تقرير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. إصلاح الحقائب والأحذية القديمة لطلاب المدارس

الساعة 11:29 ص|24 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

المواطنة أم حسام فرج من سكان مدينة غزة، لم تجد أمامها بداً سوى الذهاب لسوق خياطة الأحذية والحقائب لإصلاح ما لديها من مقتنيات قديمة، بعد أن عجزت عن شراء كسوة جديدة لأبنائها للمدارس.

فغداً تفتح المدارس أبوابها أمام الطلاب في ظل وضع اقتصادي مأساوي، يعاني منه المواطنون في قطاع غزة، في ظل الحصار "الإسرائيلي" الخانق، وقلة الرواتب وفرص العمل، التي أطاحت بالمواطنين خاصةً ممن يتلقون شيكات الشؤون الاجتماعية.

وتقف فرج، أمام أحد محال الخياطة في سوق الزاوية بمدينة غزة، تنتظر دورها من بين الواقفين، لإصلاح بعض الحقائب والأحذية القديمة التي يمتلكها أبنائها الطلاب في المدارس، حيث لم تستطع شراء كسوة جديدة لهم.

وتعاني فرج وفق ما تقول لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، كحال الفلسطينيين في قطاع غزة من أوضاع اقتصادية صعبة، نتيجة عدم تلقيها شيكات الشؤون التي من المفترض استلامها لكن خلافات رام الله وغزة حالت دون ذلك.

ولكن ما يعانيه المواطنون كذلك هو ارتفاع أسعار مستلزمات المدارس خاصةً الحقائب التي تصل سعرها حتى 60 شيكل للحقيبة الواحدة، الأمر الذي يجبر الأهالي على استبدالها بالقديم.

وتنشط هذه الأيام، الأسواق الفلسطينية، لشراء كسوة ومستلزمات المدارس، إلا أن حالة ركود كبيرة تصيبها بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

ويتجه المواطنون للخياطة عند انقطاع كل السبل لشراء ملابس المدارس بسبب الظروف الصعبة التي تواجههم، لإصلاح الملابس القديمة كالشنط والأحذية، ليتمكن الأطفال من الذهاب للمدارس.

الخياط أحمد العجلة الذي يعمل في سوق عمر المختار أوضح لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن إقبال المواطنين على إصلاح الأحذية وحقائب المدارس متزايد في هذه الفترة، واستمرار مجيئهم إليهم.

وأضاف، أن مؤخراً بات المواطنون يسعون إلى إصلاح القديم، ولا يشترون الجديد للمدارس، وذلك بسبب تدني الرواتب للموظفين، وسوء الأوضاع الاقتصادية التي تزداد سوء.

وعكس الازدحام الشديد الذي تشهده محال الخياطة وإصلاح الأحذية أوضاع المواطنين الصعبة، فباتت مصائب قوم عند قوم فوائد كما يقال، فالشاب محمد رياض صاحب محل للخياطة اضطر خلال الأيام الماضية إلى فتح محله لساعات متأخرة، لأن جميع الزبائن يريدون إعادة تأهيل الملابس القديمة.

وبين رياض لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، الذي استعان بعدد من الفنيين لمساعدته أن تكلفة الترقيع منخفضة ولا تتجاوز عدة شواكل، ولم يخف فرحته بهذا الإقبال الشديد من قبل المواطنين الفقراء، متوقعا أن تتواصل الحركة حتى نهاية الأسبوع الجاري مع ابتداء المدارس.

وعزا الحاج أبو سالم الذي يعمل أمام ماكينة خياطة قديمة في حديثه لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم" الاقبال المتزايد لضعف القدرة الشرائية عند المواطنين نتيجة استقطاع الرواتب، فيلجأ المواطنون لإصلاح القديم.

وقد نشط مجال الخياطة في قطاع غزة في الازدهار لسنوات طويلة، إلى أن فرض الاحتلال "الإسرائيلي" الحصار على غزة، وبدأت هذه المصانع بالتوقف عن الإنتاج، وأغلقت أبوابها تدريجيًا ليصبح الآلاف من العاملين عاطلين عن العمل بعد مرور اثني عشر عامًا على الحصار.

فقد أكدت النقابة العامة لعمال الخياطة والغزل والنسيج، توقف عمل مائة معمل للخياطة والغزل والنسيج  بشكل كامل جراء أزمة الوقود والكهرباء، مشيرة إلى تعطل 1000 عامل عن عملهم.

ونظراً لهذا الوضع، فقد سعى كل من يمتهن حرفة الخياطة، للمحاولة على الحصول على ماكينة للخياطة ليتمكن من سد احتياجات عائلته، وذلك بسبب قلة فرص العمل والأوضاع السيئة في غزة.

كلمات دلالية