خطبة عيد الاضحى 1440

الساعة 02:48 ص|11 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

تتحدث خطة عيد الأضحى المبارك، عن البر والسلوك الصالح للمسلم فى الأعياد ومناسبات الطاعة، والتراحم وصلة الأرحام.

بسم الله الرحمن الرحيم

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

الله أكبر ما توالت علينا النعم والخيرات، الله أكبر ما تنسَّم العباد نفحات أشهر الحج المعلومات، بدءا من شوال شهر الجائزة تمنح لمن صام رمضان وقام لياليه المباركات، وانتهاء بذي الحجة، حيث ترتفع فيه الأصوات بألوان التلبيات، مكبرين مهللين رب الأرض والسماوات، فطوبى لمن تعرض لنفحات أيامه العشر الزاكيات، وتزود لعامه بصوم يوم عرفات، وتوَّج خاتمة العشر الفضيل منه يومَ النحر بالتقرب بالهدايا والأضحيات.

الحمد لله المعروف بدليله، الهادي إلى سبيله، المشكور على كثير الإنعام وقليله، الصادق في قيله، حيث أقسم في محكم تنزيله بالدهر، إعلاء لشرف الزمن والعمر، فأقسم سبحانه بالضحى والليل إذا يسر، وبأول النهار وآخره، فأقسم بالفجر والعصر، وأعلى من شأن يوم عرفة والنحر، فسبحان القائل: ((والفجر وليال عشر، والشفع والوتر، والليل إذا يسر، هل في ذلك قسم لذي حجر)).

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تلهج بها ألسنتنا وقت اليسر ادخارا ليوم العسر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، شفيع الأمة المحجلة الغر، صاحب الجبين الأنور، والوجه الأزهر، والمقام الأكبر، أكرمه الله بنهر الكوثر، وجعل طريقه إليه تعظيمَه ليوم النحر، فقال عز من قائل: ((إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر)) ، صل اللهم وسلم عليه وعلى أصحابه صلاة وسلاما أكملين متلازمين إلى يوم العرض الأكبر.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله

لقد أطلت علينا أيام الله المشهودة، بإطلالة هلال ذي الحجة الحرام، فتنسمت الأفئدة عبقها وعبيرها، وارتقت الأنفس بأُنسِها بنفحاتها، وازدانت المجالس بأريجها، إنها أيام أقسم الله بشرفها، ولا يقسم العظيم إلا بعظيم، فقال الحق تبارك وتعالى: ((والفجر وليال عشر)) ، إنها العشر الأول من شهر ذي الحجة، يضاعف فيها ثواب العمل الصالح، وتشرق فيها الأنوار الربانية، وتكثر فيها عطايا رب البرية، فطوبى لمن استكثر فيها من الأعمال الظاهرة والباطنة، وخلَّص نفسه من شوائبها ورعوناتها الجلية والخفية، واستشعر معاني قول مبعوث العناية الإلهية: ((ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام-يعني أيام العشر-)).

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد

وفي ثنايا هذه الأيام المباركة، يُكرم الله الأمة بيوم الوِتر، يومِ عرفة العظيم الذي عشنا أجواءه الطيبة أمسِ، حيث صامه غير الحجاج، محتسبين تكفير ذنوب سنتين ماضية وباقية، ووقف فيه وفد الرحمن  في صعيد عرفات شعثا غبرا ضاحين مكبرين مهللين داعين متضرعين، يستنزلون الرحمات، ويسكبون العبرات، ويعفرون الوجنات، يدعون الله –متذللين- لأنفسهم وأهليهم ووطنهم، فيباهي بهم الله تعالى أهل الأرض والسماوات، ويشهدهم أنه قد غفر لهم جميع الذنوب، وكفر عنهم السيئات.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

وفي ختام هذه الأيام الزاكية، يَطلُع علينا يوم الشفع بإطلالته البهية، وأنواره السنية، فيستقبل وفد الرحمن يوم النحر بأعماله الأربعة: رميِ الجمرة الكبرى، ونحر الهدايا، وحلق الرأس، وطواف الإفاضة، ونستقبله نحن بطهارة الظاهر والباطن، والتجمل بأحسن الثياب، ورفع الأصوات بالتكبير والتهليل، ثم الصلاة، والتقرب بالأضحية اقتداء بخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، وتأسيا بسنة سيد ولد عدنان عليه أزكى الصلاة والسلام.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

إن أعظم شعيرة نتعبد الله بها في هذا اليوم العظيم هي التقرب بأضحية العيد من طيب كسبنا، وخالص أموالنا، لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، ولنستحضر في تلك اللحظات قصة ذبيح الله إسماعيل مع أبيه الخليل عليهما الصلاة والسلام، حيث تجلت في تلك الملحمة التي خلدها التنزيل بأحرف من ذهب، أبهى صور التضحية في سبيل الله، وابتغاء مرضاته، فيَهُبُّ الخليل ملبيا أمر الله بذبح فلذة كبده على كبر من العمر، ويستجيب الابن البار لأمر الله بنفس مطمئنة وقلب راض، وانقياد مطلق، ((قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك، فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين )).

