بشأن تغيير واقع "القدس"

تصريحات "أردان" لها ما بعدها.. وسحب الوصاية الأردنية أحد أهدافها

الساعة 01:07 م|15 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

تصريحات ما يسمى بوزير الأمن الداخلي "الإسرائيلي"، غلعاد أردان بشأن تغيير الوضع القائم في القدس، حتى يتمكن اليهود من أداء الصلاة في المسجد الأقصى، خطيرة وفقاً لما عبر عنه المقدسيون والفلسطينيون ، الذين اعتبروا أن التصريحات هي الأولى التي تصدر عن مسؤل حكومي "إسرائيلي" بشأن واقع القدس منذ عام 1948 ، وتحدياً للوصاية الأردنية .

أردان اطلق شرارته لقياس ردة الفعل الإسلامية والعربية ، صوب ما يحيكه الاحتلال صوب المسجد الاقصى للسيطرة على المقدسات وتطبيق صفقة القرن بشان القدس ، لتكون ضربة للوصاية الهاشمية" ولسحب البساط من اسفلها ، وضربة ثانية لكافة الاتفاقيات الدولية والتي ابرمت مع الاحتلال.

حاتم عبد القادر مسؤول حركة فتح في القدس ، قال في تعليقه على تصريحات ما يسمى بوزير الامن الداخلي أردان ، ان الاحتلال يسعى الى تغيير الوضع القائم في القدس المحتلة ، وان تطلق تصريحات في هذا الوقت من مسؤول حكومة منذ  1948 امر غاية في الخطورة وينم على موقف سيادي لدى الاحتلال

وشدد عبد القادر خلال تصريحات خاصة لـ"فلسطين اليوم" ان تصريحات أردان لها أهداف أخرى وهي سحب الوصاية الاردنية والاطاحة  باتفاقية السلام الاردنية الفلسطينية المعروفة بوادي عربة، محذراً "اسرائيل" من ان يكون لهذا التصريح له ما بعده .

طالب عبد القادر بضرورة مواجهة تصريحات أردان على كافة المستويات الاسلامية والعربية ، وخاصة ان الاحتلال يسعى لتحويل الصراع الى صراع ديني .

وبين عبد القادر "نحن الآن ندافع عن قدسية المسجد الاقصى على الأرض كما حدث صبيحة يوم العيد ولكن الآن لابد من الاردن التحرك من الناحية السياسي ، والمحاربة وفقا ما لديها من اتفاقيات غير ملزمة للاحتلال .

موقف اردني خجول

استنكرت وزارة الخارجية الأردنية تصريحات ما يسمى بوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، بخصوص الوضع القائم في القدس.

وأعرب الناطق الرسمي باسم الخارجية، سفيان القضاة، عن "رفض المملكة المطلق لمثل هذه التصريحات، محذرا من مغبة أي محاولة للمساس بالوضع القائم التاريخي والقانوني والتبعات الخطيرة لذلك".

وذكر القضاة إسرائيل بـ "ضرورة الإيفاء بالتزاماتها والاحترام الكامل للوضع القائم".

وطالب السلطات الإسرائيلية "بالوقف الفوري لجميع المحاولات لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك"، مشيرا إلى أن الخارجية الأردنية وجهت مذكرة رسمية عبر القنوات الدبلوماسية للاحتجاج والاعتراض على تصريحات الوزير.

يزيد الطين بلة

النائب أحمد الطيبي، رئيس العربية للتغيير، رداً على تصريحات ما يسمى وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان قائلاً: "إنه يزايد ويبق الحصوة ويهدد مطالباً بالسماح بصلاة اليهود في المسجد الأقصى فرادى وجماعات".

وأضاف الطيبي: "ليس مجرد مزايدة انتخابية فهذا موقف أردان منذ حين وتكتسب مواقفه خطورة نظراً لموقعه الوزاري ومسؤوليته عن شرطة احتلال القدس".

وتابع: "الوضع القائم هو وضع احتلالي قسري، والمسجد الأقصى بكل ساحاته وباحاته هو مكان صلاة للمسلمين، واردان ونتانياهو والمقتحمون يستعملون الدين لتغيير واقع سياسي  وتكريس وتعميق الاحتلال عبر إحكام السيطرة على أولى القبلتين وعلى القدس الشريف.

وأكمل: "تربينا على احترام الأديان والإيمان ولكن أبداً لن نقبل  لا باقتحام ولا بانر واقع احتلالي لانه المسجد الاقصى.

تصريحات اردان دعوة للتصعيد

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، بين ان تصريحات وزير ما يسمى الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال غلعاد اردان، التي دعا فيها لتغير "الوضع القائم" في المسجد الأقصى المبارك، تأتي في إطار التنافس الانتخابي، والدعم من إدارة ترمب، وأمر خطير ينذر بتفجير الاوضاع .

وقال مجدلاني "إن محاولة الاحتلال ما زالت مستمرة نحو فرض التقسيم الزماني والمكاني لتهويد المسجد الأقصى، من خلال تكريس سياسة اقتحام المسجد والاعتداء على المرابطين داخله، ثم السيطرة الكاملة عليه لاحقا، وتغيير هويته ببناء ما يسميه الاحتلال "الهيكل الثالث" مكان قبة الصخرة".

وبيّن أن تصريحات اردان العنصرية والفاشية هي دعوة للتصعيد، وعلى المجتمع الدولي محاسبته وتقديمه للمحاكمة، وعلى الامم المتحدة تطبيق كافة القرارات الصادرة والمتعلقة بمدينة القدس، خاصة القرار 271 لعام 1969، الذي دعا إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير وضع القدس، والتقيد بنصوص اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الذي ينظم الاحتلال العسكري .

ووجه مجدلاني الدعوة لمنظمة التعاون الاسلامي بضرورة التحرك الفوري مع جامعة الدول العربية لوقف ما تقوم به حكومة الاحتلال، التي ما زالت ماضية بإشعال الحرائق في عاصمة دولة فلسطين مدينة القدس عبر الاستيطان المتواصل، وعمليات التهويد المستمرة، وسياسة الإغلاق وتضييق الخناق على أبناء شعبنا.

وقال إن حكومة الاستيطان، وبشراكة أميركية واضحة ودعم مطلق، تنفذ أكبر مخططاتها من أجل السيطرة على العاصمة القدس وسط إجراءات متسارعة، وصولا للتقسيم الزماني والمكاني، مثمنا صمود أبناء شعبنا في القدس.

 

 

كلمات دلالية