مشكلة إسمها غانتس - هآرتس

الساعة 02:16 م|15 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

بقلم: اوري مسغاف

(المضمون: مشكلة غانتس هي أنه لا يقول أي شيء عن أي شيء. ولا يبدي موقف واضح من أي قضية. واذا كان يستمتع بالاعلان بأنه لا توجد له مشكلة شخصية مع نتنياهو فان الجمهور الواسع في اسرائيل توجد له مشكلة مع نتنياهو الفاسد والمفسد - المصدر).

في ظروف مختلفة كان يمكن أن نجد في بني غانتس صفات جوهرية جديرة بالاشادة. ميله الى قول شيء ونقيضه، وبالاساس عدم قول أي شيء عن أي شيء. عادته الثابتة التي يلتف فيها حول مسألة الارتباط مع بنيامين نتنياهو، وبعد ذلك يتم توبيخه من قبل اصدقائه ورجال اعلامه ويتم ارساله بسرعة من اجل اجراء تحسينات. مؤهلاته المدهشة في تشويش تعبيرات وأمثال مثل "اذا حدث تساقط لأوراق الأرز"، "نتنياهو اقترح علي نصف العالم"، "لا تخاف من سقوط عدوك"، "حزب ازرق قوي".

متلعثم قليلا، السمع ضئيل قليلا لأنه احيانا هناك مشكلة مع السماعة، واحيانا يكون ذلك هو توازن الـ ام16. أمر انساني. احيانا تقريبا يكون شخص مرهف، شخص جيد بالمعنى السيء للكلمة، بروح التمييز الشريرة لموشيه ديان. كل ذلك بخلاف واضح مع الخط الهجومي للنظرة الزرقاء الثاقبة والقامة الممشوقة. ولكن في هذه الاثناء وفي هذا المكان الحديث يدور عن شخصية هزلية – تراجيدية. هذا غير مضحك حقا، حتى أنه يمكنه تقريب الشخص من ذرف دموع الاحباط. قبل الانتخابات السابقة، عندما سئل غانتس عن تصميمه على القيادة نسب له قول حكيم: أنت يمكنك أن تكون رئيس اركان سابق فقط مرة واحدة. ولكن حتى هذه المرة انقضت. يبدو أن الانتخابات المعادة فرضت على ازرق ابيض، الحزب عارض حل الكنيست، باسم الرسمية والاشمئزاز المبرر من ألاعيب نتنياهو. عمليا، الحزب حصل على فرصة ذهبية بفضل ليبرمان: موعد آخر وبشروط محسنة.

كل ذلك بعد أن أزال نتنياهو في ضائقته عشية الانتخابات وبعدها جميع الاقنعة: السعي الى صفقة حصانة خلافا لوعوده. الاستخفاف بالديمقراطية. استخدام كل ثقله من اجل ادخال الكهانيين الى الكنيست. الاخلاص للحريديين والحريديين الوطنيين. ابتلاع متسرع لحزب كلنا مع فقدان فوري لاربعة مقاعد تظاهرت بأنها "يمين عقلاني" أو"وسط". تعيينات واقالات في الحكومة السابقة خلافا للقواعد، بما في ذلك تجميع وزراء الجمهور الواسع يمقتهم (سموتريتش ورافي بيرتس ودافيد أمسالم). هياج بتأثير منه في وزارة العدل ومكتب مراقب الدولة.

كل ذلك كان يمكن استخدامه كمادة انتخابية حارقة – اذا لم يكن لنقل كمية كبيرة من الاصوات فعلى الاقل من اجل اذكاء روح الحياة وروح القتال في المعسكر المعارض لنتنياهو ودفعه من اجل العمل. ولكن غانتس بالاساس يطفيء هذه الروح. باللغة الحالية هو جاء من اجل خفض هذه الروح.

غانتس يكثر من التفاخر بأن ازرق ابيض هو قصة، لكن بقيادته يميزه بالذات عدم القدرة على طرح شيء ما بالنسبة لأي شيء. لا خطة سياسية ولا رؤيا اقتصادية ولا التزام ما بمواضيع الدين والدولة. عدم اتخاذ موقف في أي مسألة توجد على الاجندة أو على جدول الاعمال المتحرك. حزب في الوضع الراهن مشلول من غضب الناخب، مليء بالجنرالات الذين خاضوا المعارك والحذرين من أن لا يغضبوا أحد. هذا بالاساس منصة اعدت لاستبدال نتنياهو – هدف جدير، وحتى مقدس – لكن ليس واضحا من اجل ماذا. تبرز بشكل خاص العلاقة الغريبة والمترددة بين غانتس ونتنياهو. هنا اصبح اللغز محير بالفعل، حتى اهانة لجنة التراخيص لم تقلق راحته في هذا الاسبوع. عندما يذكرونه بأنه لا يجب عليه الجلوس مع نتنياهو، وليست مهمة ترتيبات الجلوس، هو ينسب الأمر لسبب واحد: لوائح الاتهام التي لا تسمح لنتنياهو بالقيام بدوره. غانتس يستمتع بالاعلان بأنه لا توجد له مشكلة شخصية مع نتنياهو.

ولكن الجمهور الاسرائيلي توجد له مشكلة شخصية مع نتنياهو. فهو شخص فاسد ومفسد، محرض ومضلل، يخرب دولته، واحيانا يسلب الجمهور رغبته في الحياة فيها. وهو ينظر بدهشة الى من يتفاخر بقيادة معسكره وبعد ذلك يغض الطرف.

كلمات دلالية