تحليل مختصون: عملية "عتصيون" دليل فشل أمن الاحتلال والمقاومة هي الخيار

الساعة 05:23 م|08 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

بددت عملية "عتصيون" الفدائية ما يتفاخر به الاحتلال "الإسرائيلي" على قدرة المنظومة الأمنية بإحباط مئات العمليات الأمنية بالغة الحساسية في الآونة الأخيرة بالضفة المحتلة ورام الله.

ويحاول الاحتلال تغطية فشله بتشديد الاجراءات العسكرية في المناطق المحيطة بمكان العملية، وسط مطالبات "إسرائيلية" بالرد على العملية بضم مستوطنات الضفة الغربية وتطبيق السيادة عليها.

الشعارات الأمنية التي طالما تغنت بها قيادات الاحتلال تزعزعت أمام الجبهة الداخلية "الإسرائيلية"، في حين يطالب القادة السياسيون لدى الاحتلال بالتوقف عن مهاجمة أحدهم الآخر على خلفية العملية، لإفساح المجال أمام المستويات العسكرية للوصول لمنفذي العملية.

مختصون في الشأن الإسرائيلي، تابعتهم "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، يرون أن عملية عتصيون تُعد اختبارًا حقيقيًا على صدق قرارات قطع العلاقات الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي، ودليل على فشل الجهود في كبح جماح المقاومة الفلسطينية التي تثبت أنها الخيار الشعبي لمواجهة الاحتلال.

اختبار حقيقي

من جانبه، قال المختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي، إن عملية بيت فجار ليست تحديًا فقط لقدرة العمل الفدائي المنظم في ظروف الضفة الغربية المعقدة أمنيا وعسكريا واستيطانيا، بل تمثل اختبارا حقيقيا على صدق قرارات قطع العلاقات مع الاحتلال وأهمها التنسيق الأمني.

وفي سياق العملية، يرى المحلل الإسرائيلي عدنان أبو عامر، أن عملية اختطاف وقتل الجندي الإسرائيلي جنوب الضفة الغربية تؤكد أن بذل "إسرائيل" لجهود بنسبة 100% لإحباط مئات الهجمات المشابهة؛ قد يعطي نتائج 99%.

وأشار أبو عامر في تعقيب نشره عبر صفحته على "فيسبوك" بشأن عملية عتصيون، إلى أن الـ1% يتمثل في عملية فجر اليوم.

ووفقاً لتحقيقات الشاباك الأولية، فإن الجندي "الإسرائيلي" الذي عثر عليه مقتولاً "بغوش عتصيون" يشتبه بأن ركب سيارة مارة وحاول ركابها بداية الأمر أسره ولكن تم قتله، بعد أن تعقدت الأمور بين أيديهم، مضيفةً أن منفذ العملية خطف الجندي من مكان وقتله في مكان آخر، ومن ثم رماه في مكان ثالث.

كما أثبتت التحقيقات، أن الهدف الرئيسي من عملية "غوش عتصيون" أسر الجندي وليس قتله للمساومة على أسرى فلسطينيين.

هدوء وهمي

على الصعيد ذاته، قالت تحليلات عسكرية إسرائيلية، إن الهدوء في الضفة المحتلة وهمي، وأن عملية "عتصيون" دليل على ذلك، بعدما قتل فيها جندي إسرائيلي بعدة طعنات وألقيت جثته قرب مستوطنة "عتصيون" قضاء بيت لحم.

ووفق تحليل نشر على صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن هذه العملية لم ينفذها عدد كبير من المقاومين، وأن طائرات تصوير تابعة لجيش الاحتلال، تحلق في مكان العملية ضمن عمليات البحث حول المنفذين.

وأشار الصحيفة إلى أن هذه العملية قد تؤدي إلى عمليات أخرى مشابهة، وأن الهدوء في الضفة وهمي، بدليل العملية الأخيرة اليوم.

كما أوضح قائد سابق في جيش الاحتلال، أن المعلومات الاستخباراتية تأتي من مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام وسائل إلكترونية وبشرية، للحصول على معلومات حول المنفذين.

الهدف هو الخطف

ويرى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية "علموس هريئيل"، أن مقتل الجندي صباح اليوم قرب "غوش عتصيون" تؤكد أنها كانت محاولة لخطف الجندي، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال ما زال يرفض الإجابة عن الأسئلة التي تطرح عليه حول كيفية تسلسل الأحداث في العملية.

ويرى هريئيل، أن الخلايا في الضفة تعي جيداً أنه من الصعب خطف جندي وإبقائه على قيد الحياة، حيث خطف جندي حي يعتبر صعباً في الضفة نظراً للقدرة الاستخباراتية العالية التي يملكها الاحتلال بالمنطقة، مطالبًا القادة السياسيون في دولة الاحتلال بالتوقف عن مهاجمة أحدهم الآخر على خلفية العملية، لإفساح المجال أمام المستويات العسكرية للوصول منفذي العملية.

الفصائل تبارك

في سياق متصل، أشادت فصائل فلسطينية بعملية "عتصيون"، حيث أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الخميس، أن عملية "غوش عتصيون" البطولية التي أدت لمقتل مستوطن "إسرائيلي" بطولية جريئة تحمل رسائل مهمة في ظل إضراب الأسرى المعتقلين إدارياً في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، وأنها العملية رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال بحق شعبنا، والتي كان آخرها عمليات الهدم في "واد الحمص" بالقدس المحتلة.

وشددت  الحركة على أن العملية تؤكد على أن كافة المستوطنين وجنود الاحتلال هدف مشروع للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ضد الاحتلال الذي لا ينفك عن مزيد التوسع الاستيطاني على حساب المزارع والحقول والأرض الفلسطينية.

على الصعيد ذاته، حيت حركة حماس أبناء شعبنا الأبطال المقاومين منفذي العملية البطولية التي قُتل فيها جندي من جيش الاحتلال، حيث كان يتلقى التعليم في كلية عسكرية تُخرِّجُ المتطرفين الذين يحملون عقائد تلمودية توراتية لقتل أبناء شعبنا والاستيلاء على أرضه".

وأشارت حماس إلى أن "المقاومة في الضفة هي أصيلة في أبنائها الأحرار الذين ما توقفوا عن تقديم الغالي والنفيس من أجل أرضهم وحماية مدينة القدس التي تنتهك مقدساتها وبيوتها، وتشرد مئات العائلات فيها بقرار من حكومة الاحتلال التي قررت تفريغ المدينة من أهلها الفلسطينيين".

كما أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعملية خطف جندي في جيش الاحتلال وقتله جنوب بيت لحم، مؤكدةً أنّها "الرد الطبيعي على وجود الاحتلال، كما أنها تثبت مجدداً أن المقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسها المُسلحة، في الضفة تحديداً، هي الطريقة الأنجع والخطوة الإستراتيجية الأكثر أولوية لكنس المستعمرات عن أرضنا ودحر الاحتلال".

وكان الاحتلال "الإسرائيلي"، أعلن صباح اليوم الخميس، العثور على جندي صهيوني مقتولًا على جثته آثار طعنات، مُرجحةً أنّها عملية فدائية، قرب مستوطنة "مغدال عوز" في الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون"، المقامة على أراضي المواطنين جنوب بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

كلمات دلالية