أبو مازن واسرائيل.. سلسلة اخطاء - يديعوت

الساعة 01:56 م|15 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

بقلم: شمريت مئير

(المضمون: يجتاز ابو مازن في السنوات الاخيرة عملية تحول عرفاتي في الرأي العام الاسرائيلي. فبعض من النقد له اكتسبه باستقامة، ولكن بعضه هو خطوة سياسية محسوبة هدفها نزع الشرعية عن التسوية المستقبلية مع السلطة - المصدر).

ما سيكون مع ابو مازن، قلت لاحد مقربي، هو يرتكب خطأ إثر خطأ. ما كنت سأعرف هذا كأخطاء، اجاب، هو يفعل ذات الامور التي اعتاد على فعلها منذ سنين، باستثناء ان العالم حوله تغير.

اذا كان ثمة شيء ما يفترض بالسلطة الفلسطينية ان تستوعبه في هذه المرحلة، فهو ان تدخلها في الانتخابات في اسرائيل يلحق بها ضررا أكثر مما يحقق لها من نفع، وهو مثابة خدمة لنتنياهو – الذي سارع كالمعتاد لاستخدامها. فاذا كان زعماء الوسط – اليسار يصلون في الماضي بين الحين والاخر الى لقاءات مع ابو مازن، فانه في فترات القطيعة بينه وبين اسرائيل الرسمية اليوم، تجدهم يبتعدون عن المقاطعة وكأنها منطقة مصيبة.

ان المعانقات مع نوعا روتمن، التي وصلت الى رام الله اساسا بصفتها حفيدة اسحق رابين، لم تستقبل على نحو جميل في الطرف الاخر ايضا. فالعلامة التجارية "اوسلو" محبوبة في الرأي العام الفلسطيني حتى اقل من الرأي العام الاسرائيلي. "هذه سكين في ظهر الامة"، قالوا في الجبهة الشعبية، "ابو مازن لم يجد الوقت ليلتقي في عيد الاضحى مع عائلات الشهداء، ولكنه وجد الوقت لحفيدة رابين، قالوا في حماس. وقالت محافل في فتح لغير الاقتباس: "كيف يمكن مهاجمة دول عربية على التطبيع مع اسرائيل حين يتعانق الرئيس الفلسطيني مع مرشحة اسرائيلية للكنيست؟". واظهرت النائبة المرشحة نفسها ربطا هزيلا جدا بالواقع حين بلغت أن ابو مازن، الذي لم تطأ قدمه غزة منذ اكثر من عقد، وعد بان "يساعد حيال حماس "في موضوع أبرا منغيستو.

يجتاز ابو مازن في السنوات الاخيرة عملية تحول عرفاتي في الرأي العام الاسرائيلي. فبعض من النقد له اكتسبه باستقامة، ولكن بعضه هو خطوة سياسية محسوبة هدفها نزع الشرعية عن التسوية المستقبلية مع السلطة. فتجميد أموال الضرائب للسلطة عقب الدفعات لعائلات السجناء والشهداء وان كان خلق وجع رأس كبير لجهاز الامن، الذي يرى في حفظ الاستقرار الاقتصادي في الضفة مصلحة اسرائيلية صرفة، ولكن طرح التمويل الفلسطيني المؤطر للارهاب ضد الاسرائيليين، والذي حظي في الماضي بموقف الظاهرة الطبيعية، هو أحد الخطوات الفاعلة لليمين في السنوات الاخيرة.

دليل آخر على السلوك غريب الاطوار للرئيس هو الغاء اللقاء الذي كان مخططا له مع 31 عضو كونغرس جمهوري وصلوا الى المنطقة في اطار وفد من لوبي ايباك، بعد أن طرحت في لقاء مواز مع اعضاء كونغرس ديمقراطيين اسئلة عن موضوع تمويل الارهاب، والذي يطارده كالظل. فان يقاطع البيت الابيض ومبعوثيه هو شيء، ولكن رفض الفرصة لنقل رسائله الى اعضاء كونغرس يؤتى بهم الى حافة مكتبه من قبل اللوبي المؤيد لاسرائيل في واشنطن هو أمر يشهد على قدر كبير من الانقطاع واليأس من الساحة الامريكية. "يبدو اننا لا نستحق زمنه"، قال احد اعضاء الكونغرس. الفلسطينيون يعولون على الجناح المناهض لاسرائيل الصاخب في داخل الحزب الديمقراطي ويتخلون عن 90 في المئة من واشنطن. هذا ليس سلوكا حكيما.

ينزف ابو مازن على نحو مستمر ذخائر للمشروع الوطني الفلسطيني: قطاع غزة، أي السيطرة على نصف الشعب؛ الدعم الامريكي السياسي والمالي؛ الاهتمام الدولي، الذي كان في الماضي شبه تلقائي؛ وبالطبع – الدعم غير المشروط من الدول العربية، والذي اصبح تاريخا. يمكن أن نضيف الى ذلك ايضا السيطرة في الحرم، حيث الاردنيون من جهة والاسلاميون من جهة اخرى يعطون النبرة. فمع ماذا تبقى؟ مع الحكم ومع المباديء. حاليا على الاقل.

كلمات دلالية