دعوات للرباط في الأقصى خلال عيد الأضحى للتصدي لاقتحامات المستوطنين

الساعة 12:25 م|06 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

دعت شخصيات دينية وسياسية فلسطينية أبناء الشعب الفلسطيني للرباط في المسجد الأقصى المبارك في أيام عيد الأضحى المبارك، للتصدي لاقتحامات المستوطنين التي دعت إليها ما تسمى بـ "جماعات الهيكل" المزعوم.

وكانت ما تسمى بـ "جماعات الهيكل" المزعوم دعت لتنظيم اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل" الأسبوع القادم، والذي يُوافق أول ايام عيد الأضحى المبارك.

المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، محمد حسين، أكد أن دعوات جماعات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى في أول أيام عيد الأضحى خطيرةٌ جدًا، تتحمل الحكومة الإسرائيلية تداعياتها ونتائجها.

وقال المفتي العام في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، لم يكتفِ المستوطنون بالدعوات لاقتحام الأقصى بل ذهبوا لأبعد من ذلك بالطلب مم يسمى وزير الأمن الداخلي، أن يفتح كل أبواب المسجد الأقصى من أجل الاقتحامات.

وشدد على أن هذه الدعوات تطاول وتجاوز كبير تتحمل الحكومة مسؤولية نتائجها وهي التي ترعى مثل هذه الجماعات وتتماهى مع مطالبها.

وأضاف: "يجزون بالمقدسات والأقصى والأرض الفلسطينية والانسان الفلسطيني ضمن التسابق على مقاعد الكنيست، في معركة انتخابية قذرة".

وأكد حسين أن الاقتحامات لو تمت لن يقف أبناء شعبنا مكتوفي الأيدي أمام استباحة حرمات وقدسية المسجد الأقصى، داعيًا أبناء الشعب الفلسطيني لليقظة لإفساد وإفشال كل المخططات الإسرائيلية، لأنهم أصحاب الحق الشرعي في المسجد الأقصى المبارك.

وبيَّن وجود محاولات إسرائيلية لرفع يد الأوقاف عن المسجد الأقصى المبارك، وفرض السيطرة الإسرائيلية عليه، لافتًا إلى أنه لا يجوز أن يترك الفلسطينيون والمقدسيون يواجهون وحدهم هذه الأخطار.

وطالب فضيلة المفتي أن يكون هناك موقف فعلي للأمة الإسلامية والعربية تجاه الدعوات الاجرامية التي تدعو لاستباحة الأقصى والسيطرة عليه، مضيفًا: "آن الأوان أن يأخذ المسلمين مكانهم حكومات وشعوب للدفاع عن المسجد الأقصى والنهوض بمسؤولياتهم أمام الاخطار الحقيقة والمحدقة بالأقصى جراء الدعوات الاجرامية التي ينادي بها قطعان المستوطنات وغلات المتطرفين".

بدوره حذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري الحكومة الإسرائيلية من مغبة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في أول أيام عيد الأضحى المبارك.

ودعا الشيخ صبري المواطنين الذين سيؤدون صلاة العيد إلى البقاء في المسجد للتصدي لهذه الاقتحامات الاستفزازية المرفوضة.

وأضاف: "هذا التمادي في الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى ازداد عقب اعلان الإدارة الأمريكية القدس عاصمة لدولة الاحتلال والانتخابات الاسرائيلية، وكذلك التطبيع العربي، ما يمنع وجود رادع لمثل هذه الاقتحامات".

واعتبر الشيخ صبري أن هذه النداءات الاستيطانية لاقتحام المسجد الأقصى مرفوضة ولن تكسبهم أي حق قائلا: "من يلعب بالنار ستحرقه النار".

من جانبه دعا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. جمال محيسن أبناء شعبنا لأداء صلاة العيد في باحات المسجد الاقصى المبارك، والمرابطة في باحته طيلة أيام العيد للتصدي ومنع اقتحامات المستوطنين للمسجد.

واعتبر محيسن في تصريحات إذاعية دعوات جماعات المستوطنين المتطرفين لاقتحام المسجد أول أيام عيد الاضحى المبارك تحديًا لإرادة شعبنا وللأردن، باعتباره صاحب الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة.

وقال محيسن: "إن موافقة بنيامين نتنياهو على اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في أول أيام العيد، محاولة منه لتسويق نفسه في الانتخابات القادمة بأنه أكثر تطرفا من الأحزاب الدينية، بهدف ضمان تشكيل حكومته في حال فوزه بالانتخابات الاسرائيلية الشهر المقبل".

من جانبها قالت وزارة الخارجية والمغتربين إنها تنظر ببالغ الخطورة لما كشفت عنه ما تُسمى "جماعات الهيكل" المزعوم من خلال منشوراتها على مواقع التواصل عن تقديمها طلبًا لوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي لزيادة مدة الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك ومن الأبواب كافة، وليس من باب المغاربة فقط.

وأدانت الوزارة الدعوات المتطرفة المتواصلة لرفع يد الأوقاف الإسلامية عن الأقصى وتمكين وزارة "الأديان" الاسرائيلية من إدارة ما وصفوه بـ (جبل الهيكل).

وأوضحت أن تلك الدعوات تترافق مع تصعيد ملحوظ في عمليات الاقتحام لباحات المسجد واستهداف مباشر لباب الرحمة، حيث وثقت عديد التقارير المحلية والاسرائيلية والأجنبية هذا التصعيد والاعتداءات، وأكدت أنها فاقت الـ 75 اعتداءً خلال الشهر المنصرم وحده.

وأشارت إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت تصعيدًا ملحوظًا في الحملة الإسرائيلية الرامية إلى انتزاع صلاحيات الأوقاف الإسلامية وتقليصها بالتدريج بأشكال مختلفة، منها التضييق على عمل وحركة مسؤولي الأوقاف والعاملين فيها واستهدافهم من خلال الاعتداء الجسدي والاعتقال والابعاد ومحاولة إرهابهم لمنعهم من اداء مهامهم اتجاه الأقصى والمقدسات في القدس.

وحذرت الوزارة من مخاطر وتداعيات دعوة ما تُسمى بـ "منظمات الهيكل" لاستباحة الأقصى والسيطرة عليه بالكامل، خاصة في أجواء المزايدات الانتخابية الإسرائيلية.

ودعت الأطراف كافة إلى التعامل بمنتهى الجدية مع تلك الدعوات والمطالبات التي تعكس جزءًا من مخططات اليمين الحاكم ضد القدس ومقدساتها، وتعبر عن توجهاته في الدفع بالصراع إلى المربع الديني لإخفاء طابعه السياسي الناجم عن الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية منذ العام 1967.

وقالت إن قرارات ترمب بشأن القدس وصمت المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة وتجاهلها لانتهاكات الاحتلال ودعوات تلك المنظمات المتطرفة بحق الأقصى، يفتح شهية المتطرفين في "إسرائيل" لتنفيذ المزيد من مخططاتها التهويدية بحق المسجد ومحاولة فرض السيادة الاسرائيلية عليه، إن لم يكن هدمه وبناء ما يسمى بـ (الهيكل) مكانه.

كلمات دلالية