هكذا يتصرف الغزيون بلحوم عيد الاضحى في ظل أزمة الكهرباء

الساعة 07:16 م|13 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

اعتدل المواطن "أبو منير" من جلسته على الكرسي بعد أن تناول كأساً من القهوة الصباحية، وغادر من المنزل حاملاً في يده كيساً من اللحوم، متجهاً به إلى أحد محلات بيع اللحوم في حي الشجاعية، وما أن وصل حتى وجد عدداً كبيراً من المواطنين يصطفون في طابور الانتظار.

ويسعى المواطن "أبو منير" كغيره من المواطنين في قطاع غزة إلى "تفريم اللحوم" التي حصل عليها من أهل الخير والمقتدرين في عيد الاضحى بهدف تحويل اللحوم إلى كفتة طازجة لإقامة الولائم الجماعية قبل أن تتلف اللحوم في الثلاجات.

ويعاني سكان قطاع غزة منذ سنوات من أزمة انقطاع التيار الكهربائي، حيث تصل ساعات وصل الكهرباء إلى 8 ساعات مقابل 8 ساعات قطع يومياً وهي ساعات لا تكفي لتبريد اللحوم لفترة طويلة، مما يضطر المواطنين إلى المسارعة باستهلاك ما لديهم من لحوم من خلال إقامة الولائم الجماعية للأهل والأصدقاء.

الموطن أبو منير "32 عاماً" يقول: "صراحة هذا العيد مش طبيعي حصلت على 4 كيلو لحم فقط حتى ظهر ثالث يوم عيد الأضحى وهذا المعدل نصف ما حصلت عليه العام الماضي"، موضحاً أنه قام بتقطيع 2 كيلو قطع صغيرة و2 كيلو قام بتحويلها إلى كفتة.

وأشار إلى أن أزمة الكهرباء دفعته للتفكير في التخلص من اللحوم بشكل سريع قبل أن تتلف بسبب انقطاع التيار الكهربائي، لافتاً إلى أنه سيعزم شقيقاته وأزواجهن في رابع أيام العيد، فيما سيعزم أصدقائه بعد نهاية العيد مباشرة.

وأضاف ممازحاً: "لحمتك على كانونك، قبل ما تخرب قدام عيونك، مع تحيات شركة الكهرب"، مؤكداً أن الأوضاع في قطاع غزة صعبة جداً ولا يوجد أفق لحل أزمة الكهرباء خاصة وأن القطاع يعاني منذ أكثر من 13 سنة من نفس الأزمة.

 

فيما قال المواطن ياسر (35 عاماً): "أزمة الكهرباء لا تساعد في تخزين اللحوم لذلك أنا شخصياً أقوم بتفريمها بشكل فوري وسريع، ثم أقوم بشوائها للعائلة وفي حال زادت إما أخزنها لليوم الثاني أو أُعد وليمة للأصدقاء".

وأوضح المواطن ياسر لمراسلنا، أن السنة الحالية كانت ضعيفة جداً، كل ما وصلني من لحوم لا يتجاوز الـ3 كيلو وهو أقل من العام الماضي بكثير، مشيراً إلى أن السبب يعود إلى "الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يتعرض لها أبناء قطاع غزة سواء تخفيض نسبة الرواتب إلى النصف أو الحصار وعدم توفر فرص العمل".

أما المواطن عبد الهادي فيقول: "عندما أحصل على بعض اللحوم خلال أيام عيد الاضحى أتناول طعام يومي وما يتبقى أقوم بوضعه عند الجيران لوجود ثلاجة لتجميد اللحوم ليتسنى لي استخدامه في الأيام القادمة.

وفي تصريحات سابقة للدكتور مجدي ضهير مدير دائرة الطب الوقائي بوزارة الصحة في غزة قال:" إن ظروف التجميد غير مناسبة نتيجة لانقطاع الكهرباء، وهذا قد يؤدي الى تلف اللحوم او فقدانها القيمة الغذائية".

ونصح د. ضهير، المواطنين بتأمين وسيلة تيار كهرباء تضمن حفظ اللحوم في درجة حرارة -18 تحت الصفر أو عدم الاحتفاظ بها لفترة طويلة.

واضاف "من يرغب بحفظ اللحمة مبردة لتبقي صالحة لمدة أربعة ايام في درجة حرارة من صفر الى 4 درجات مئوية، ومن يريد ان يحفظها مجمدة يجب حفظها في درجة حرار أقل من -18 درجة مئوية".

كلمات دلالية