الذي عملت به الشرطة والنيابة العامة في هذه القضية هو أن من يتمتع بالشهرة، المجد والاعجاب، كفيل بان يفلت من القانون. هذه الرسالة محظور أن تبقى على حالها.