خطر تكرار تجربة الخليل - هآرتس

الساعة 11:58 ص|14 أغسطس 2019

بقلم: عميره هاس

(المضمون: الحديث عن "حقوق الانسان وحقوق متساوية للمصلين اليهود" في الحرم هي نفاق يغطي على اهداف عامة غير دينية - المصدر).

للمسلمين الذين يعرضون انفسهم للخطر ويصلون في المسجد الاقصى، هناك دور هام في ابقاء النضال الفلسطيني للتحرير في المستوى القومي وليس الديني. عندما تجمع عشرات آلاف الفلسطينيين أول أمس في المسجد الاقصى وفي ساحات الحرم التي تقع خارجه رغم وجود رجال الشرطة الذين تم غسل ادمغتهم وملئها بالكراهية، ورغم السلاح الكثير الذي يحملونه والذي يحرضهم على اطلاق النار، هم ليس فقط دافعوا عن مقدساتهم. لقد دافعوا عن وجودهم كشعب في بلادهم.

ليقل اتباع البقرة الحمراء على انواعهم ما يقولونه. وبكل درجات كلامهم المعسول عن الله والهيكل المقدس، الدين الموجود لديهم وفي افواههم هو مجرد سلاح لتحقيق هدف فاشي، هدف قومي متطرف جدا: طرد جماعي للشعب الفلسطيني الى خارج حدود البلاد.

الشعار للسيناريو المخيف هذا يتم بثه امام ناظرينا في كل لحظة في الخليل القديمة. المتعصبون المتدينون واليهود القوميين المتطرفين نجحوا في افراغها بالتدريج من سكانها الفلسطينيين، بمساعدة نشطة من الجيش الاسرائيلي. وبمساعدة يهود امريكيين اثرياء وبمساعدة المستويات السياسية العلمانية (من اسحق رابين وحتى بنيامين نتنياهو). ايضا العكس صحيح: حكومات اسرائيلية استعانت بمتعصبي الدين من اجل أن توقع ضربة اخرى على الفلسطينيين في عملية التجزيء والتشظي لفضائهم الجغرافي.

طبيب يهودي – امريكي اسرائيلي نفذ في 1994 مذبحة لمصلين مسلمين في الحرم الابراهيمي في الخليل. وكرد على ذلك، اسرائيل العلمانية عاقبت وتعاقب الفلسطينيين حتى الآن. لقد فرضت عليهم حظر التجول، وهي تغلق امامهم شوارع وتسمح لاصدقاء ومحبي القاتل بالتنكيل كل يوم بآلاف السكان – الى درجة أن الكثيرين اضطروا الى المغادرة وأن يتركوا خلفهم أحياء أشباح. الطبيب المخلص قتلهم ليس لانهم مسلمون، بل لأنه كان يعرف أنه في مكان مقدس للمؤمنين توجد فرصة لاستفزاز الدم أكثر بكثير لتحقيق الهدف الوطني الذي يطمح المستوطنون، أبناء طائفته، اليه.

وزير التعليم رافي بيرتس ووزير المواصلات بتسلئيل سموتريتش، يشعران بالراحة في احتفال تكريم الحاخام اسحق غينزبورغ الذي مدح واثنى على الطبيب القاتل باروخ غولدشتاين، لأنه خلال 25 سنة المجتمع الاسرائيلي طبع وحصل على نتائج المذبحة. جيش الشعب اصدر المزيد من الاوامر لطرد الفلسطينيين من مدنهم. المزيد من الجنود الذين يتلقون الاوامر من المستوطنين، والقضاة اكدوا والسياسيون – بمن فيهم الرئيس المحبوب رؤوبين ريفلين - قاموا بزيارة البلدة اليهودية التي تطرد وتستغل وقدموا التهنئة لها.

لذلك، في وضع تفوق عسكري اسرائيلي وطرد زاحف أو سريع، تقسيم الحرم الابراهيمي – مغارة الماكفيلا، التقسيم الجغرافي والتقسيم الزماني الذي يفصل بين المسلمين واليهود، لا تقدس قيمة المساواة بين الديانتين وبين المؤمنين. التقسيم هو تكنيك آخر للسيطرة والاهانة. وهكذا الحديث عن "حقوق انسان وحقوق بالمساواة للمصلين اليهود" في الحرم هو نفاق يغطي على اهداف شاملة وغير دينية. إلا اذا كان الدين هو حرب تدمير. مقدمات برامج واقعية في الراديو صدمن اول أمس من رفض المسلمين الفلسطينيين الذين هم مواطنون اسرائيليون بالاعتراف بالعلاقة اليهودية الدينية بالمكان. هذه الصدمة لهن تتجاهل تناسب القوى غير المتساوي بصورة واضحة، الذي فيه المهمة العلمانية لتهويد المنطقة ومحو الانتماء الفلسطيني يستخدم الدين كما يشاء. الرفض بالاعتراف هو سلاح شرعي جدا من قبل المقموع.

الخوف الفلسطيني من تكرار تجربة الخليل في البلدة القديمة في القدس بشكل عام، وفي المسجد الاقصى بشكل خاص، يوجد له ما يبرره. نفس التعصب العقاري الديني، نفس سياسة النهب البطيء ودعم علماني – قومي متطرف يهودي مسلح، متزايد. وبالذات هنا يوجد للفلسطينيين وسائل لاظهار قوتهم – أي القدرة على أن يتجمعوا ويتوحدوا بجموعهم للصلاة وارسال رسالة الى اسرائيل – نحن هنا الى الأبد.