تحولت من هواية إلى مهنة

أزمة خانقة تهدد كرة القدم في فلسطين

الساعة 05:42 م|17 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

كشفت تصريحات رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم واللجنة الأولمبية جبريل رجوب عن وجود أزمات كبيرة تهدد الأندية الرياضية في الأرضي الفلسطينية لا سيما الأزمة المالية التي تعاني منها الأندية منذ سنوات عدة وازدادت مع استمرار ازمة السلطة.

وتتخطى الأزمة المالية للأندية الفلسطينية بشكل عام ما يقارب 70% من رواتب ومصروفات عامة خاصة وأن مصادر الأندية المالية الثابتة هي (الشركات الخاصة الراعية التي توفر ما نسبته 15% ومنحة الرئيس التي توفر ما نسبته 25% من الميزانية والتي تمثل 40% فقط من مصروفات الأندية)، إضافة إلى ما تستطيع الأندية توفيره من ممتلكاتها ومشاريعها الخاصة.

وتفاقمت الأزمة المالية في الأندية بعد أن أعلنت شركة (أوريدو) انسحابها من رعاية دوري كرة القدم للمحترفين في الضفة والممتازة في قطاع غزة، حيث أصدر رجوب تصريحاً سابقاً عن احتمال الغاء دوري كرة القدم لهذا العام إلا أنه تراجع في مؤتمر صحفي صباح اليوم السبت (17/8/2019) ليعلن أن الاتحاد باستطاعته توفير 50% فقط من المبلغ الذي كان يوفره في الأعوام الماضية للأندية من أجل انطلاق الدوري -20% فقط من مصروفات الأندية سنوياً-، إضافة إلى أن رئيس مؤسسة أمواج الرياضية عبد السلام هنية تعهد بتقديم 50 ألف دولار للأندية مقسمة على فئتين (3 ألاف للدرجة الممتازة وألفين للدرجة الأولى).

"تعاني الأندية الرياضية خاصة في قطاع غزة أزمة مالية كبيرة منذ سنوات لكنها ارتفعت في الأعوام القليلة الماضية لأسباب عدة أهمها ارتفاع عقود اللاعبين وتضاؤل الرعاية الذاتية التي توفرها الأندية من مصادرها الخاصة بسبب الازمة المالية العامة التي تعصف بالسلطة الفلسطينية والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة" وفقاً لقول الصحفي الرياضي علاء شمالي.

وأضاف شمالي في تصريح لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "الرياضة الفلسطينية تطورت بشكل لافت منذ عام 2011 حيث تحولت الرياضة من هواية للرياضيين إلى مهنة لجميع المواطنين بهدف توفير لقمة العيش لهم ولأسرهم".

وأشار إلى أن قيمة المصروفات العامة للأندية ارتفعت كثيراً منذ عام 2011 حتى 2019، حيث بلغت قيمة المصروفات قديماً 15 ألف دولار سنوياً وفي الأعوام الماضية القليلة بلغت قيمة المصروفات لبعض الأندية 100 ألف دولار وهذه المصروفات جعلت الأندية في أزمة كبيرة خاصة مع ارتفاع قيمة عقود اللاعبين.

وأوضح أن المدخولات المالية على الأندية منذ عقد ثابتة لا تزداد فهي 40% فقط، خلافاً لما توفره الأندية من مصادرها الخاصة، كإقامة مشاريع ربحية خاصة بالأندية.

ولفت إلى أن السبب الثاني من تفاقم ازمة الأندية المالية يعود إلى انخفاض المدخولات الخاصة التي تجبيها من مشاريعها، مبيناً أن المستأجرين تركوا العقارات للأسباب الاقتصادية التي يعاني منها قطاع غزة.

وفي حال ألغيت فعلياً مسابقة كرة القدم للمحترفين في الضفة والممتازة في قطاع غزة أكد شمالي أن هناك مخاطر كبيرة في اتجاهات مختلفة، حيث ستترك أثراً سلبياً على أداء المنتخب الوطني الفلسطيني فيما ستشكل خطراً يهدد أكثر من ألفي عائلة فلسطينية تتقاضى رواتب من الاتحاد الفلسطيني.

أما الصحفي الرياضي علاء سلامة فقد أكد أن الأزمة المالية وتخفيض المبلغ الذي يقدمه الاتحاد للأندية الرياضية سيضع الأندية في حرج كبيرً جداً مع لاعبيها.

وأشار سلامة في تصريح لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أن الأندية ستتعرض للحرج فيما يتعلق بالمصاريف التشغيلية التي تحتاجها على مدار انطلاق الدوري خلال العام الحالي، مؤكداً أن الأزمة تهدد الأندية الرياضية لاسيما الأندية التي تعتمد على مصدر ثابت من الاتحاد الفلسطيني فقط.

وقال: "سنشهد في العام الحالي قلة في عطاء اللاعبين لعدم وجود شعور بالأمان الوظيفي بسبب الأزمة المالية"، لافتاً إلى أن اللاعبين لن يقبلوا بمبالغ قليلة مقابل ممارسة الرياضة على مدار 8 أشهر خاصة وأنها تحولت من هواية إلى مهنة لكسب الرزق.

وقدم الصحفي الرياضي سلامة عدة مقترحات مهمة للأندية للحد من الازمة المالية ومنها: "خفض رواتب اللاعبين خفض المبالغ التشغيلية التي ترهق الأندية، الضغط على الجماهير لوقف أعمال الشغب التي تتسبب في إرهاق ميزانية الأندية، إضافة إلى التعاقد مع لاعبين بمبالغ قليلة وليست كبيرة جداً، والاعتماد على مشاريع تجارية خاصة لتوفير المبلغ المطلوب".

وشدد أن مواجهة الأزمة تحتاج إلى تكامل مثلث الأطراف جميعها بين الأندية والجماهير واتحاد الكرة.

كلمات دلالية