"عبوة دوليب".. تفجير أربك حسابات الاحتلال وأعاد ترتيب قواعد المقاومة بالضفة

الساعة 12:00 م|24 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

هز انفجار «عبوة دوليب» الذي وقع بالأمس قرب إحدى مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، عرش ما يطلق عليه بالمؤسسة الأمنية الحديدية " في الضفة كما يدعي الاحتلال ، ليعيد ترتيب قواعد اللعبة في الضفة بعد سنوات من السبات والاكتفاء بالعمليات النوعية الفردية .

التخطيط والتمويه والانسحاب في طريقة تفجير العبوة الناسفة في عين بوبين غرب رام الله ، ينذر بعودة العمل المنظم والجماعي وشَكَل مفاجأةَ كبيرةَ "لإسرائيل" حيث أسفرت عن مقتل اسرائيلية "وإصابة اثنين بجروح خطيرة.

فرغم أن اصابع الاتهام من الاحتلال صوبت للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بالتجهيز والتخطيط ، إلا أن التساؤل يدور حالياً حول كيفية المحافظة على ديمومة مثل تلك العمليات ، والعمل على تطوريها .

عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين د. محمد الهندي اعتبر أن العملية البطولية التي وقعت صباح امس الجمعة قرب مستوطنة دوليف غرب رام الله، والتي أسفرت عن مقتل مجندة وإصابة مستوطنين، هي بمثابة رسالة لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مفادها :" أن الشعب الفلسطيني حي ويستطيع أن يواجه المؤامرة التي تستهدف القضية

اربكت حسايات الاحتلال 

مصطفى الصواف الكاتب والمحلل السياسي، أكد أن العملية الأخيرة هي نتاج حالة من الوعي لدى المقاومين بعد محاولات متعددة لتنفيذ العمليات من إطلاق نار وطعن وغيرها من العمليات.

وقال الصواف في مرات سابقة قام المقاومون بزرع العبوات إلا أنها فشلت بعد كشف السلطة للعبوات، لكن المقاومين أصروا حتى نجحت عملية اليوم وآلمت العدو كثيراً.

وقال العملية أربكت حسابات الاحتلال، وصدّرت حالة من القلق لدى قيادة العدو، والسبب في ذلك صحوة من الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية، معتبراً أن ما يحدث هو عمليات رد على عنجهية الاحتلال في القدس والضفة الغربية وكل شبر من فلسطين.

وأشار الصواف إلى أن مثل هذا التكتيك في العمليات، سيعمي الأبصار عن المنفذين لقدرة المقاومين في زرع العبوات في أي وقت وتفجيرها في أي وقت أيضاً، مضيفاً:" الفترة التي زرعت فيها العبوة ستقلق العدو، هل منذ أسابيع أو أيام أو ساعات؟ وهذا سيمكن الشبان من الانسحاب وتوجيه ضربة أخرى للعدو في مكان آخر".

ومن جانبه قال ابراهيم المدهون المحلل السياسي ان عملية الضفة اليوم تطور مهم تعني أننا اقتربنا من المرحلة الجديدة.

وبين المدهون ان الضفة الغربية مركز الصراع والمواجهة المستقبلية في مدنها، وتابع "لن يهنأ الاحتلال ومستوطنيه بالأمن والأمان مهما انفق من مليارات".

عملية معقدة

محمد حمادة المختص بالشأن "الاسرائيلي" قال أن العملية أربكت الصهاينة منذ الصباح، حتى أن الاحتلال تحدث عن صعوبة العملية في طريقة تنفيذها وفي نتائجها.

وتابع قائلاً: "الصعوبة في الطريقة بنظر الاحتلال هي بزرع عبوة خلال العملية، وهذا يعني قدرة المقاومين على تصنيع عبوة، والتخطيط المحكم للعملية، وبعدها زرع العبوة والانسحاب من المكان دون إثارة أي شكوك".

وأشار حمادة إلى أن العدو ينظر بخطورة أكبر إلى هذا العمل إن كان بشكل فردي ، لاعتقاد الاحتلال أن العمليات الفردية أخطر وأصعب في التعقب والوصول للمنفذ إن توارى عن الأنظار، لأن العمل المنظم وفق مجموعات يسهل ضربه والتعامل معه وفقاً لاعتماده على عدد من الأشخاص.

وأوضح أن العمليات في الضفة تصطدم أمام منظومة كاميرات بالآلاف في كل مكان، وتساعد الاحتلال في تحديد مسار المنفذ ومراقبة حركاته قبل التنفيذ وبعدها، بالإضافة إلى التنسيق الأمني في الضفة وملاحقة المقاومين هناك، وقد مثلت العملية حرجاً كبيراً للسلطة بعد تلقيها بالأمس مبلغ 2 مليار شيكل من الاحتلال، فهذا الأمر سيدفع بالسلطة للبحث وبكثافة عن المنفذين لإرضاء الاحتلال.

كلمات دلالية