في اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء

عائلات الشهداء.... أنقذوا أبنائنا من بردهم

الساعة 01:04 م|27 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

 

"عندي أبن وسبعة بنات غير يوسف، لم أعد أتمنى شيئا لهم ولا لي في هذه الدنيا سوى أن نستلم جثمان يوسف وأتمكن من دفن يوسف في قبره كما يليق به وشهادته" هذا ما قالته "كفاية عنقاوي" والده الشهيد "يوسف العنقاوي" من بلدة بيت سيرا غربي رام الله، والذي تحتجز إسرائيل جثمانه منذ استشهاده في أذار الفائت وحتى الأن.

وقالت الوالدة:" لم نتوقع أن يحجزوا الجثمان، فهو ليس أسيرا سيخرج من السجن نفرح به، وإنما شهيدا أريد فقط أن أودعه وأدفنه".

وأستشهد يوسف (19 عاما) في الرابع من أذار 2019، في قرية كفر نعمة القريبة على قريته، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم نرفض السلطات الإسرائيلية فتح ملفاتهم أو الحديث عن سبب الاحتجاز.

الشهيد "يوسف عنقاوي" واحد من 51 شهيدا لا تزال جثامينهم محتجزة في ثلاجات الاحتلال الذي يرفض تسليمهم، يضافون 253 شهيدا محتجزا في مقابر الأرقام قبل العام 2015، بحسب بيان الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء اليوم الثلاثاء في اليوم الوطني لاسترداد الجثامين.

ونظمت الحملة تزامنا مع هذا اليوم وقفات للمطالبة بتسليم هذه الجثامين في مراكز المدن الفلسطينية، كما الوقفة التي شاركت فيها والدة الشهيد "العنقاوي" وسط رام الله.

وكان من ضمن المشاركين في الوقفة أيضا والد الشهيد الطفل "نسيم أبو رومي" من بلدة العيزرية شرقي القدس المحتلة، والذي أستشهد على أبواب المسجد الأقصى في 15 أب الفائت بعد إطلاق النار عليه بشكل متعمد بدعوى محاولته تنفيذ عملية طعن.

وحمل والد الشهيد صورة أبنه الطفل، وهو أصغر شهيد محتجز حتى الأن، والذي يظهر نحول جسده وبراءته، مطالبا بالإفراج عن جثمانه الذي يحتجز في ثلاجات الاحتلال منذ استشهاده، ما يناقض كل القيم الأنسانية والقوانين الدولية.

وتحدث باسم الحملة " أمين عنابي" رئيس مجلس أدارة مركز القدس للمساعدة القانونية عن الجهود القانونية والشعبية التي تقوم بها الحملة لفضح جرائم الاحتلال والضغط على إسرائيل لتسليم جثامين الشهداء

وقال إن هذا اليوم يأتي هذا العام والاحتلال يصعد سياسات البلطجة، ويشن حربا ضروسا على الشهداء والأسرى وعائلاتهم، سعيا وراء تجويعهم وقطع سبل العيش الكريم عنهم، ومزيد من نوايا تهويد المقدسات والمس بمكانتها السياسية والقانونية، والاعلان عن نوايا الضم والالحاق وتصعيد سياسات التهجير القدس، واستمرار حصار قطاع غزة وتحويل القطاع لأكبر سجن.

وقال أيضا إن الاحتلال صعد سياساته في التعامل مع جثامين الشهداء تلبية لشهوات الانتقام التي لا تكتفي بهدم منازل أسرهم بل تحاول الدوس على أبسط مشاعرهم الانسانية وأبسط حق لكل انسان، أن يدفن بما يليق بكرامة الانسان التي كرمها الخالق وكل الديانات السماوية والوضعية.

وكانت الحملة أعلنت عن سلسلة من الفعاليات لأحياء هذا اليوم، وضمان استمرارية الحديث عن هذه القضية، التي تسعى إسرائيل من خلالها لتطبيق سياسية العقاب الجماعي على الشهداء وعائلاتهم، وتصوريهم كإرهابين وليسوا مناضلين لحريتهم.

وتحتجز إسرائيل الشهداء الذين احتجزتهم بعد قرار حكومتها العودة لهذه السياسية عام 2015 في ثلاجات في ظروف قاسية بدرجات حرارة تصل الى أربعين تحت الصفر. بينما تحتجز بقية الشهداء في مقابر الأرقام هي مقابر عسكرية مغلقة تحظر سطات الاحتلال الاسرائيلي على ذويهم أو مؤسسات حقوق الإنسان الوصول إليها او معرفة أي معلومة عنهم.

وبالأرقام فإن 253 شهيداً فلسطينياً وعربياً ما زالت جثامينهم محتجزة في ثلاجات الاحتلال أو مقابر الأرقام. وهناك230 شهيدا فلسطينياً احتجزتهم دولة الاحتلال منذ عام 2015، سلمت 179 جثماناً، فيما لا تزال جثامين 51 شهيدا محتجزة حتى الآن.

ومن بين الجثامين 22 شهيدا من قطاع غزة  ما زالت مجهولة المصير حيث ترفض سلطات الاحتلال الإفصاح عن مكان احتجازهم، إلى جانب جثامين أربعة أسرى استشهدوا في سجون الاحتلال هم  انيس دولة عزيز عويسات، فارس بارود ونصار طقاطقة.