ضعف حزب الله: ميل يجب تشجيعه

الساعة 02:22 م|15 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

بقلم: اسحق ليفانون

(المضمون: يعيش حزب الله مصاعب في لبنان وخارجه. ويجب تشجيع هذا الميل واحدى الخطوات هي اعادة فتح اتفاق الطائف ليشمل نزع سلاح حزب الله. هذا ممكن في الشرق الاوسط الذي يتصمم من جديد بثمن دموي - المصدر).

تشير التحديات التي يتصدى لها حزب الله في الساحات المختلفة الى ميل ضعف للتنظيم. فقبل نحو شهر أعلنت الارجنتين عن حزب الله كتنظيم ارهابي وجمدت ممتلكاته. ونشر القرار بشكل رمزي في يوم الذكرى السنوية الـ 25 للعملية في دار الجالية اليهودية في بوينس آيرس. تتهم الارجنتين ايران وحزب الله بالعملية الفتاكة. ويأتي القرار في اعقاب ضغوط امريكية على الارجنتين، ترافقها وعود في المجال الامني والاستخباري. الارجنتين هي الاولى في قارة امريكا الجنوبية التي تتخذ خطوة كهذه، ويأمل الكثيرون ان تسير البرازيل وبراغواي في اعقابها. واحتمالات ذلك لا بأس بها.

ان النشاط غير الشرعي لحزب الله والذي يجري في مثلث الحدود بين الارجنتين، البرازيل وبراغواي، يقلق الكثير من الدول. ويمارس الضغط الامريكي ايضا على فنزويلا، حيث ضرب حزب الله جذورا عميقة. مؤيد التنظيم، طارق العيماسي، من اصل سوري، يتولى منصب وزير في حكومة مدورو.

بعد معالجة حزب الله في امريكا الجنوبية، ينبغي توجيه الجهود نحو افريقيا، حيث يحظى التنظيم بمساعدة مالية وسياسية. فقد هاجر العديد من الشيعة من لبنان الى افريقيا قبل عقود، واستقروا وازدهروا. واليوم يشكلون سندا لحزب الله في القاهرة. ومؤخرا فقط علمنا باحباط عملية خطط التنظيم لها في احدى دول افريقيا. وربطت الشائعات اسرائيل بنجاح الاحباط.

ويفترض بالمحكمة الدولية التي تشكلت بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق، رفيق الحريري، ان تصدر في المستقبل المنظور قرارها النهائي، بعد ان ادعى المدعي العام في المحكمة بان حزب الله يقف خلف الاغتيال.

تتعزز في الساحة اللبنانية الداخلية الاصوات ضد حزب الله وزعيمه نصرالله. وباستثناء الرئيس ميشيل عون ورئيس البرلمان اللبناني المؤيدين لحزب الله، فان باقي القوى السياسية تتهم التنظم بجر لبنان الى مواجهة مع اسرائيل والى خراب الدولة. اضافة الى كل ذلك، فقد قلصت ايران دعمها المالي لحزب الله بسبب النقص في المال في اعقاب العقوبات الامريكية.

يعيش حزب الله إذن في مصاعب في لبنان وخارجها. ينبغي تشجيع هذا الميل، واحدى الخطوات التي يمكن التفكير فيها هي خطوة حزبية - سياسية في جوهرها. وكما يذكر، فقد كانت السعودية هي عرابة اتفاق الطائف في العام 1989، والذي وضع حدا للحرب الاهلية في لبنان. في ظروف معينة يمكنها أن تطلب فتح الاتفاق من جديد كي تطالب هذه المرة بنزع سلاح حزب الله، الامر الذي لم يتم في اتفاق الطائف الذي في اطاره نزعت اسلحة باقي الميليشيات اللبنانية. سطحيا يدور الحديث عن مهامة مستحيلة، ولكن في الشرق الاوسط الذي يتصمم امام ناظرينا بثمن دموي، كل شيء بات ممكنا. ويجب فقط ان نعرف ما الذي نريده.