تقرير "النيماتودا" وملوحة المياه.. خطران يهددان موسم الجوافة بغزة

فلسطين اليوم

اشتكى عدد من المزارعين في منطقة مواصي خان يونس من تضررهم في موسم الجوافة، جراء زيادة نسبة ملوحة المياه وانتشار آفة "النيماتودا" التي تصيب أشجار الجوافة.

ما سبق، سبب ارتفاعًا على أسعار الجوافة في الأسواق الغزّية، فقد بلغ سعر الكيلو الواحد منها (4-6) شيكل، ناهيك عن انخفاض المساحات المزروعة، بعدما كانت تشتهر المواصي بكثافة انتاجها من محصول الجوافة سنويًا وتصديرها للخارج.

فالمزارع إبراهيم المجايدة يمتلك 5 دنمات من أشجار الجوافة والحمضيات واللوزيات، يقول إن غالبية محصوله تضرر بشكل كبير بفعل "آفة النيماتودا"، وملوحة بئر المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي الذي يستخدمونه في ري المزروعات.

ويضيف المجايدة، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن مجموع المحصول الذي لم يتضرر ربع دونم، مشيرًا إلى أنه تكبّد خسائر مادية كبيرة في محاولات استصلاح أراضيه، "لكن لا جدوى". حسب تعبيره.

وأشار إلى أن برك مياه الصرف الصحي المتواجدة قرب مسجد القبة بمنطقة "مواصي" خان يونس تؤثر بشكل كبير على الآبار الجوفية في المكان، مشيرًا إلى أنه تسبب تلوثا في المياه التي يتم ري المزروعات بها.

ولفت المجايدة إلى أنه ومجموعة من المزارعين توجهوا للجهات المختصة لإيجاد حل نهائي للمشاكل التي يعانون منها وتعويض الخسائر التي لحقت بهم، مبينًا أن عشرات الأشجار لديه حرقت بالكامل جراء تلوث المياه وملوحتها إضافة إلى "آفة النيماتودا.

بدورها، أكدت وزارة الصحة، أن نسبة ملوحة المياه تزداد عام بعد عام وتؤثر بشكل كبير عن نمو بعض المحاصيل، من بينها الجوافة لحساسيتها وعدم تحملها الملوحة، مبينًا أن ذلك أدى لتقليص مساحات كبيرة من محصول الجوافة خاصة في منطقة "مواصي" خان يونس.

وبيّن المتحدث باسم الوزارة، أدهم البسيوني، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن مشكلة ملوحة المياه من المشاكل الاستراتيجية لا يمكن السيطرة عليها بسبب الحصار الراهن وصعوبة الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة.

وحول آفة "النيماتودا" التي تفتك بمحصول الجوافة، قال: "إنها موجودة منذ القدم، وعلى المزارع أن يهتم جيدا بالعملية الزراعية للجوافة للحد من انتشارها بالطرق السلمية بحيث لا تضر بالمحاصيل ولا تؤثر على صحة الانسان".

و"النيماتودا" ديدان حية دقيقة الحجم تعمل على تعقيد الجذور وتصيبها بالتقرحات الشديدة وتؤثر على عناصرها الغذائية وتؤدي لضعف عام في الأشجار المصابة بها، وفق البسيوني.

وشدد على أنه يجب اتخاذ الإجراءات التعقيمية للتربة قبل بدء العملية الزراعية واستخدام الأسمدة لتقوية النباتات، مبينًا أنه يوجد علاج للأشجار في حال إصابتها بهذه الآفة ضمن قيود محددة من قبل وزارة الزراعة لخطورتها الكبيرة على الأشجار وصحة الانسان.

ولفت البسيوني، إلى أن الزراعة تقوم بالإرشادات اللازمة للمزارعين عبر ورشات ودورات خاصة لتوعيتهم في استخدام المبيدات الزراعية وطرق الزراعة السليمة، مشيرًا إلى أن هناك مزارعين لجأوا إلى زراعات بديلة، مثل أشجار الزيتون نظرا لتحملها درجات الملوحة ولمقاومتها أفة "النيماتودا".

ونصح البسيوني، المزراعين بزراعة المحاصيل التي تتحمل الملوحة والابتعاد عن زراعة المحاصيل التي لديها حساسية من الملوحة وزراعتها في المناطق التي يوجد بها نسبة ملوحة قليلة.

وتابع: "يجب اتباع التوزيع الجغرافي للمحاصيل وفق جدول نسب الملوحة في الأراضي الزراعية المخصصة للزراعة وفق درجة تحملها، إضافة الاهتمام بفترات الري المتقاربة التي تساهم في عمليات غسيل التربة وانخفاض نسبة الملوحة.

من جانبه، قال أبو اياد الزق، رئيس جمعية زراعية في منطقة المواصي، إن آفة "النيماتودا" وملوحة المياه عملتا على تقليص المساحات المزروعة من الجوافة إلى أكثر من النصف، مشيرًا إلى أن المساحة المزروعة في السابق تقدر بـ 2500 دونم، وأصبحت الأن ما يقارب 1000 دونم.

وأضاف الزق لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": " وزارة الزراعة ليس له حول ولا قوة في التعامل مع ملوحة التربة والقضاء على آفة "النيماتودا"، بشكل جذري بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها قطاع غزة منذ ما يزيد عن 12عامًا.

ولفت إلى أن بعض المزارعين المقتدرين أنشأوا آبار خاصة جديدة في المناطق الشرقية للمواصي للتغلب على مشكلة المياه المالحة والملوثة، لري محاصيلهم في المناطق الغربية لتدارك موسم الجوافة.

وتابع: ":هناك أراضي شاسعة في منطقة المواصي لعائلتي "العبادلة والأسطل" انعدمت بالكامل بسبب تأثير ملوحة المياه وآفة النيماتودا.

وكشف الزق، أن هناك أنواع تجارب حديثة في زراعة الجوافة المهجنة في الضفة المحتلة، والتي تتميز بتحملها للملوحة ومقاومتها لآفة "النيماتودا"، مطالبًا وزارعة الزراعة بالعمل على متابعة هذه الأمر.

وحول الحصول على موسم ناجح، يؤكد أنه يجب استخدام المياه العذبة ورش مادة "النيماغور" قبل نمو ثمرة الجوافة في أوقاتها المخصصة التي تحددها وزارة الزراعة.

كما ونصح المزارعين بالعمل على إنشاء مشاريع تدعم محطات تكسير ملوحة المياه واستخدامها في الري للتخلص من أزمة ملوحة المياه وري المحاصيل بالمياه عذبة التي تصلح لكل المزروعات.

وحسب المختص الزراعي، يجب استخدام "مبيد النيماكور" الخاص في القضاء على "آفة النيماتودا" في التربة لتعقيمها ومراعاة فترة التحريم الخاصة لهذا المبيد وهي 3 شهور حتى يتحلل.

ويشير إلى أن "النيماكور" لا يصلح استخدامه في الأرض المزروعة بالخضار لان مدة المحصول فيها قريبه لا تتجاوز 3 أشهر وإنما يصلح للأرض المزروعة بالأشجار فقط لطول مده المحصول فيها.