خطأ المصوتين الاستراتيجيين- هآرتس

الساعة 12:12 م|29 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

بقلم: زهافا غلئون

(المضمون: صوت للمعسكر الديمقراطي هو صوت مزدوج وصوت مضمون. هؤلاء سيوصون بغانتس، لكن اذا لم تكن له اغلبية فان صوتهم لن يجلس مع نتنياهو. ولكن المصوتين الاستراتيجيين يحلمون بالحكم - المصدر).

في الوقت القريب ستبدأ مرة اخرى المأدبة الكبيرة، وكالعادة، هذه المرة ايضا ستبدأ من فوق خشبة القفز. في الليكود يستعدون لهذه المأدبة منذ زمن. تشجيع احزاب اليمين على التوحد، هذه هي طريقهم للاثقال على المأدبة. في ازرق ابيض يخفون وعاء القهوة في الخزانة ويتوجهون للناخبين بنظرة جدية بعيون زرقاء: هذه المرة من المهم التصويت بصورة استراتيجية من اجل أن يقوم الحزب الاكبر الذي سيسقط بنيامين نتنياهو بالطبع. فقط بالصدفة، الاستراتيجية المقترحة تعمل لصالحهم. المأدبة تعمل دائما. عدد من مصوتي اليسار يسمعون كلمات "تصويت استراتيجي" و"الحزب الاكبر"، وعلى الفور يتخيلون أنهم نابليون ويسارعون الى احتلال قطاع غزة.

ولكن في هذه المرة حصلنا على فرصة نادرة من اجل رؤية ماذا كانت نتائج التصويت الاستراتيجي السابق الذي حول ازرق ابيض الى وحش في التهام المقاعد. من يعرف، ربما يستيقظ أحد ما، أن هذا لن يسقط نتنياهو. ولكننا حصلنا على رؤية كيف سيتصرف ازرق ابيض، لو أنه حكم عليه بأربع سنوات في الكنيست. في اختباره الانتخابي الاول، التصويت على مراقب الدولة، هم ليس فقط اسقطوا الكرة، بل ايضا قاموا بثقبها. وعندها قاموا بنقلها الى الفريق الخصم. ومثلما قال غيورا روم، مرشح ازرق ابيض لمنصب المراقب، في مقابلة مع "صوت الجيش": "بالتشريح بعد الموت، عندما اجملت لنفسي ما حدث في اسبوعين، قلت "ما هو ازرق ابيض"، وخطرت ببالي هذه الوحدة العسكرية في تلة حلفون، على الاقل على مستوى القادة".

التهمة غير ملقاة على اعضاء ازرق ابيض، فهم ما نستحقه. خلال سنوات المصوتون الاستراتيجيون يحاولون بعث الحياة في اسطورة جلب الاصوات من اليمين. احزاب الوسط واليسار التي تتملق جمهور الناخبين الذين لا يأتون للتصويت ولا تتم معاقبتهم على ذلك في صناديق الاقتراع لأن قسم من اليساريين يعتبرون انفسهم استراتيجيين، فقط من اجل الخسارة مرة تلو الاخرى. في الانتخابات اليساريين يصوتون مرة اخرى للامل القادم الذي سيسقط نتنياهو، ولكنهم

يحصلون على نتنياهو ومعه مجموعة من الاشخاص الفاشلين الذين سيمثلوهم في الكنيست. هذه المرة حصلنا على عدد من رؤساء الاركان الذين يجدون صعوبة في التنازل عن قائد المقهى.

التصويت الاستراتيجي هو تصويت مع عدم معرفة، كم مرة يجب علينا القول بأن المهم ليس حجم الحزب، بل عدد من يوصون بالمرشح لرئاسة الحكومة في الكتلة. لقد تعلمنا في السابق ماذا يعادل الاعتماد على الاستطلاعات الاخيرة. وأهم من ذلك، ما هي أهمية الوعد بعدم الجلوس مع نتنياهو. مطلوب توفر السذاجة من اجل تصديق بني غانتس. لأنه لم يسمع السؤال حول الجلوس مع نتنياهو، لأنه في تسجيلاته التي تسربت اعترف بأنه سيكون مستعدا للجلوس معه: "أنا أقول لنتنياهو "العفو، هذا بدون سموتريتش"، هذا بدونه، هذا يعني ازرق ابيض – ليكود، هيا نتحدث". لقد كانوا محقين في المعسكر الديمقراطي عندما حذروا من أن غانتس وغابي اشكنازي وموشيه يعلون ويئير لبيد سيذهبون الى حكومة وحدة مع نتنياهو، وأن اقوال هوروفيتس صحيحة عندما قال إن "حكومة وحدة معناها حكومة جبانة".

صوت للمعسكر الديمقراطي هو صوت مزدوج وصوت مضمون. هؤلاء سيوصون بغانتس، لكن اذا لم تكن له اغلبية فان صوتهم لن يجلس مع نتنياهو. ولكن المصوتين الاستراتيجيين يحلمون بالحكم. وكذلك ايضا الاحزاب التي سيحصلون عليها. هذه الاحزاب لا تعرف أن تعمل معارضة. هي بصعوبة تتذكر من اجل ماذا تريد جدا الحكم. في هذه الاثناء مصوتو اليسار يعاقبون الاحزاب الوحيدة التي كانت مخلصة لهم طوال الطريق. ايضا هذه استراتيجية.

 

كلمات دلالية