خلال تأبين شهداء التفجيرات الأخيرة بغزة

هنية: معركة أمنية تُدار تحت الطاولة مع الاحتلال والداخلية: التحقيقات مازالت مستمرة

الساعة 11:54 ص|02 سبتمبر 2019

فلسطين اليوم

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، اليوم الاثنين، أن معركة أمنية تحت الطاولة تدار مع الاحتلال "الإسرائيلي" لا تقل خطورة عن المعركة العسكرية، مبيناً أن من خطط للتفجيرات الأخيرة استهدف ضرب المنظومة والحالة الأمنية وخلخلتها في غزة.

وشدد هنية خلال حفل تأبين شهداء الشرطة الذين استشهدوا في التفجيرات الأخيرة التي طالت حاجزين بمدينة غزة، على أن الأجهزة الأمنية التي شكلت الدرع الواقي للمقاومة والشعب قدمت الشهداء والجرحى، لافتاً إلى أن وزارة الداخلية عملاقة وقوية، وقادرة على استيعات المنعطفات الخطرة.

وقال هنية: حينما استهدف الاحتلال مقرات الشرطة في حرب الفرقان، ظن الاحتلال أنه سيشُل أركان المؤسسة الأمنية، لكن خلال ساعات قليلة عادت الوزارة بكل اقتدار لممارسة عملها تحت أزيز الطائرات.

واعتبر هنية أن هذه الجريمة وقعت في توقيت وسياق إقليمي، ويدلل ذلك أن المستفيد الأكبر منها هو العدو الصهيوني، موضحاً أن هذه التفجيرات جاءت ليستثمرها عدونا ليُفرد غزة عن أي تفاعل إيجابي مع ما يمكن أن يحصل على جبهة الشمال.

مخطط خطير

وعد هنية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المأزوم أمنياً والمتهم بالفساد، غير قادر على حسم المعركة على كل الجبهات بما فيها غزة، لذلك أراد لغزة أن تكون بعيدة عن التأثير في مشهد الانتخابات الصهيونية.

وبين، أن الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني لديهما تقدير بأن الموقف الفلسطيني الموحد يشكل العقبة الحقيقية أمام صفقة القرن، وغزة شكلت عنصراً أخلّ بالمخطط الأمريكي الصهيوني.

كما اعتبر هنية أن التفجيرات هدفت لإنشاء بداية فلتان أمني، والتحقيقات تشير إلى أن ما تم كان سيتبعه تفجيرات جديدة في مناطق مختلفة، مشدداً على أن هناك معركة أمنية تحت الطاولة بيننا وبين الاحتلال، ولا تقل خطورة عن المعركة العسكرية.

وقال هنية: حققنا انتصارات في المعركة الأمنية مع العدو، كما حقق المجاهدون انتصارات عسكرية، فيما تعاملت الأجهزة الأمنية مع ملف الانحراف الفكري في محطات سابقة بشكل شمولي، وليس على الصعيد الأمني فقط.

وبين أن التفجيرات استهدفت ضرب العلاقة الاستراتيجية بين فصائل المقاومة، في هذه المرحلة التي شهدت أوج التنسيق والتكامل سياسياً، وعسكرياً، وميدانياً، وأمنياً.

وأعرب هنية عن ارتياحه الكبير للمناخ الوطني الذي يشهد حالة تنسيق كبير بين كل مكونات وفصائل العمل الوطني.

وتابع: سيكون هناك نشر كامل لتفاصيل هذه الجريمة، وحينما تكتمل الصورة سنجد أنه كان يُخطط لإحداث صورة خطيرة جداً في غزة، ومن يفعل هذا العمل ليس له أي انتماء تنظيمي أو سياسي، ونحن لم نُربّ أبناءنا على هذا الفعل.

وشدد هنية على أن دماء شهداء الشرطة حمت غزة وفلسطين من صورة أخطر، ومن سيناريو أحقر، سنكشفه لشعبنا في الوقت المناسب، حينما تنتهي الأجهزة الأمنية من وضع يدها على كل شيء.

واعتبر هنية، أن التفجيرات هدفت إلى فرض أولويات جديدة على الفصائل الفلسطينية، على حساب الأولوية الأولى وهي مواجهة الاحتلال والتصدي لسياساته.

وأضاف هنية: نريد من وزارة الداخلية أن تنشر في الوقت الذي تقدره تفاصيل ما جرى؛ ليعلم شعبنا على أي حالة كان يريد هؤلاء أن يُدخلوا الوطن.

ورأى هنية، أن الجريمة استهدفت ضرب النسيج المجتمعي، والجبهة الداخلية، والحاضنة المجتمعية للمقاومة، التي تتشكل من عوائل شعبنا، مضيفاً:"أقول بكل ثقة وموضوعية: سيفشل هذا المخطط كما المخططات السابقة، وقد فشل من بدايته.

