مطالبات بالرقابة والمحاسبة

تقرير "أكشن" نشطاء التواصل الاجتماعي حَوَّل حدث الشمال لـ"حرب" .. "فكفى"!

الساعة 12:50 م|18 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

البداية كانت من "تسلل عدد من الشبان الفلسطينيين للسياج الفاصل مع الاحتلال "الإسرائيلي"، بالتزامن مع إطلاق عدد من الصواريخ صوب البلدات الصهيونية ، لينطفئ وهج تفاصيل خبر الصاروخ لتعود الروايات تتوارد بشأن الشبان المتسللين ..ولكن برواية أكثر سخونة وإثارة "كأن حرباً حقيقية " تقع حالياً على حدود قطاع غزة..

"فيلم الأكشن".. الذي بدأ عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي بحياكته ونسجهُ بدأ يخرج عن السيطرة لعالم الخيال، فطرحوا العديد من الأفكار والسيناريوهات حول ارتقاء عدد كبير من الشهداء  أو الحديث عن حدث أمني كبير في الشمال، أو محاولة فاشلة لاختطاف أحد الجنود عبر نفق...ولكن ما هو أكبر من ذلك تداول أسماء وصور لشهداء ، والحديث عن إخلاء المواقع الأمنية والمقاومة ..ليتجاوز خيالهم كافة الخطوط الأمنية الحمراء.. رغم الصمت "الإسرائيلي" المطبق والتكتيم الإعلامي .

نشطاء التواصل الاجتماعي "كلاكيت" للمرة العاشرة مدانون بإثارة البلبلة والاشاعات خلال أي تصعيد أو حدث أمني في قطاع غزة ، وسط مطالبات إعلامية وأمنية بضرورة ضبط إعلام النشطاء الذين ينشرون الشائعات بصورة تتجاوز كافة القوانين، حيث يمس أرواح الأشخاص ويهدد ممتلكات المواطنين في العديد من الأحداث التي تجري على الساحة .

إجراءات للمعاقبة

إياد البزم المتحدث باسم وزارة الداخلية بغزة، قال: "لابد من خلق وعي لدي المواطنين وخاصة بعد أحداث الأمس ، كون أن هناك العديد من النشطاء قاموا بإعطاء معلومات غير صحيحة وسربت أسماء لأشخاص على أنهم شهداء وتبين فيما بعد أنهم غير ذلك.

وأكد البزم، أن وزارة الداخلية بغزة بصدد اتخاذ إجراءات ضد كل من سعى إلى بث الإشاعات بالأمس ، مبيناً أن الوزارة ستقوم بالإجراءات اللازمة لعدم تكرار ما حدث.

وأوضح، أن الاحتلال هو المستفيد الوحيد من كم المعلومات التي تم نشرها بالأمس من قبل النشطاء ، حتى ان عدد  وسائل الاعلام الاسرائيلية قامت بالاعتماد على النشطاء .

وكانت وزارة الداخلية أصدرت فجر اليوم ، بياناً دعت فيه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والإعلاميين، لعدم تداول أية معلومات غير منسوبة للجهات الرسمية، في متابعة ما يحدث في شمال القطاع، وعدم الترويج لرواية الاحتلال.

ودعت الوزارة الجميع للتحلي بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية، واعتماد ما يصدر عن الجهات الرسمية فقط.

وكان ثلاثة مواطنين قد استشهدوا فيما أُصيب آخر بجراح خطيرة، جراء استهدافهم بالطيران والمدفعية "الإسرائيلية" شمال بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة فجر اليوم.

الأمن والصمت

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أكد أن نشطاء التواصل الاجتماعي ارتكبوا ليلة أمس أخطاء كبيرة، كان للاحتلال دوراً واضحاً في بث إشاعة الفتنة والمعلومات المغلوطة ومع الأسف تلقفها جهلاء الانترنت.

وقال في حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":" عندما يتعلق الأمر بحدث كحدث الليلة، فعلى الجميع أن يصمت ولا ينشر أسماء ولا صور وليكن الانتظار هو سيد الموقف، حتى يتحدث مصدر مسؤول عن المعلومة التي يراد الحديث عنها، مشدداً على ضرورة وضع حد لهذه الظاهرة ولا تترك هكذا دون معاقبة. نظراً لما تسببه هذه الأحداث من إضرار بالجبهة الداخلية، وبالأسماء التي تنشر ويتبين بعد ذلك عدم صدقها.

وزاد، لابد من النشطاء أن ينتبهوا أن لا يكون لهم دوراً في إعطاء الاحتلال مجالاً لكي يلعب على جبهتنا الداخلية، ويحصل على معلومات بحاجة هو إليها.

مراقبة وفقا للقانون

مدير المكتب الاعلامي سلامة معروف أكد أن ترويج الشائعات وما حدث بالأمس من قبل نشطاء التواصل الاجتماعي يثبت اننا بحاجة الي مزيد من القيود المشروعة على القنوات الاعلامية وعلى نشطاء التواصل الاجتماعي ، مشدداً على ضرورة فرض مزيداً من المتابعة وفق القانون للحد من سلبيات الأمر ، وخاصة ان نشر المعلومات يتم دون مصادر موثوقة او غير موثوقة .

وقال معروف:إن الاعلام "الاسرائيلي" اكتفى بنشر القليل من المعلومات حول الحادث ، مما يضعنا أمام مسؤوليتنا نحن في الاعلام الحكومي لمحاولة تنظيم شبكات التواصل ، موضحاً أن المكتب الاعلامي الحكومي قام في السابق بحملات توعوية بشأن قواعد النشر ووضع النشطاء امام مسؤوليتهم في النشر ، وعقد عشرات اللقاءات وتوضيح البعد القانوني للمتجاوزين.

وأكد انه سيتم ملاحقة ما نشر الاخبار الكاذبة بالأمس كونها معلومات غير صحيحة وهم فقط مصدر الخبر ، دون اي تثبت من الرواية الصحيحة من مصدرها الحقيقي او المصادر الحكومية.

السجن كعقاب

ومن جانبه، طالب الكاتب اياد القرا الاعلام الحكومي ووزارة الداخلية محاسبة ومتابعة الجهات الاعلامية والنشطاء الذين نشروا معلومات تخدم الاحتلال بشكل مباشر.

وتابع القرا  على حسابه الشخصي على الفيس بوك تعقيباً على كم الاشاعات التي أثيرت بالأمس ، "شخصيًا لا أرى مشكلة في إيداع من قام بترويج الشائعات بالسجن لأن بعضهم مارس التخابر العلني مع الاحتلال"

كلمات دلالية