خلال ندوة سياسية..

تقرير غزة: سياسيون يحذرون من مخططات "إسرائيلية" لضم القدس

الساعة 03:20 م|22 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

أكد سياسيون، بأن تصاعد الإجراءات القمعية من قبل الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان مدينة القدس المحتلة ومقدساتها، يهدف لفرض وقائع جديدة للسيطرة على المدنية المقدسة، وطمس هويتها الإسلامية.

وطالب السياسيون خلال فعالية نظمتها الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" بعنوان "الانتهاكات الإسرائيلية بحق مدنية القدس المحتلة في ظل القانون الدولي"، اليوم الخميس، المؤسسات العربية والدولية لفضح جرائم الاحتلال بحق المقدسيين، وتقديم كافة أنواع الدعم لتعزيز صمودهم في وجه آلة البطش الإسرائيلية.

 

الانتهاكات "الإسرائيلية" في مدينة القدس، تلاقي دعماً كبيراً من قبل الإدارة الأمريكية، متمثلة في تأييد اعتداءاته، وتعزيز وجوده وحمايته في المؤسسات الدولية من الملاحقة القانونية، وسَن تشريعات تلوم فيها الفلسطينيين عن حقهم في التصدي للاحتلال.

وفي الذكرى الـ50 لإحراق المسجد الأقصى عام 1969م، استعرض السياسيون المختصون أبرز تلك الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة من قبل الاحتلال بحق المؤسسات ومباني مدينة القدس طوال الأعوام الماضية، منها: التهجير القسري وتركيب كاميرات في أزقت المدينة، وتقييد المواطنين، وحرمانهم من أبسط حقوقهم في العيش بكرامة.

استهداف لمدينة القدس

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خصر حبيب أكد، أن الاحتلال يستهدف مدينة القدس وضواحيها بشكل متعمد ووفق خطة استعمارية ممنهجة، لبناء الهيكل المزعوم، مشدداً على أن المشروع الإسرائيلي قائم على أسطورة توراتية.

وأوضح القيادي حبيب، بأن هنالك عشرات الحفريات "الإسرائيلية" تحت المسجد الأقصى، ويهدف من خلالها الاحتلال إلى هدم المسجد الأقصى وإحلال الهيكل المزعوم مكانه، مؤكداً بأن جميع الأدوات الأثرية التي عثر عليها في المكان تحض مزاعم الاحتلال عن وجود الهيكل.

وفي الذكرى الـ50 عاماً على مرور إحراق المستوطن المتطرف "مايكل دنيس" في المصلى القبلي للمسجد الأقصى، ذكر حبيب، بأن النار في القدس ما زالت مشتعلة حتى الآن، وذلك من خلال فرض الاحتلال وقائع جديدة على حساب الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية.

وقال القيادي حبيب: "إن إدارة ترامب هي الأكثر تطرفاً في دعمها وانحيازها لحكومة نتنياهو في العدوان على الفلسطينيين، مضيفاً بأن اعتداءات الاحتلال، تأتي بالتزامن مع مرحلة رديئة يعيشها الواقع السياسي الفلسطيني من انقسام بغيض بين حركتي (فتح/وحماس)، وغياب رؤية استراتيجية واضحة لمقارعة الاحتلال.

وأشار، إلى أن ذهاب بعض الدول العربية للهرولة في التطبيع مع الاحتلال شجعها في السيطرة على مدينة القدس وتهجير أهلها، علاوة عن شرعنة أعمال الاحتلال العنصرية في المنطقة العربية، والاعتراف بوجودها، كجزء من المنطقة.

وتحدث حبيب، عن دور الولايات المتحدة الأمريكية في مشاركتها التامة مع الاحتلال في تصفية القضية الفلسطينية، وفي إلغاء دولة فلسطينية ذات سيادة موحدة، مع تقديم كافة الدعم السياسي والمالي لنتنياهو، منها: نقل السفارة إلى القدس، واعتبار القدس عاصمة لـ"إسرائيل".

وعن العوامل التي ساعدت الاحتلال مواصلة انتهاكاته بحق المقدسيين، ذكر حبيب بأن انعدام التأثير المؤسسات العربية والدولية في إصدار قرارات تفضح جرائم الاحتلال وتحاسبه عليها، إضافةً إلى قلة الدعم المالي في تعزيز صمود المقدسيين، شجع اليهود في شرعنة أعمالهم الظالمة.

ودعا حبيب إلى ضرورة استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتقديم برنامج سياسي مشترك بين كافة الفصائل الفلسطينية في مواجهة المؤامرات التصفوية.

طابع يهودي توراتية

ومن جانبه، أكد الباحث والخبير القانوني د. حنا عيسى، بأن الاحتلال يريد من استهداف لمدينة القدس، السيطرة عليها وتهجير سكانها قسراً، من أجل تحويل المدينة إلى طابع يهودي، خالي من أي وجود فلسطيني.

وحذر الباحث عيسى، من أن هنالك مخاطر جمة يرتكبها الاحتلال من حفريات وانفاق تصل لعشرات الأمتار تحت المسجد الأقصى، موضحاً بأن حكومة الاحتلال مستعدة لفتح مدينة كاملة تحت الأقصى، ومجهزة لاستقبال 6 مليون سائح "إسرائيلي" وأجنبي.