وأكد، أن غزة محصنة فكرياً، وأمنياً، وفصائلياً، وعسكرياً، وسياسياً ومجتمعياً، وهي وعصية على الكسر والاختراق، وأي فكر يدفع من قام بذلك لاستهداف المجاهد الذي يقاتل على جبهة العدو ليلاً، ويؤمّن شعبه في النهار بكل مودة ومحبة.

وجدد تأكيده قائلاً:"سنعمل في كل القوى والفصائل على تحصين أبنائنا فكرياً، وهناك إجماع وطني تجلّى في هذه المحطة الفاصلة، من خلال رفع الغطاء عن المجرمين، ومنح قوة إسناد للأجهزة الأمنية لممارسة عملها، وكذلك التعاون بالتفاصيل الدقيقة لكل المعلومات المتعلقة بالقضية.

وحيا جميع الفصائل، والوجهاء والعائلات والمخاتير، الذين وقفوا لمساندة الشرطة والأجهزة الأمنية ومؤازرتها، كما نحيي العائلات التي أصدرت بيانات تبرؤ من الفعل الإجرامي.

وتابع: "سنظل في خندق المقاومة، والشراكة، والوحدة الوطنية، فما جرى هو نقطة فاصلة بين مرحلتين في التعاون مع هذا المسار، ولن نسمح بالاجتهاد خارج النص الوطني، أو الميداني، أو الفكري، ونحن أرباب المقاومة.

التحقيقات مستمرة

من جهته، أكد وكيل وزارة الداخلية في قطاع غزة اللواء توفيق أبو نعيم، أن التحقيقات في التفجيرات الأخيرة مازالت مستمرة وستصل لنهايتها وسيتم نشر نتائجها، وأن لدى الداخلية أجهزة متربصة ستصل لكل خلية لها يد في جريمة استهداف الشرطة.

وشدد اللواء أبو نعيم، على أن الداخلية لن تسمح لأحد أن يعبث بأي طريقة في أمن الشعب الفلسطيني.

وقال أبو نعيم:" يجب أن تتضافر الجهود لاقتلاع هذه الشرذمة من بيننا، فهذا الفكر أشد وأخطر من الاحتلال على مجتمعنا ويجب أن نقاومه، ولن نسمح بأن تشتت بوصلتنا وسيبقى عدونا واحد وهو الاحتلال.

وأضاف أبو نعيم في كلمته:" لدينا أجهزة متربصة ستصل لكل خلية لها يد في جريمة استهداف الشرطة".

وتابع أبو نعيم: قطاع غزة اليوم أمام حادثة غريبة مستهجنة، لا نقبل لها تفسيرا، وليس لها وجود بيننا في ظل الثمن الذي ندفعه يوميا من الحصار والجوع والقتل، وعلينا جميعا أن ندرك أن غزة مستهدفة برجالها ونسائها وجميع فئاتها.

وأوضح اللواء أبو نعيم، أن هناك كان تعاون كبير واستنكار للجريمة من الكل الفلسطيني، مبيناً أن وزارة الداخلية تتعاون مع جميع التنظيمات والأجنحة العسكرية والمؤسسات كافة، وهذا الفكر الذي يحمله المجرمون يجب أن يحارب من الجميع.

ضرب الجبهة الداخلية

من جهته، أكد قائد الشرطة العميد محمود صلاح، أن دماء شهدائنا في تنتفض في وجه المارقين على مجتمعنا الفلسطيني، لافتاً إلى أن شهداء الشرطة الأبطال واصلوا العمل دون انقطاع، وكانوا مثالاً للانضباط والسمع والطاعة.

وقال العميد صلاح:"آلمنا ما تعرض له أبناؤنا من عدوان حاول من خلاله المتربصون بقطاعنا خلط الأوراق لإحداث فوضى أمنية، وضرب الجبهة الداخلية من خلال أعمال إجرامية ارتقى على إثرها شهداء الشرطة الأبطال"

وشدد على أن الشرطة ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه السير في مركب الخارجين عن صفنا الوطني، والمتربصين بوحدة شعبنا، وأن يد الأجهزة الأمنية ستطال العابثين بأمن شعبنا واستقراره.

وأكد العميد صلاح على أن هذه الأحداث المشبوهة لا تخدم سوى الاحتلال، وغزة ستبقى عصية على الكسر، منوهاً إلى أن ما لم يستطع الاحتلال تحقيقه بالحصار والحرب، لن يستطيع أحد تحقيقه بهذه التفجيرات الإجرامية المشبوهة.

وطالب العميد صلاح الأهل والعوائل بالأخذ بيد أبنائهم إلى بر الأمان، ومتابعتهم لعدم التغرير بهم من أي جهة مشبوهة تحاول زعزعة الأمن والاستقرار.

كلمات دلالية