العبء الاستراتيجي - يديعوت احرنوت

الساعة 01:37 م|05 أغسطس 2019

بقلم: اوري هايتنر

(المضمون: منذ ان كانت اسرائيل دولة صغيرة وضعيفة، كان مبدأ اننا نحمي دولتنا بقوانا الذاتية هو مبدأ اساسي للامن القومي لاسرائيل. اما اتفاق دفاع بين اسرائيل والولايات المتحدة فسيضعضع هذا المبدأ، وكذا بالذات الارتفاع المزعوم في درجة الشراكة من شأنه ان يكون بداية تحطمها - المصدر).

بشرتنا تسريبات مختلفة بامكانية تحقيق انجاز سياسي – امني هام لاسرائيل حتى قبل الانتخابات – اتفاق دفاع مع الولايات المتحدة. مثل هذا الاتفاق، او الاعلان الرئاسي نحوه، سيصبح موضوعا مركزيا في حملة الانتخابات: رئيس الوزراء ومؤيدوه سيتباهون بالانجاز العظم، ومعارضوه سيعرضون هذا كتدخل امريكي وكحيلة في الانتخابات. ولكن هل مثل هذا الاتفاق هو حقا ذخر امني – ام ربما عبء؟

لقد كانت العلاقات الخاصة بين اسرائيل والولايات المتحدة، من يوم اقامة الدولة، ذخرا استراتيجيا مركزيا في الامن القومي، وحجر اساس في السياسة الخارجية التي صممها بن غوريون. فقد اختار، مع قيام الدولة، توجها لا لبس فيه مع الغرب، وسعى الى أن يصمم ويثبت علاقات خاصة رغم العداء لاسرائيل في الادارة الامريكية في الخمسينيات. وبالتدريج توثقت هذه العلاقات. فالولايات المتحدة ليست فقط حليفنا الاكبر – هذه العلاقات الخاصة هي ذخر استراتيجي للولايات المتحدة ايضا، التي تحظى بحليف مخلص في الشرق الاوسط، ذي قدرات عسكرية واستخبارية هائلة – جزيرة ديمقراطية ليبرالية مستقرة، في منطقة تعيش في الفوضى، الضعف والتزمت الاسلامي. ان ميزة هذه العلاقة بين الدولتين تجد تعبيرها في أنها مدماكا مركزيا في سياسة الحزبين الكبيرين. ومثلما رأينا في التصويت الاخير ضد الـ بي دي اس، فان تأييد الحزبين لاسرائيل لا يزال متينا.

ان احد الاسباب الهامة للعلاقة الخاصة بين الدولتين هو معرفة كل ام امريكية، بان ابناءها لن يكونوا مطالبين بان يسكبوا دماءهم على أمن اسرائيل. فمنذ ان كانت اسرائيل دولة صغيرة وضعيفة، كان مبدأ اننا نحمي دولتنا بقوانا الذاتية هو مبدأ اساسي للامن القومي لاسرائيل. اما اتفاق دفاع بين اسرائيل والولايات المتحدة فسيضعضع هذا المبدأ، وكذا بالذات الارتفاع المزعوم في درجة الشراكة من شأنه ان يكون بداية تحطمها. اضافة الى ذلك، فان الاتفاق سيصبح عبئا استراتيجيا في أنه سيسحب من ايدينا حرية العمل الامني. دولة محوطة بالاعداء لا يقبلون حقها في الوجود لا يمكنها أن تسمح لنفسها بتكبيل حريتها بالعمل. في اللحظة التي تضطر فيه اسرائيل الى إذن امريكي كي تعمل من أجل حمايتها – ضد التهديد الايراني، ضد تثبيت وجود اسرائيل في سوريا وفي لبنان، او ضد الارهاب الفلسطيني – فانها ستفقد استقلاليتها وسيادتها. يحتمل أن تعطي الادارة الامريكية الحالية لاسرائيل يد حرا، ولكننا لا نعرف ماذا ستكون عليه طبيعة الادارة بعد خمس، عشر او عشرين سنة. كما ان اتفاق الدفاع الذي يقوم على اساس التبادلية من شأنه أن يلزم اسرائيل بان ترسل قوات الى مواجهات عسكرية لا تعنى بالدفاع عن دولة اسرائيل بل عن المصالح الامريكية. اسرائيل ليست قوة عظمى، ومحظور عليها الدخول في مغامرات من هذا النوع. ليس لدينا ابناء لحروب زائدة، لحروب اجنبية، لحروب ليست لنا.

يجدر بنا أن نتطلع الى توثيق التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، ولكن ليس الى اتفاق دفاعي. مثل هذا الاتفاق هو عبء امني وسياسي.