خبر أجواء الحرب تخيم مجدداً على مدينة رفح بعد غارات إسرائيلية على الأنفاق

الساعة 06:29 ص|03 فبراير 2009

فلسطين اليوم-غزة

عادت أجواء الحرب وخيمت مجددا على مناطق واسعة جنوب محافظة رفح، خلال ساعات ليلة أول من أمس وفجر أمس، بعد الغارات المكثفة التي نفذتها طائرات حربية إسرائيلية باتجاه أهداف تقع بالقرب من الحدود المصرية الفلسطينية.

وتسببت الغارات التي جاءت بعد وقت قصير من اتصالات هاتفية مجهولة المصدر تلقاها مئات المواطنين من سكان جنوب المدينة بحدوث حالة من الهلع والفزع في صفوف السكان الذين اضطر العشرات منهم لمغادرة منازلهم واللجوء إلى مركز المدينة طلبا للأمان.

وشوهد مواطنون يسيرون برفقة أبنائهم وعائلاتهم يحملون أغطية وفراشا ويغادرون على عجل مناطق سكناهم، وخاصة بعد بدء تنفيذ الغارات.

ويشير المواطن محمود حسنين وكان يسير على عجل برفقة زوجته وأبنائه الثلاثة إلى أنه اعتقد في بداية الأمر أن الاتصال مجرد تهديد لكنه وبعد تنفيذ الغارة الأولى سارع وأخلى منزله القريب من المنطقة الحدودية.

وأشار حسنين إلى أنه وحين غادر منزله وجد الشارع مليئا بالمواطنين الفارين من مناطق جنوب المدينة، وقد شعر وكأن أجواء الحرب عادت من جديد.

وأوضح أنه بصدد التوجه إلى منزل أحد أشقائه في مخيم الشابورة شمال رفح، مشيرا إلى أنه بات يفكر بإخلاء منزله بصورة كاملة إلى حين التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار يضمن بموجبه عدم تجدد الغارات باتجاه الأنفاق.

من جهته، أكد المواطن محمد برهوم أنه لم يشعر بالأمان قط منذ توقف الحرب، مؤكدا أنه يتلقى في معظم الأيام اتصالات هاتفية في منزله من مصدر يعرف نفسه بـ "قيادة جيش الحرب الإسرائيلي" تشمل تهديدات بتجدد القصف باتجاه المنازل التي تحتوي على أنفاق أو أسلحة.

وأعرب برهوم عن اعتقاده بأن إسرائيل ترغب في إبقاء سكان جنوب المدينة في حالة توتر وخوف دائمة، لإجبارهم على مغادرة منازلهم بهدف إخلاء المنطقة الحدودية.

وأشار برهوم إلى أن إسرائيل لم توقف حربها النفسية ولا الفعلية ضد سكان رفح بصورة خاصة.

أما المواطن إبراهيم قشطة من سكان حي البرازيل فأكد أنه كان يرفض في البداية مغادرة المنزل، لكن وبعد حدوث غارة على مقربة من منطقة سكناه وسقوط حجارة وشظايا على سطح المنزل اضطر للمغادرة على عجل للحفاظ على حياة أبنائه.

وأشار قشطة إلى أن القنابل والصواريخ التي أطلقت خلال الغارات المذكورة كانت كبيرة، والانفجارات هزت المنطقة، وتسببت في حدوث اهتزازات أرضية كبيرة أدت إلى تضرر عشرات المنازل.

وأشار المواطن محمد عثمان من سكان مخيم يبنا جنوب رفح إلى أنه وعائلته باتوا يفتقدون الشعور بالأمان جراء تكرار الغارات الإسرائيلية باتجاه المنطقة الحدودية بعد وقف إطلاق النار، موضحا أنهم يقضون معظم أوقاتهم خارج المنزل.

وأوضح عثمان أنه يبحث عن بيت بعيد عن الحدود ليستأجره ويعيش فيه مؤقتا إلى حين أن تهدأ الأمور، لكنه لم يجد بسبب أزمة المساكن في المدينة، موضحا أنه يقيم تارة عند أهل زوجته وتارة عند أقربائه، وتمنى أن تتوقف الهجمات الإسرائيلية على المنطقة الحدودية في أسرع وقت ممكن.

يذكر أنها المرة الثانية التي تتعرض فيها مناطق جنوب المدينة لغارات إسرائيلية منذ إعلان وقف إطلاق النار من قبل إسرائيل أواسط الشهر الماضي.