أسبابها مشتركة في الضفة وغزة

تحليل العمليات الفردية: عوامل انفجار حاضرة بالضفة..وابتكار جديد يخرج غزة من دائرة "الحرب"

الساعة 11:11 ص|17 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

من جديد، عادت العمليات الفردية البطولية، لساحة المواجهة بين جنود الاحتلال "الإسرائيلي" والشبان الفلسطينيين، فتنطلق في قطاع غزة، ويكملها ثوار الضفة المحتلة، في عمليات مقاومة تثير مخاوف المستوطنين و"الإسرائيليين"، وتؤرق أجهزة استخبارات الاحتلال بكافة تشكيلاتها.

فالعمليات الفردية، لم تتوقف في الضفة المحتلة، لكنها زادت مؤخراً، فاجتاحت مدن الضفة بحثاً عن رؤوس المستوطنين والجنود، أما في قطاع غزة، فنشطت بشكل واضح في تسلل إلى داخل المناطق الحدودية والاشتباك مع جنود الاحتلال.

ورغم بساطة وتلقائية العمليات الفردية باعتمادها على أسلحة بسيطة، إلا أن تأثيرها قوياً على الجنود والمستوطنين، الأمر الذي دعا شرطة الاحتلال بالإقرار أنه يصعب توجيه ضربات إلى هذا النوع من العمليات الفردية كونها لا حدود لها ولا توجد في منطقة محددة.

وقد شهدت مدن الضفة وقطاع غزة عدة عمليات فردية، أدت لمقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال، واستشهاد مالايقل عن 8 فلسطينيين، فيما صعد الاحتلال من عدوانه على القطاع بشن عدة غارات على مناطق عدة، بعد الادعاء بإطلاق قذائف على "مدن الاحتلال".

عامل مشترك في الضفة وغزة

من جهته، أوضح الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، أن الضفة المحتلة وقطاع غزة تشتركان في نمط العمليات الفردية وأسبابها والتي تتمثل في فظاعة الهجمة الشرسة التي ترتكبها "إسرائيل" بحق الفلسطينيين من استيطان متواصل واقتلاع كل ما هو فلسطيني، وحصار خانق متواصل منذ 12 عاماً، لا ينفك إلا بالمقاومة.

وعن العمليات الفردية، أضاف لافي في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن هناك في الضفة قبضة أمنية قوية من قبل الاحتلال، كما يمنع التنسيق الأمني ظهور العمل المنظم، حيث أن العمل المنظم بات صعباً في الضفة المحتلة، ولكنه في غزة ابتكار جديد يخرج غزة من دائرة الضغط والذهاب لحرب مفتوحة مع الاحتلال، وباتت أسلوب للخروج من الأزمة.

ولفت لافي، إلى أن هذه العمليات نشطت في الضفة بعيد انتفاضة الشهيد محمد خضير فارتفعت وتيرة العمل المقاوم تعلو وتنخفض، ولكن الاستيطان متصاعد في الضفة المحتلة، في ظل تنسيق أمني غير مبرر، فيوقع السلطة تحت طائلة المسؤولية، فتظهر حالة غليان في الضفة المحتلة ينتج عنها عمليات فردية مقاومة.

عوامل الانفجار حاضرة

وعن تصاعد هذه العمليات الفردية في الضفة تحديداً، أكد لافي أن عوامل الانفجار حاضرة في الضفة المحتلة، من خلال التغول الاستيطاني والأوضاع الاقتصادية والأمنية الهشة، فكل أسباب التصاعد حاضرة.

من أهمية حديث رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي "آفيف كوخافي" عن نظرية الردع، وأي استعدادات وخطط خماسية يتدرب الجنود عليها، لافتاً إلى أن رئيس الأركان والجنود لا يُساوون مثقال ذرة من تردد أمام إرادة المقاوم حتى ولو بسكين.

ويرى لافي، أن كل جبروت وطغيان وأسلحة وتكنولوجيا الاحتلال لا تمنع الأطفال والشبان من أن يكونوا نداً للاحتلال، لافتاً إلى أن المقاومين الأطفال أطاحوا بجدار الخوف والردع الصهيوني منذ أن اتخذا قرار المواجهة.

واعتبر، أن الانتصار الحقيقي لا يقاس بالحسابات المادية فقط لكن انتصار الشعب الرازح تحت الاحتلال باستمرار التفافه حول خيار المقاومة مهما دفع من أثمان.

 

عدم رضا لمسار التهدئة

الكاتب والمحلل السياسي، حسام الدجني، رأى أن عمليات الفردية هي انعكاس لغضب كبير داخل الأجنحة العسكرية وعدم رضا لمسار التهدئة التي لم يلمس المواطن نتائجها بشكل ملحوظ في رفع الحصار والعدوان في الضفة والقدس.

ورأى الدجني، أن رسالة إطلاق القذائف  على منطقة غلاف غزة كرد على استهداف المتظاهرين في مسيرات العودة وشن غارات على قطاع غزة، تشير إلى رغبة بنيامين نتنياهو بنقل مسرح الأحداث من الضفة إلى غزة بعد سلسلة العمليات الأخيرة.

ويعتقد الدجني، أن هذه العمليات واطلاق القذائف، تظهر رغبة المقاومة في تحريك ملف التفاهمات نحو الأفضل، متوقعاً استئناف جهود الوسطاء في الساعات القادمة.

وتوقع، أن الفلسطينيين أمام تصعيد محدود ورد محدود مسيطر عليه، معتقداً أن فرص المواجهة الشاملة متاح إلا في حال فرض الميدان نفسه عبر حدث أمني لا تستطيع الأطراف استيعابه.

 

كلمات دلالية