وذكر عيسى، بأن قوات الاحتلال في عام 1950 احتلت الجزء الغربي من مدينة القدس على مساحة 19 كيلومتر مربع، وفي عام 1969م، وأكملت احتلالها للجزء الشرقي على مساحة 2 كيلو متر مربع.

كما وأكد الباحث، بأن الاحتلال حَفَر 28 نفقاً تحت الأقصى، و2 آخرين جديدين واحد منهما يمتد من حائط البراق من جهة الحائط الإسلامي، والآخر من جهة الحائط الغربي.

وأشار، إلى أن الاحتلال شرع قانوناً في عام 1980م، بأن القدس عاصمة لـ"إسرائيل"، وفي عام 2017، اعترف الرئيس الأمريكي ترامب بأن القدس عاصمة لاحتلال، موضحاً بأن هذه مؤشرات ملموسة في المؤامرة الامريكية الإسرائيلية في سيطرتهما على مدينة القدس، وتهويد معالمها.

وقال عيسى، :" إن هيئة الأمم المتحدة أصدرت أكثر من 760 قراراً، يحرم أفعال الاحتلال في مدين القدس، إلا أن الاحتلال يضرب جميع تلك القرارات الدولية بعرض الحائط، دون أي تطبيق يذكر لهذه الإصدارات".

وعن الانتهاكات "الإسرائيلية" الأخيرة، أضاف، بأن الاحتلال فرض ضرائب غير قانونية مؤخراً على المسيحيين، كما واعتدى على كنيسة القيامة، فضلاً عن مواصلة مستوطنيه اقتحام باحات الأقصى؛ وذلك بهدف طمس معالم المدينة، وتهويدها وتحويلها إلى معابد يهودية يمارس فيها فقط الوجود التوراتية.

أمريكا تشاطر "إسرائيل" في التهويد

وفي المقابل، أكد المحلل السياسي عزام شعت، بأن واشنطن تعمل مع "إسرائيل" وفق خطوات تصفوية مدروسة ومخطط لها بعناية لتهويد مدينة القدس؛ وذلك من خلال تهجير السكان المحليين وهدم منازلهم، واعتبارها مدينة يهودية، لا حقَ للوجود الفلسطينيين بها.

وأوضح شعت، بأن الإدارة الامريكية تدعم الاحتلال، في إنهاء الوجود الفلسطيني، منها: إيقاف الدعم المالي الأمريكي عن مستشفيات القدس، غض النظر عن انتهاكات الاحتلال بحق الأقصى والمصلين والمرابطين، والاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، معتبراً بأن تلك الإجراءات الأمريكية، مخالفة للقانون الدولي والإنساني، باعتبار القدس مدينة محتلة.

وعن انتهاكات الاحتلال بحق المقدسين، تحدث المحلل السياسي عن أبرز الانتهاكات الاحتلال، منها: حرمان حرية العبادة للفلسطينيين من التوجه إلى الصلاة في القدس والأقصى، وفرض حواجز عسكرية ومراقبة أمنية على المقدسين في تقييد حركتهم في التنقل داخل المدينة، أيضاً كذلك ترحيل بعض المقدسين عن المدينة لعدة أسابيع وقد يصل لأشهر، ونصب كاميرات وحواجز إلكترونية.

وقال شعت، " إن الاحتلال هدّم أكثر من 471 منشأة فلسطينية في مدينة القدس، بحجج كاذبة"، مضيفاً بأن عملية هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية، هي مؤشرات تدل على نيّة الاحتلال في السيطرة على المدنية المقدسة.

واعتبر، بأن الإجراءات "الإسرائيلية" والأمريكية، تأتي في ظل غياب دعم مباشر لتعزيز صمود المقدسيين، موضحاً بأن الدول العربية تعيش أزمات داخلية مترامية الأطراف، الأمر الذي أدى إلى جعل قضية فلسطين، ليس من أولويات جدول أعمالهم.

وطالب المحلل السياسي عزام شعت إلى تفعيل دور المؤسسات الحقوقية والإنسانية في فضح انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين، وتحويل ملف إجرامه إلى محكمة الجنايات الدولية لردعهِ ومحاسبته.

مغبة من هَدم الأقصى

وحذر الأب عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، في كلمة له عبر الهاتف، من مغبة تحويل مدينة القدس لمعالم يهودية، مؤكداً بأن الاحتلال "الإسرائيلي"، يعمل وفق مخططات زمانية ومكانية لهدم الأقصى وإحلال الهيكل المزعوم.

وأوضح الأب حنا، بأن مدينة القدس ستبقى عربية ومقدساتها إسلامية ومسيحية، رغم آنف الإجراءات اليهودية الظالمة بحق أهالي ومؤسسات المدينة.

وأشار إلى أن، الاحتلال يسعى بمباركة أمريكية إلى استهداف كل شيء فلسطيني، مع قمع كافة النشاطات الفلسطينية المتنوعة المقامة في المدنية من قبل السكان المحليين.

57dc6494-aa0a-4de3-9bbb-6e605a8d44e8


 

كلمات دلالية