الحرم في أيديهم - هآرتس

الساعة 11:57 ص|14 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: احد الاختبارات الاخيرة التي بقيت لفحص الاهلية القومية والعنصرية للزعماء الحاليين والذين يطرقون باب الكنيست والحكومة هو الحرم. حفنة الناخبين تريد أن تعرف من مع ومن ضد فتحه طوال الوقت امام اليهود - المصدر).

من الواضح أن اليهود يجب عليهم الحداد على خراب الهيكل، جميعهم وليس فقط حفنة من المتعصبين المسيحانيين الذين يعملون على حياكة عباءات الحاخامات. كل يهودي يحب اسرائيل ويحب السلام، وخاصة اليهود الليبراليين الذين تعتبر حقوق الانسان وحرية الدين والمساواة الاجتماعية وحرية التعبير وكره العنصرية هي التي توجههم، مجبرين على الحج الى الحرم، ليس من اجل احياء ذكرى خراب الهيكل ذاك، بل من اجل البكاء على خراب الهيكل. الهيكل الذي تهب رياح مجمدة من جدرانه المهدمة، والذي قادته فاسدين، وقضاته يطردون اطفال وأمهاتهم من البلاد الموعودة، ووزراءه يقدمون للمحاكمة، وجيشه يحتل 5 ملايين شخص، والحاخام الاكبر المسؤول عن طهارة المعايير أسير بارادته في حضن الطاغية والمواطنين، واصحاب البيت ما زالوا على قناعة بأنهم الشعب المختار.

ايضا عنوان مقال هيئة التحرير "خنوع لحفنة متطرفة" ("هآرتس"، 12/8) وقع في الفخ الذي نصبته هذه الحفنة. صحيح فقط حوالي 200 من زعران الدين أمروا بدخول الحرم، لكنهم ليسوا حفنة. هم اجبروا الشرطة على السماح لهم بالدخول حتى بثمن حدوث مواجهة عنيفة. وقد نجحوا في لي ذراع الحكام، لأنهم يعرفون أن خلفهم يوجد جمهور واسع، معظمه لم يزر في أي يوم الحرم، وجزء منه ينوح بسبب اغلاق دور السينما والمقاهي في يوم 9 آب. ولكنه لا يستطيع احتمال أن المسلمين يملوا على دولة اسرائيل اوقات الصلاة وقواعد الزيارة للاماكن المقدسة.

ذات مرة سميت هذه الحفنة بـ "مجانين شاذين"، "اعشاب غريبة" و"شبيبة التلال" – القاب تصغير كاذبة، استهدفت تقليل ابعاد الخطر الحقيقي. الآن هم أبناء الجيل الثاني والثالث من الزعران الذين استولوا على مغارة الماكفيلاه (الحرم الابراهيمي) وحددوا بقوة الذراع ترتيبات الصلاة فيها، واحتلوا بيت هداسا في الخليل وبنوا حي أبونا ابراهيم في قلب المدينة العربية وطهروا شوارع كاملة من السكان العرب. من هناك انتقلوا الى بناء البؤر الاستيطانية، التي تحولت الى احياء وبلدات شرعية تحت حكومات، التي في البداية فقط، "فقط"، خضعت للضغط القومي المتطرف وبعد ذلك انضمت بحماس الى اعمال عصابات السطو.

احتراما لهم تم تغيير وتعديل قوانين وضخ مليارات الشواقل من قبل الدولة، والجيش وضع نفسه في خدمتهم من اجل الحفاظ على ممتلكاتهم وحياتهم، وبعد خمسين سنة تقريبا يتوسل زعماء سياسيون من اليمين والوسط لهذه الحفنة كي تعطيهم تذكرة دخول الى قلوبهم، ومن اجل أن تمنحهم الشرعية كأبطال وطنيين.

باستثناء اليسار الراديكالي والاحزاب العربية فان أحدا لا يكلف نفسه عناء السؤال هل فلان هو مؤيد للانسحاب أو ضده، هل هو مع بناء مستوطنات أو مع اقتلاعها، ولا نريد ذكر تقسيم القدس. هذا السؤال يحول السائل الى شخص غريب الاطوار، وهو يلزم الشخص الذي سئل بأن يرد هل هو يؤيد انتحاره السياسي أو يفضل العيش.

احد الاختبارات الاخيرة التي بقيت لفحص الاهلية القومية والعنصرية للزعماء الحاليين والذين يطرقون باب الكنيست والحكومة هو الحرم. حفنة الناخبين تريد أن تعرف من مع ومن ضد فتحه طوال الوقت امام اليهود – والطلاب مدهوشين. باستثناء عمير بيرتس الذي هاجم بنيامين نتنياهو بسبب خضوعه لضغط اليمين (أليس هذا هو نفس نتنياهو الذي بيرتس مستعد للجلوس معه في حكومة واحدة؟)، كان من الصعب أن نسمع اجابة واضحة وقاطعة. بني غانتس؟ يئير لبيد؟ موشيه يعلون؟ اهود باراك؟ اورلي ابكاسيس؟ ربما عقلاء اليمين؟ شخص ما؟ الخوف من الحفنة يشلهم. فقط أن لا يسموهم محبين للمسلمين، لا سمح الله، ولا يشيرون اليهم كانهزاميين.

هذا هو الموضوع القومي الجديد، الحرم، من ناحيتهم يمكن أن يتم تدميره مرة تلو اخرى لأن حق الحداد على خرابه هو الاختبار الحقيقي للشجاعة والقيادة. الحفنة الحقيقية هي التي تنظر بدهشة الى الخراب. وتضرب كفيها وتفهم أن هذا هو مستقبلها.