تقرير البوابات العسكرية تخنق الفلسطينيين في قراهم

الساعة 10:51 م|19 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

"يغلق جنود الاحتلال البوابة بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار ولا سبب معلن، ونضطر حينها للعودة وسلوك طرقا أطول وأكثر صعوبة"، يقول "محمد عمر" الذي يعمل في رام الله ويسكن مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية.

عمر يتوجه يومياً بمركبته الخاصة إلى رام الله للالتحاق بعمله، وعند الساعة الرابعة يعود من جديد، مثله المئات من أبناء منطقته التي تشكل البوابة العسكرية المقامة على مداخل قرية النبي صالح غربي رام الله، طريقا لهم وإغلاقها يعني تعطيل حركتهم من وإلى المدينة.

فتح البوابة وإغلاقها أصبحت سؤال "عمر" الدائم صباحاً ومساءً خوفاً من وصوله إلى البوابة وتكون مغلقه وهو ما يكلفه مزيداً من الوقت والجهد حيث سيضطر إلى سلوك طرقاً أخرى أطول:" لتجنب هذه الطريق يكون علينا العودة عبر طريق قرية عابود ومنها إلى بيت ريما ومنها إلى قلب قرية النبي صالح". وأحيانا تكون البوابة العسكرية المقامة على مداخل قرية عابود مغلقة أيضا مما يعني أن علة "عمر" سلوك طريقا أخرى مرورا بمجموعة أخرى من القرى مما يزيد الطريق عليه بأكثر من نصف ساعة.

إذا كان هذا حال المارين من خارج القرية، فالأمر أكثر تعقيدا لسكان القرية وعددهم (500 فلسطيني) والقرى المحيطة، فإغلاقها يعني من جهة فصل قرية النبي صالح وباقي قرى غربي رام الله عن رام الله، وفصل محافظة رام الله الواقعة وسط الضفة عن مدن شمال الضفة.

وبوابة البني صالح واحدة من عشرات البوابات التي أقامتها "إسرائيل" على مداخل القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية بعد بنائها للجدار العازل في العام 2002 والأبراج العسكرية، تتحكم "إسرائيل" من خلالها وعلى مدار العام بحياة الالاف الفلسطينيون، حيث يفتح الجنود البوابات بساعات محددة وحسب مزاج الجنود، دون الأخذ بعين الاعتبار للحالات الطارئة التي يمكن أن تقع مع السكان.

وسجلت محافظة رام الله إقامة المزيد من هذه البوابات مؤخرا، حيث أقيمت بوابات على مداخل القرى الغربية للمحافظة، فكانت بوابة على أحد مداخل قرية شقبا، أضافة لأخرى أقيمت قبل عام، وبوابة على مدخل خربثا بني حارث، وأخرى في رأس كركر.

ويرتفع أعداد هذه البوابات في محافظة الخليل جنوبا، حيث وصلت مع بداية هذا العام إلى 31 بوابة.

وهذه البوابات خاصة القديمة منها، تقوم سلطات الاحتلال بتطويرها باستمرار بإضافة الكاميرات المراقبة، ونصب غرف تفتيش إلكترونية وتعزيزات أمنية لتحويلها إلى نقاط تفتيش للفلسطينيين كما حصل بنصب "غرف تفتيش الكترونية" على بوابة رقم (753) المقامة على مدخل خربة جبارة الزراعية جنوب طولكرم، حيث يتم تفتيش كل من يمر من خلالها بشكل كامل.

قرية عين يبرود الواقعة شرقي رام الله، لها معاناتها الخاصة مع هذه البوابات، حيث أقيمت البوابة في العام 2006، على المدخل الرئيسي من الجهة الشمالية على ما يسمى بخط شارع (60) الاستيطاني.

القرية التي يسكنها 6000 الاف فلسطيني نصفهم يسكنون في الولايات المتحدة الأمريكية ويعودون إليها في الصيف، وهي محاطة بالاستيطان من الثلاث جهات إلى جانب الشارع الالتفافي الاستيطاني رقم (60)، والذي يقسم القرية من شمالها إلى جنوبها نصفين، المنطقة الشرقية منها يمنع على الأهالي الوصول لها إلى مرتين في السنة في موسم الزيتون.

يقول سمير جبرة رئيس مجلس قروي عين يبرود إن معاناة المواطنين مع هذه البوابة بدأت بشكل كبير قبل ثلاثة سنوات حيث بدأ بإغلاقها وأحيانا بشكل دائم وأوقات جزئياً.

وتابع:" المعاناة بالنسبة لمعظم أهالي القرية هي في فترة الصيف، وخاصة الذين يحملون الجنسية الأمريكية منهم حيث تفصلهم عن الطريق إلى القدس وضواحيها".

وتفصل هذه البوابة أهالي القرية، والقرى المحيطة، عن مناطق مدن شمال الضفة والتي لا تبعد سوى نصف ساعة في حال كانت البوابة مفتوحة، ولكن مع إغلاق البوابة يضطر الأهالي للوصول إلى رام الله ومنها إلى هذه المدن مما تزيد المسافة لضعفين.

ويغلق الجنود البوابة يوميا من الساعة عشرة صباحا وحتى الساعة الرابعة مساءا، بينما أغلقت في وقت سابق ثلاثة شهور متواصلة بعد تنفيذ المقاومة عمليات طعن وإطلاق نار على مستوطنة عوفرا القريبة قبل عامين.

وقال جبرة إن إغلاق هذه البوابة يعني أن المواطنين عليهم سلوك طريقا بديلة من عين يبرود ودورا القرع ومنها إلى الجلزون، حيث تغلق البوابة المقامة هناك أيضا مما يضطرهم إلى سلوك طريقا بديلة أخرى عبر سردا وبيرزيت.

وتابع:" الطريق إلى رام الله بالوضع الطبيعي لا يتعدى العشر دقائق ولكن مع إغلاق البوابات يتجاوز الساعة وعبر طرقا التفافية".