50 يوماً من الاضراب عن الطعام

"سلطان خلوف" يتمسك بأمرين هامين وعائلته تناشد القلوب الرحيمة

الساعة 07:14 م|05 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

عيناه غارقتان بالاحمرار، جسده يتلوى من الألم، ووعيه يصحو فجأة ويغيب طويلًا، كأنَّ روحه تنسحب من جسده رويدًا رويدًا، لكن فكرة واحدةً أو صورةً تلوح في ذاكرته المشوشة، تعيدُ إليه روح الإصرار والعزيمة والفدائية، ليكمل إضرابه حتى تحقيق النصر أو الشهادة.

50 يومًا والأسير سلطان خلوف (38 عاماً) يصارع بأمعائه الخاوية إدارة سجون الاحتلال من أجل الحرية وحقوقه الإنسانية المكفولة وفقًا لكل الشرائع السماوية والقوانين الدولية التي تخترقها "إسرائيل".

الأسير خلوف من بلدة برقين في مدينة جنين المحتلة مهندسٌ زراعي اعتقل بتاريخ (8/7/2019) وشرع الأسير خلوف بعد عشرة أيام على اعتقاله بخوض الاضراب المفتوح عن الطعام رفضًا واحتجاجًا على قرار اعتقاله الإداري الذي يمتد لمدة ستة أشهر دون توجيه اتهام له ويستمر تمديد الاعتقال الإداري إلى ما لا نهاية.

ولم يكن اعتقال خلوف هو الأول بل اعتقل سابقاً عام 2004 وافرج عنه عام 2008 ثم اعيد اعتقاله عام 2012 ونال حريته بعد شهر ونصف مع غرامة مالية تقدر بـ3 آلاف شيكل.

وبعد 50 يومًا على خوض معركة الأمعاء الخاوية بدأ الأسير خلوف يدخل في غيبوبة باستمرار، ويفقد كثيرًا من الدماء نتيجة الاستفراغ الكبير حتى أصبح جسده نحيلًا لا يقوى على القيام بأي حركة، فعضلات جسده أصيبت بضمور شديد؛ ليدخل الأسير خلوف مرحلة الخطر.

"توترٌ وقلقٌ وترقبٌ لما قد يحدث" هذا هو حال زوجة الأسير سلطان خلوف وعائلته التي تستعين بالله عز وجل لنصرة نجلها سلطان والذي يعتبر الأبن الأول للعائلة والقائم على رعيتها، وسط تهميش واضح من قبل كافة المسؤولين والمؤسسات التي تُعنى بشؤون الاسرى سواء كانت محلية أم دولية.

زوجة الأسير سلطان عبرت عن غضبها للتهميش المتعمد وغير المتوقع من قبل جماهير شعبنا الفلسطيني بالدرجة الأولى ثم قيادات والمسؤولين ووسائل الاعلام للحديث عن قضايا الأسرى خاصة المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال.

وتقول زوجة الأسير سلطان لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" "يعاني زوجي وضعًا صحيًا صعبًا فمنذ 50 يومًا وهو يضرب عن الطعام، والمعلومات المتوفرة لدينا أنه يفقد الوعي والكثير من الدماء وعضلاته أصيبت بالضمور، وهناك تخوفات كبيرة على فقدانه أعضاء جسده كالنظر والنطق والسمع".

وترفض إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي طلبات لعائلة الأسير سلطان خلوف لزيارة نجلها والاطمئنان على صحته، مضيفة زوجته: "نشعر بارتباك وخوف وقلق على حياة سلطان ونتمنى رؤيته أو حصولنا على معلومات تطمئننا على وضحه الصحي".

وعن قوة تحمل سلطان للإضراب عن الطعام في ظل التهميش لقضيته وقضية الاسرى قالت: "عندما يكون الاضراب نابع من القلب وعن قناعة لا يمكن أن يخضع الأسير تحت أي ظروف كانت وسلطان يضع أمام عينيه أمرين مهمين وهما "إما أن يحقق النصر بالحرية وإما أن يحقق النصر بالشهادة، وفي كلا الحالتين نحن كعائلة استودعنا سلطان لله عز وجل وقبلنا بما يصيبه من نصر".

"نحن نخاف على سلطان لكن ما يطفئ نار خوفنا أن سلطان استودع نفسه وعائلته إلى الله عز وجل، من أجل قضيته العادلة ومن أجل الدفاع عن شرف وكرامة الأمة العربية والإسلامية، ولن يوقف اضرابه مهما كانت الظروف" قالت زوجة الأسير سلطان خلوف.

وفي لحظة انفجرت زوجة سلطان غضبًا لما آل إليه التفاعل الشعبي والرسمي لقضية الأسرى الأبطال وخاصة المضربين عن الطعام حيث قالت: "لسنا خائفين على حياة سلطان؛ لكن خوفنا على قضيتنا العادلة وقضية أسرانا التي لا تلقى أي دعم أو تضامن شعبي ورسمي وعربي واسلامي واعلامي ليرفع معنويات الأبطال داخل السجون فالتضامن ضعيف جداً جداً".

وناشدت زوجة الأسير سلطان خلوف كل الضمائر الحية والقيادات الفلسطينية والأحزاب والمؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية لنصرة الأسرى الأبطال ورفع معنوياتهم والتضامن معهم ولو بالكلمة أو بالوقوف لدقائق معدودة فقط خلال وقفة تضامنية أو مسيرة تدعمهم داخل السجون.

وأشارت، غداً الجمعة (6/9/2019) ستقام وقفة تضامنية أمام منزلنا في بلدة برقين في جنين بعد صلاة الجمعة تضامناً مع الأسرى وخاصة المضربين عن الطعام، متمنية أن تجد حضواً لافتًا ومميزًا خلال الفعالية من أبناء شعبنا لإيصال رسالة الأسرى الأبطال إلى كل المسؤولين والمعنيين والمهتمين في شؤون الاسرى.

ولفتت إلى أن الوقفات التضامنية مع أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال من شأنها أن تكشف للعالم أجمع الوجه الاجرامي الإرهابي الحقيقي لدولة الاحتلال الإسرائيلي وذلك باختراق القوانين الدولية والحقوقية التي تكلف أبسط أنواع الحقوق للأسرى وهو تحديد فترة الاعتقال وإبلاغ الاسرى بالتهمة الموجهة إليهم ومنح الأسرى كل مستلزمات الحياة الكريمة داخل المعتقل.

كلمات دلالية