خبر التوتر يخيم على المواطنين في القطاع من جديد بعد تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية

الساعة 06:50 ص|02 فبراير 2009

 

فلسطين اليوم-غزة

خيم التوتر وشبح عودة العدوان الإسرائيلي أمس على الفلسطينيين في قطاع غزة بعد تهديدات برد إسرائيلي «صارم» على سقوط صواريخ محلية الصنع على النقب الغربي.

وسادت أجواء في القطاع مشابهة لتلك الأجواء التي عاشها الغزيون عشية العدوان الإسرائيلي الشامل، واحتمال العودة الى الوضع الذي ساد قبل إعلان وقف النار في 18 من الشهر الماضي. وانتاب القلق والحذر صفوف الغزيين الذين لم يلتقطوا أنفاسهم بعد من العدوان الإسرائيلي على القطاع الذي بدأ في 27 كانون الأول (ديسمبر) الماضي واستمر 22 يوماً.

 

ومما زاد من التكهنات باحتمال تنفيذ عمليات اغتيال أو قصف جوي أو بري أو بحري هو اختفاء الطائرات الحربية الإسرائيلية من سماء القطاع، بما فيها طائرات الاستطلاع من دون طيّار. وسارع كثير من الغزيين بالعودة الى منازلهم، في حين استمرت المدارس بالعمل كالمعتاد، على رغم الخشية من عمليات عسكرية قد تودي بحياة عشرات التلاميذ من طلاب المدارس كما حصل في الحرب الاخيرة على غزة.

واتخذ قادة الفصائل الفلسطينية العسكريون والسياسيون على حد سواء إجراءات أمنية، وتواروا عن الأنظار تحسباً لعمليات اغتيال محتملة، وأخلوا مقارهم والوزارات والهيئات الحكومية خشية قصفها من الطائرات الحربية الإسرائيلية.

 

ويخشى الغزيون من أن تشن طائرات حربية إسرائيلية هجمات مباغتة ومفاجئة على غرار الضربة الجوية الأولى في العدوان الأخير عندما أسقطت 60 طائرة من طراز «اف 16» و «اباتشي» أميركية الصنع نحو 100 طن من المتفجرات على أهداف مدنية في القطاع في دقيقتين ونصف دقيقة فقط.

 

لكن كثيراً من الفلسطينيين اعتبر أن ما فشلت إسرائيل في تحقيقه في العدوان الأخير لن تنجح في تحقيقه في أي عدوان جديد مقبل، وأنه ما لم تتوقف الدولة العبرية عن ارتكاب جرائم حرب في حقهم والانسحاب من الأراضي الفلسطينية، ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه، لن تتوقف الفصائل عن مقاومة الاحتلال.

 

وتسابق القادة الإسرائيليون في التنافس على اظهار من منهم الأكثر تشدداً وقدرة على جعل الفلسطيينين يدفعون «ثمناً باهظاً» لمقاومتهم الاحتلال، وذلك كجزء من الحملات الانتخابية لانتخابات الكنيست (البرلمان) في العاشر من الشهر الجاري. وبدا أن «موسم الانتقام» من الفلسطينيين أخذ منحى جديداً قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات الإسرائيلية، وبات واضحاً أن الأحزاب الإسرائيلية تحاول استثمار ما يسمى «خرق وقف النار» لزيادة عدد مقاعدها في الكنيست، خصوصاً ان الإسرائيليين اظهروا خلال الفترة السابقة دعماً واسعاً للعمليات العسكرية في القطاع.