وتدرك رحمة الرحمن الأب المكلوم، والابن البار، فيُفتدى الذبيح بكبش من الجنة عظيم، وتبقى سنة باقية إلى يوم الدين، فسلام على إبراهيم وإسماعيل في العالمين.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

لقد أخذت أمتنا- أمة البطولة والتضحية- بهذه السنة الحميدة التي خط فصولها الخليل وابنه عليهما السلام بمعان من الصدق ناصعة، فقدمت تضحيات جساما من أجل استرجاع الكرامة والسيادة وحفظ العرض والأرض، وذكرى ثورةِ التضحية والاستشهاد ليست منا ببعيد.

إن جيل نوفمبر هو جيلٌ تربى في مدرسة الخليل وابنه عليهما السلام، وتخرج من جامعة محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه، ونهل من معين الدين الإسلامي الصافي ، حيث أدرك ذلك الجيل الأغر بأنه لا علياء إلا بالبذل، ولا كرامة إلا بالتضحية، ولا عزة إلا بالعمل، ولا حياة إلا بالصبر على مكارهها ونوائبها، ولا رفعة إلا بالوفاء للوطن.  حياة في كبرياء، أو استشهاد في إباء، ويعقب العسرَ يسر، فتشرق شمس الاستقلال ببركة تضحيات أولئك الرجال، وأي رجال؟،((رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا ))

خلـيــلــيَّ لا والله ما مــن مُلـِمَّـة          تــدوم علــى حــيِّ وإن هي جَلـَّتِ

فإن نزلت يوما فلا تخْضَعَن لهـا          ولا تُكثر الشكوى إذا النَّعــل زَلَّت

فكم من كريم قــد بُلــي بنوائــب          فصابَـرََها حتى مضت واضمحَلَّت

وكم غمرةِ هاجت بأمواج غَمْرَة          تلقَّيتُهـــا بالصـبـــــر حتى تَجَلَّـــت

وكانت على الأيام نفسي عزيزةً          فلما رأت صبري على الــذل ذَلَّت

فقلـت لها يا نفــسُ موتي كريمة          فقــــد كانــت الدنيــا لـنَا ثم وَلَّـــت

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

إخوانَنَا في فلسطين التضحية والإباء، أهل العزة والكبرياء: إن أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى سيد الثقلين أمانة في أعناق كل المسلمين، ولا يكمل إيمان المؤمنين إلا إذا عاشت الأمة-كل الأمة-لأجل هذه القضية العادلة، فوحدوا صفوفكم، وانبذوا خلافاتكم، وطلقوا نعراتكم، واعلموا بأن الأمة من ورائكم، إذا صدقتم في عزمكم، فثقوا بربكم، وتيقنوا بأن النصر حليفكم، وعدَ صدق على لسان نبيكم، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، ولن يطول أمد الظلام والقهر، ومهما طال ظلام الليل الدامس، فسيعقبه فجر ساطع يلوح في الأفق القريب، وهاهي تضحيات إخوانكم الجزائريين قد أثمرت حرية وكرامة وسيادة.

يُراع الفتى للخطب تبدو صدوره       فيأسى وفي عقباه يأتي سروره

ألم تــر أن الليــل لــما تـــراكمت      دجاه بدا وجه الصبــاح ونـوره

فلا تصحبن اليأس إن كنت عالما      لبيبـــا فــإن الدهــر شتى أموره

فاللهم وحد صفوف المسلمين، وفك أسر بيت المقدس من براثن الصهاينة المغتصبين، ورده إلى رحاب الأمة شامخا عاليا إلى يوم الدين.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

أمة البناء والتشييد في جزائر الإعمار والتجديد: إن الجزائر أمانة في أعناق كل جزائري غيور على وطنه، مهما كان موقعه، ومهما كانت مسؤولياته المنوطة به.

إن عملية البناء الحضاري تتطلب تظافر جهود الجميع للرقي إلى مصاف الدول المتحضرة-فإننا أمة لا تنقصنا مقومات البناء الحضاري الماديةُ والبشرية -.

إننا مطالبون بترسيخ مبادئ العدالة في كل المجالات، فلا مكان للظلم والقهر والاستعباد في جزائر الكرامة والعزة، شعارنا قوله تعالى: ﮋإن الله يأمر بالعدل والإحسان.

