خبر اردوغان وشافيز وخطباء الزعماء العرب ..د . محمد صالح المسفر

الساعة 07:23 ص|03 فبراير 2009

 

بليت الأمة العربية منذ نهاية السبعينات من القرن الماضي وحتى اليوم بقيادات عربية اقل ما يقال في حقها أنها تقود هذه الأمة إلى الهاوية السحيقة، متجردة من الحياء، والكبرياء، والغيرة، والشرف، والنبالة، التي يتميز بها الإنسان العربي. أريد أن أرى احد كبارهم غاضبا على ما يجري في فلسطين التاريخية وغزة على وجه التحديد، والحق، لقد أشقاني البحث عن الغضب بين بعض الحكام الذين فقدوا القدرة على التكلم بلغة الغضب إلا على مواطنيهم وبعضهم بعضا، وليس على أعداء أمتهم، لقد أمروا بتغيير مناهج التعليم التي كانت تعلمهم وابناءهم التكلم بلغة الغضب دفاعا عن الحق والسيادة.

غيظي من هؤلاء القادة وأحزاني عليهم، أنهم لم يفقدوا كل الغضب ويجهلوا كل لغاته بينما يعيشون كل أسبابه، بل، لقد أصبحوا يملكون كل الرضا والتعبير بكل لغاته بينما يعيشون كل أسباب الغضب، غيظي من هؤلاء القادة وأحزاني عليهم، إنهم يعاقبوننا بهزائمهم وضعفهم أمام الأعداء واختلافاتهم أكثر مما يفرحوننا بمواقفهم النبيلة الشجاعة دفاعا عن امتنا العربية والإسلامية.

ماذا فعل المعتدلون الكبار بأمتنا العربية طوال الحقبة موضع حديثي هذا، وما فعلوه بنا إبان الحرب على أهلنا في غزة، منهم من اصطف إلى جانب الغزاة الصهاينة على غزة، رفضوا الدعوة لحضور مؤتمر الدوحة خشية أن تسرق الدوحة الأضواء منهم، تعللوا بعلل ليس فيها منطق ولا حجة، يقولون مؤتمر الدوحة يحتاج إلى إعداد جيد ودراسة مستفيضة، لكنهم استجابوا للدعوة لحضور مؤتمر شرم الشيخ الذي دعت له المجموعة الاوروبية في اقل من 24 ساعة. ألا يحتاج ذلك المؤتمر إلى إعداد جيد؟!

أصارحك عزيزي القارئ، بان غضبي وفرحي اشتدا على في آن واحد. غضبي على عمرو موسى أمين جامعة الدول العربية لمواقفه منذ إعلان إسرائيل الحرب على غزة، وهو يتأرجح بين أمراء النفط ومن هو أكرم من الآخر وأكثر عطاء لعمرو موسى، لا شك بان له مهارات دبلوماسية وسياسية، لكنه سقط عندي ثلاث مرات: الأولى عندما تراجع عن زيارة العراق قبل احتلاله لمجرد أن احد أمراء النفط غضب علية وهدده ومن ثم أغراه بان لا يذهب إلى العراق، وهكذا فعل. المرة الثانية عندما ذهب إلى الأمم المتحدة لحضور جلسات مجلس الأمن بشأن العدوان على غزة كرئيس لوفد الجامعة العتيدة ادخل ممثلي دول الاعتدال العربي وهو احدهم على كوندوليزا رايس إلا أن أمين الجامعة بقي خارج أبواب الاجتماع كحراس الوزراء الميامين، ولو كنت مكانه لقدمت استقالتي فورا لان وزراء الاعتدال أهانوا الأمين عمرو موسى وكذلك السيدة كوندي، المرة الثالثة عندما دعا إلى قمة عربية 'قمة غزة' في الدوحة والحرب ما برحت مشتدة على أهلنا في غزة ورفض الحضور، وهو الداعي إلى تلك القمة بصفته أمين عام الجامعة العربية، في الوقت الذي يحضر قمة شرم الشيخ وليس بها إلا دولتان عربيتان والباقي من الاتحاد الاوروبي .

إن السقوط الأعظم لعمرو موسى كان في منتدى 'دايفوس' في نهاية الأسبوع الماضي عندما تصدى رئيس الوزراء التركي السيد اردوغان لرئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريس دفاعا عن فلسطين وكذب أقاويل بيريز أمام شاشات العالم التلفزيونية، وانسحب اردوغان احتجاجا على تلك الأكاذيب التي لم يعط حق الرد عليها بشأن العدوان على غزة. عمر موسى صفق بين المصفقين لخطاب بيريس، بينما احتج الطيب اردوغان على ذلك التصفيق، لان بيريس مجرم حرب في غزة وفي لبنان فكيف يصفق له.

انسحب سليل الامبراطورية العثمانية احتجاجا على كل ما حصل وما قيل، وبقي موسى جالسا كأحد أصنام الكعبة في زمن الجاهلية.

أما فرحي وفرح ملايين العرب معي فقد تجلى عندما وقف العملاق رئيس وزراء تركيا السيد طيب اردوغان في أكثر من موقف مدافعا صلبا عن حق المقاومة الفلسطينية، في الوقت الذي وقف معظم القادة العرب ينحون باللائمة على حركة المقاومة الفلسطينية حماس على كل ما جرى لأهلنا في غزة. وفرحي الشديد عندما وقف شافيز رئيس جمهورية فنزويلا ذلك الموقف المشرف بطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية من كراكاس وتبعها رئيس بوليفيا تضامنا مع القضايا العربية العادلة.

إن آخر المهازل العربية أن تدع القاهرة إلى إنشاء قوة ردع عربية أو قوة دولية بقيادة عربية بالاشتراك مع حماس للإشراف على الأمن في غزة، لكن هذه المشاركة تقتضي التخلي عن خيار الكفاح المسلح. يا للهول هذه مواقف القيادة المصرية المتخاذلة، هل المقاومة التي قهرت الجيش الذي لا يقهرغير قادرة على ضبط الأمن في غزة يا سادة مصر؟

آخر القول: قيادة في القاهرة تكذب فتصدق أكاذيبها، فلا عجب لقد سقط برقع الحياء .