صوم وادعية يوم عرفات 2019

الساعة 07:48 م|01 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

يعتبر يوم عرفات من أعظم الأيام لدى المسلمين على الإطلاق؛ حيث خص الله عزوجل يوم عرفات بالكثير من الفضائل حتى زاد فضله عن سائر الأيام في السنة مهما بلغت تلك الأيام من الخير والبركة والفضائل.

ويوم عرفة أو عرفات هو يوم من أيام شهر ذي الحجة الذي هو من أشهر الحج، ويوافق اليوم التاسع منه، ويؤدّي حجاج بيت الله الحرام أحد أهم مناسك الحج، وهو الوقوف بعرفة.

ويقف الحجيج في هذا اليوم المبارك على جبل عرفات، وكان ذلك سبب الأفضلية لهذا اليوم؛ حيثُ يُستحبّ للمسلم في يوم عرفة خصوصاً وعشر ذي الحجة عموما أن يُكثر من الدعاء والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة؛ ليدرك فضل تلك الأيام وليُضاعف له في الأجر.

وأجمع العلماء على أن صيام يوم عرفة أفضل الصيام في الأيام جميعها بعد صيام شهر رمضان المبارك؛ لما رُوي عن النبي محمد صلى الله وعليه وسليم أنّه قال: (... صيامُ يومِ عرفةَ، أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه والسنةَ التي بعده ...).

وصيام ذلك اليوم المشهود رفعة في درجات العباد عند الله سبحانه وتعالى، وبابٌ لتكثير حسناتهم، وتكفير سيّئاتهم، وقد ثبت في الحديث السابق أنّ صيامه يُكفِّر ذنوب سنة قبله وذنوب سنةٍ بعده، ويُقصد بذلك تكفير الصغائر من الأعمال السيئة دون الكبائر من الذنوب، وذلك التكفير مشروطٌ بترك الكبائر.

ويقول تعالى: (إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا).

 وصوم يوم عرفة للحاج لا ينبغي للحاج في يوم عرفة الصيام، بل عليه أن يتفرّغ لعبادة الله بسائر الأعمال غير الصيام كالدعاء والذكر وقراءة القرآن، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: (نَهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صومِ يومِ عرَفَةَ بعرَفَةَ).

وعن لبابة بنت الحارث رضي الله عنها قالت: (أنهُم شَكُّوا في صَوْم النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ عَرَفَة، فبُعِثَ إليهِ بقَدحٍ مِن لَبنٍ فَشَرِبَهُ)، فحتى يتيقّن الناس من صيام النبي أو إفطاره أثناء وقوفه بعرفة بعثوا له قدحاً من اللبن فشربه؛ مما يشير إلى أنّ الأولى للحاج عدم الانشغال بصيام يوم عرفة عن باقي العبادات حتى يبقى جسده قوياً على الطاعة، وقد ذهب بعض العلماء إلى أكثر من ذلك فقالوا أنّ صيام يوم عرفة محرّمٌ على الحاج؛ بناءً على النهي الوارد في الحديث الأول إذ يدلُّ ذلك على التحريم، وكَرِهَ آخرون صيام يوم عرفة للحاج، وقد استحبَّ أبو حنيفة ومالك والشافعي وسفيان الثوري وجمهورٌ من الصحابة للحاج الإفطار في يوم عرفة.

ويستحب الدعاء في عرفات، إذ جاء في حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلم: ( خير الدّعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قدير) لذا فإنّه يستحبّ الإكثار من هذا الذّكر والدّعاء، والاجتهاد في ذلك.

ويوم عرفة هو أفضل أيّام السنة كما ورد عن النبي صلى الله وعليه وسلم، وهو معظم الحج ومقصودة والمعوّل عليه، فينبغي أن يستفرغ الإنسان وسعه في الذّكر والدّعاء وفي قراءة القرآن، وأن يدعو بأنواع الأدعية المتعددة، ويأتي بأنواع الأذكار المختلفة، ويدعو لنفسه ولعائلته/ ويذكّر في كلّ مكان في فضل يوم عرفة، ويدعو إما منفرداً وفي جماعة، ويدعو لنفسه ووالديه وأولاده وأقاربه ومشايخه وأصحابه وأصدقائه وأحبابه وسائر من أحسن إليه وجميع أفراد المسلمين.

 

كلمات دلالية