ونحن مأمورون بتحقيق المساواة بين أفراد الوطن الواحد-شمالا وجنوبا وشرقا وغربا- لا فضل لمواطن على آخر إلا بالعمل والبذل والعطاء، شعارنا: ((الناس سواسية كأسنان المشط))، وقول أبي بكر رضي الله عنه: ((القوي عندي ضعيف حتى آخذ منه الحق، والضعيف عندي قوي حتى آخذ له الحق)).

ونحن مطالبون بالانضباط وحفظ النظام والأمن: لا اعتداء ولا إضرار ولا إفساد في الأرض، شعارنا قوله تعالى: ((ولا تبغ الفساد في الأرض، إن الله لا يحب المفسدين )) ، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا ضرر ولا ضرار)).

ونحن ملزمون بتحقيق الأمن الغذائي والصحي للأجيال اللاحقة، شعارنا قوله تعالى: فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف وقولهصلى الله عليه وسلم: ((من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)).

ونحن مكلفون بالحفاظ على نظافة بيئتنا وحماية محيطنا، والرفع من مستوى ذوقنا الجمالي، شعارنا قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله جميل يحب الجمال))، وقولهصلى الله عليه وسلم: ((نظفوا أفنيتكم)).

ونحن مأمورون-خصوصا رجالَ الكلمة والإعلام-بحفظ ألسنتنا ومراقبة أقلامنا عن بثِّ ما من شأنه أن يعمل على زرع بذور الفتنة، ونشر القلاقل، وإشاعة الرذيلة والمنكر، فخطر الكلمة جسيم، ووقعها عظيم، وتبعاتها لا يعلمها إلا الله العليم، فلنتحر نقل الأخبار، ولنراقب الله تعالى في كل ما تتفوه به ألسنتنا وتخطه أيماننا.

  إن القليل مــن الكـــــلام بأهلــه     حســن وإن كثيــره ممقوت

  ما زلَّ ذو صمت وما من مُكثر    إلا يزلُّ وما يعاب صموت

 إن كان ينطق ناطق من فضـة      فالصمت دُرٌّ زانه الياقوت

وواجب على هذه الأمة الوفاء لرجالاتها المخلصين ورموزها الصادقين، الذين وهبوا أنفسهم وحياتهم بتفان وإخلاص لخدمة هذا الوطن، ماضيا وحاضرا، على جميع الأصعدة، ومختلف المستويات.

أوليس حرِيًّا بأمتنا أن تكون وفية لشهداء الجزائر ومجاهديها، الذين بذلوا مهجهم لاسترداد الحرية؟، فنترحمَ على من قضى منهم نحبه، ونسأل الثبات والرشاد والسداد لمن أطال الله عمره يخدم بلده وأمته، ونحافظَ على أمانة الجزائر التي تركوها لنا.

أيها المؤمنون لقد فجعت الجزائر والأمة الإسلامية بفقدان ركيزة من ركائز العلم والفقه والتاريخ، بوفاة فضيلة العلامة الإمام الأستاذ الشيخ عبد الرحمن بن محمد الجيلالي، صاحب المناقب السنية، والمآثر العلية، نسأل الله تعالى ن ينزل عليه شآبيب الرحمة والمغفرة والرضوان، فجدير بنا أن نذكر علماء الجزائر ومشايخها، فهم أنوارها ومصابيحها، فنعلي من شأنهم، ونقتبس من أنوارهم، ونلتمس بركاتهم، ونسلك منهجهم وطريقتهم.

وإنه لحقيق بنا أن نقف وقفة إجلال وإكبار لكل من بنى-ولو لبنة- في صرحِ هذه الأمة المجيد؟.

إن الوفاء من أسمى أخلاق المواطن الصالح، فهو تعبير منه على امتنانه الكبير لمن وفى له، واعتراف صريح بما قدمه لهذا الوطن.

إن الوفاء لرجالات الأمة هو في الحقيقة وفاء للأمة، وعنوان على تجديد العهد لتضحياتهم الجسيمة، وعطاءاتهم الكثيرة.

فالوفاء الوفاء لأمانة الشهداء، وما أعظمها من أمانة.

أمة البناء: فلنحافظ على هذا الوطن، ولنعمل على ازدهاره ورقيه، ولنسع جاهدين للوفاء له، فإننا مسؤولون عن هذه الأمانة حفظناها أم ضيعناها.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله الحليم العظيم لي ولكم، ويا فوز المستغفرين أستغفر الله.

