الصفقة بين يهدوت هتوراة والاحزاب العربية - هآرتس

الساعة 02:26 م|15 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

بقلم: سيفان كلينغبيل وآخرين

(المضمون: تحليل لآلاف محاضر صناديق الاقتراع يكشف عن وجود اعضاء عرب اشرفوا على الصناديق من قبل يهدوت هتوراة. والحريديون تم تسجيلهم كممثلين عن الاحزاب العربية. وبهذا وجد تمثيل مزدوج لاحزاب في عشرات صناديق الاقتراع التي كانت فيها نسبة التصويت شاذة - المصدر).

في صناديق الاقتراع الـ في 64 في بني براك سجلت في الانتخابات الاخيرة نسبة تصويت 97 في المئة، وهي نسبة استثنائية حتى بالنسبة لنسبة التصويت في المجتمع الحريدي، التي هي نسبة مرتفعة بشكل خاص. نظرة على محضر الصندوق تظهر أمر آخر يثير التساؤل: ممثل الاحزاب العربية، راعم وبلد في لجنة الصندوق الذين تنافسوا في قائمة واحدة، هو ابراهام مردخاي سفرونوفيتش، من سكان بني براك ومن أتباع الحاخام غور. الصورة المقابلة للصناديق في بني براك ظهرت في طمرة. في الصندوق رقم 3 في المدينة كان محمد ذياب ممثلا لحزب يهدوت هتوراة (ج).

الامر ليس صدفيا أو أن الامر يتعلق بصناديق منفردة: تقرير "هآرتس" الذي فحص آلاف المحاضر لصناديق الاقتراع في الانتخابات الاخيرة يظهر أنه في 130 حالة على الاقل كان الحريديون فيها ممثلين للاحزاب العربية في صناديق الاقتراع في مدن حريدية. والعرب مثلوا يهدوت هتوراة في البلدات العربية. هذا الامر يكشف "صفقة" بين يهدوت هتوراة وبين الاحزاب العربية التي في اطارها يتبادلون الممثلين في اللجان الانتخابية بصورة غير رسمية والاعلان عن ذلك للجنة الانتخابات الرئيسية.

التغييرات تقود الى أن الاحزاب تزيد قوتها في الصناديق المهمة لها بصورة تعارض قانون الانتخابات، والامر الذي يمكن أن يتم استغلاله للتزييفات والمحاباة. في عدد من الصناديق التي فيها حسب تقرير "هآرتس" كان ممثلان من نفس الحزب، أبلغ مسؤولو الصناديق عن احداث شاذة أو عن نسبة تصويت عالية بشكل خاص. لجنة الانتخابات حققت أو فحصت فقط القليل من هذه الاحداث. في الاحزاب الحريدية وفي القائمة المشتركة اعترفوا للصحيفة بأنه كانت هناك صفقة كهذه، وأنهم يتبادلون فيما بينهم قوائم الممثلين ويصدرون لهم رسائل تعيين من قبلهم. حسب اقوال عدد منهم هذه التبديلات تمت في الحملات الانتخابية الاربعة السابقة.

حسب قانون الانتخابات فان تشكيلة لجنة الصندوق تشمل سكرتير لجنة مهني وغير سياسي، يتم تعيينه من قبل لجنة الانتخابات المركزية، ولجنة من ثلاثة اعضاء هم ممثلون من قبل احزاب الكنيست السابقة. من اجل الحفاظ على طهارة الانتخابات، لجنة الانتخابات تعين اعضاء لجنة الصندوق بصورة متوازية، وفي كل الاحوال يمنع أن يجلس في نفس الصندوق اثنان من نفس الحزب. ولكن تحليل آلاف البروتوكولات التي توثق سير التصويت في كل صندوق ومحادثات مع عشرات الممثلين والمراقبين للصناديق الاشكالية كشفت أن الوضع لم يكن كذلك.

في اكثر من نصف الصناديق التي كان فيها تبادل للممثلين بين الحريديين والعرب، جلس في لجنة الصندوق اثنان من نفس الحزب: الاول جلس تحت حرف "ج" كممثل ليهدوت هتوراة والثاني الذي تم استبداله جلس تحت "دعم" – رغم أنه فعليا ليس ممثلا للاحزاب العربية. هكذا كان الامر ايضا في البلدات العربية. كل ممثل تواجد في لجنة الصندوق جاء وهو يحمل رسالة تعيين رسمية من قبل الحزب الآخر، مكتوبة على نموذج رسمي للجنة الانتخابات. بهذا اضرت التبديلات بجهاز الاشراف على طهارة الانتخابات عن طريق خرق التوازن المطلوب في تشكيلة اللجنة. وشكلت ثغرة للفساد والمحاباة في النتائج.

طريقة اخرى لزيادة القوة النسبية للاحزاب في الصناديق هي عن طريق تعيين مراقبين. حسب لجنة الانتخابات المركزية، فقط حزب ليس له تمثيل في تشكيلة لجنة الصندوق يمكنه أن يعين فيها مراقب من قبله، لكن في التقرير تبين أنه في عدد من الصناديق التي كان فيها ممثل حريدي من قبل "ج" أضيف الى الصندوق مراقب حريدي من قبل الاحزاب العربية، وهكذا كان الامر في الصناديق التي توجد في البلدات العربية.