 

الخطبة الثانية:

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الحمد لله وكفى، والصلاة على النبي المصطفى، ومن بآثاره اقتفى، وبعهد الله وفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:

أمة الإسلام:  نحن في ضيافة الرحمن، في هذا اليوم الأغر الذي هو أعظم أيام العام، يوم عيد الأضحى المبارك، لبينا نداء الله تعالى، فأممنا المساجد ضاحين، وعَمَََََرناها بالذكر والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، حتى ارتجت الأرجاء بأصوات الذاكرين، ثم توجهنا إلى الله بأداء ركعتين تتويجا لنفحات هذا اليوم العظيم، وبعد أداء الصلاة يتوجه المسلمون للتقرب بالأضاحي لله رب العالمين، اقتداء بخليل الرحمن وتأسيا برسول الإسلام، فطيبوا بها نفسا أيها المضحون، وأدخلوا الفرحة على أهليكم وذويكم، ولا تنسوا إخوانكم من أهل الفاقة والعوز بأن تصلوهم بثلث أضحياتكم، فإنه لا يكتمل إيمانكم إلا بتفقد أحوال الفقراء منكم.

أما أنت أيها الفقير: فلا تبتئس ولا تحزن لقلة ذات يدك، فقد ضحت عنك أشرف يد وأطهرها، إنها يد المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وقد قال: ((اللهم هذا عن أمتي جميعها، من شهد لك بالتوحيد، وشهد لي بالبلاغ)).

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

ويستحب في أيام التشريق الإكثار من التكبير والتهليل، لقوله تعالى: ((واذكروا الله في أيام معدودات))، فقد روى البخاري عن عمر رضي الله عنه أنه كان يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد، فيكبرون ويكبر أهل السوق حتى يرتج منى تكبيرا، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلكَ الأيامَ جميعا، وكانت ميمونة تكبر يوم النحر، وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد، قال الحافظ ابن حجر: (وقد اشتملت هذه الآثار على وجود التكبير في تلك الأيام عقب الصلاة وغير ذلك من الأحوال).

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

إن مما ينبغي أن نؤكد عليه في هذا اليوم المبارك صلة الأيام، فقد اشتق لها الرحمن اسما من اسمه، ووعد بأن يصل من وصلها وتوعَّد بقطع من قطعها، فصلوا أرحامكم، يطل الله في أعماركم، وتُبسط لكم أرزاقكم، وتُجلبْ لكم الخيرات والنعم من حيث لا تحتسبون.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

إن من أعظم ما ينبغي أن نتواصى به وصيةً موكدةً: هو حبُّ هذا الوطن المفدى والهيام به، والتغني به في كل ناد، والعمل على رقيه وازدهاره، والحفاظ على بيضته من كل خطر يحدق به، لأنه ليس لنا وطن سواه، وكلنا على ظهر سفينة واحدة.

ولــي وطــن آلــيــتُ ألا أبيعــه    وألا أرى غيري له الدهرَ مـالكا

عمَرت به شرخ الشباب مُنَعَّمـا    بصحبة قوم أصبحوا في ظلالكا

وحبَّب أوطانَ الـــــرجال إليهم    مـآربُ قضَّـاها الشبــاب هنالـكا

إذا ذكروا أوطانهــم ذَكَّــرَتهُــمُ   عهــودُ الصبا فيها فحَنُّـوا لـذلـكا

وقـــد ألِفَتْــه النفــسُ حتى كأنه    لها جســد إن بان غــودر هالكا

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

عباد الله إني داع فأمنوا: اللهم لا تدع لنا في هذا المقام ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا ضالا إلا هديته، ولا عدوا إلا أخذته وقصمته، اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل المسلمين، اللهم إنا نسألك الإصلاح في الولد، والعافية في الجسد، والأمن في البلد، اللهم اجعل بلدنا هذا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم ارحم مشايخنا وعلماءنا، ونور لهم في قبورهم، وارفع درجاتهم، واحشرهم في زمرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، واجعل الفردوس الأعلى مستقرهم ومثواهم، واطل أنفاس بقي منهم، واحفظ عليهم صحتهم، وشف المرضى منهم، يا  رب العالمين.

اللهم وفق إمامنا لما فيه صلاح البلاد والعباد، اللهم احفظ حاكم البلاد بحفظك، واكلأه بكلاءتك، وأيده بتأييدك، اللهم ألبسه لباس الصحة والعافية، اللهم احفظه بالإسلام قائما، واحفظه بالإسلام قاعدا، واحفظه بالإسلام راقدا، ولا تشمت به عدوا حاسدا، اللهم احفظه ببركة الإسلام من بين يديه ومن خلفه، ومن فوقه ومن تحته، وعن يمينه وعن شماله، اللهم خذ بناصيته للبر والتقوى، ووفقه لما تحب وترضى، اللهم ارزقه البطانة الصالحة التي تأمره بكل خير وفضيلة، وجنبه بطانة السوء التي تحثه على الشر والرذيلة.

اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التكلان، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، تقبل اللهم منا ومنكم، وغفر الله لنا ولكم، وعيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.

خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1431/2010 – الجامع الكبير- الجزائر

بقلم : د. عماد بن عامر،أستاذ جامعي وخطيب الجامع الكبير.

كلمات دلالية