تقرير في توقيت خاطئ

سحب هولندا وسويسرا تمويلهما من "الأونروا "يُشعل معركة البقاء قبل شهر من تجديد الولاية

الساعة 09:31 ص|01 أغسطس 2019

فلسطين اليوم

تشهد أروقة "الأمم المتحدة" والأونروا خلال هذه الأيام معركة شرسة قبل شهر من تجديد ولاية الأونروا لثلاثة سنوات، وليكون توقيت صدور تقرير بشأن قضايا فساد مالي وإداري، محل شبهات ويضع العديد من علامات الاستفهام حول المنتفع الوحيد لإصدار مثل هذا التقرير في هذا الوقت.

نتائج التقرير لاقى صدى لدى دول أوروبا "، وخاصة سويسرا وهولندا اللتان سارعتا لوقف التمويل لـ"الأونروا" ، ليسجل راسمو خطة الايقاع بالأونروا أول أهدافهم، وليبقى أكثر من شهر لدى الفلسطينيين للدخول لمعركة جديدة للدفاع عن "الأونروا" وحقوق اللاجئين وإحباط صفقة القرن.

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين د. أحمد أبو هولي أكد اليوم الخميس، أن اجتماعاً سيعقد اليوم ، لبحث آليات تطبيق قرارات دعم صمود أبناء شعبنا الفلسطيني ضد الاحتلال .

سحب الدعم مستهجن

واستهجن أبو هولي خلال تصريحات إذاعية، التقرير الذي صدر مؤخراً عن الأمم المتحدة بشان الأونروا، وقال:" إن تسريب تقرير تحقيقات مكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة دون الوصول إلى النتائج النهائية محاولة مكشوفة ومبيتة لإضعاف الاونروا وابعاد المانحين عن دعمها والتأثير على عملية التصويت لتجديد تفويضها".

وبين أن مؤتمر تجديد ولاية "الأونروا" في الجمعية العامَّة سيكون أيلول/سبتمبر القادم".

وقال أبو هولي:"إن حملة أمريكية "إسرائيلية" تستهدف  وكالة الغوث ، وتسريب التقرير دون نتائج يسهل ما تسعى له الولايات المتحدة و"إسرائيل" في انهاء الاونروا، والولايات المتحدة تضغط على الدول لسحب تمويلها وافشال تجديد ولايتها ، معرباً عن اسفة لسحب هولندا وسويسرا  لتمويلهما .

وأشار الى ان اللجنة التنفيذية ستضع خطة لإفشال ما تقوم به الولايات المتحدة / من تشكيك وتحريض للدولة التي تمول الاونروا ، بالإضافة الى العمل على دعم التفويض لثلاثة سنوات .

وشدد على ان الأونروا هي مؤسسة اممية انشئت بموجب القرار 302 لتقديم خدمات التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية والاغاثة والتشغيل الى ما يقارب 6.2 مليون لاجئ فلسطين يقيمون في 58 مخيماً في مناطق عملياتها الخمسة في الاردن وسوريا ولبنان وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس لافتاً الى ان دعم وتمويل المانحين الذي يصب للأونروا كمؤسسة اممية وليس كأفراد يجب ان يستمر ويتضاعف لتأدية مهامها وخدماتها للاجئين الفلسطينيين.

ضغوط خارجية تمارس

وقال الناطق باسم الوكالة سامي مشعشع إنَّ ضغوطًا خارجية تمارس على الوكالة في ظلِّ محاولات للتشكيك بدورها، مشيرًا إلى أنَّ الدعم الكبير الذي حصلت عليه في العام (2018) ومكَّنها من تعويض الفاقد الأميركي والتبرعات التي حصلت الوكالة عليها خلال العام الجاري، هي رسالة قوية للمشككين بأنَّ هناك ثقة كبيرة بالدول المتبرعة والدول المضيفة للوكالة.

وأضاف المتحدّث باسم الأونروا في تصريحات إذاعية له، أنَّ مكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة في نيويورك كان أخطر الوكالة في بداية العام الجاري بأنَّ هناك تحقيقًا سيتم عمله بناء على اتهامات وهذا التحقيق ما زال جاريًّا ولم ينته ولم تصدر عنه أية نتائج.

وأوضح سامي مشعشع أنَّ الوكالة تعاملت بالكامل مع التحقيق وحال صدور نتائجه سيجري التعامل معها، مؤكّدًا أنَّ الهمَّ الأساسي للأونروا ينصبُّ حاليًّا لضمان بدء العام الدراسي في وقته، وتجديد ولاية الأونروا في الأمم المتحدة في اجتماع الأمم المتحدة في أيلول المقبل لتواصل عملها في خدمة اللاجئين.

وتقدِّم الوكالة خدماتها لأكثر من (5.4) مليون لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية بما في ذلك شرقي القدس، وغزة وسوريا والأردن ولبنان.

وفي (2018)، أوقفت واشنطن أيضًا دعمها المالي للأونروا المقدر سنوياً بـ (360) مليون دولار، بعد تقديمها مبلغ (60) مليوناً مطلع العام ذاته.

الشعبية تحذر

حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من محاولات استخدام الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني الفساد لتصفية وجود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين والاجهاز على شاهد تاريخي وقانوني على نكبة شعبنا الفلسطيني.

واعتبرت الجبهة خلال بيان وصل "فلسطين اليوم" نسخة أن ما يجري داخل أروقة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا" من تحقيقات حول قضايا فساد مالي وأخلاقي، يجب أن يتم معالجته إدارياً من قبل مؤسسة الأمم المتحدة بتنظيف الوكالة من المسئولين الملوثين بقضايا فساد والمعادين لحقوق اللاجئين الفلسطينيين، وبتعزيز الرقابة المباشرة على أداء هؤلاء المسئولين، وإطلاق خطة إصلاح وتطوير عاجلة في هيكلية الوكالة تكون نقطة ارتكازها الحفاظ على المهمة الرئيسية التي انطلقت من أجلها الوكالة وهي غوث وتشغيل اللاجئين حتى عودتهم إلى أراضيهم التي هجُروا منها، وهذا يتطلب التراجع عن كافة القرارات المجحفة التي استهدفت مئات الموظفين الفلسطينيين والخدمات المقدمة للاجئين، والعمل على استمرار تدفق الموازنات التمويلية للوكالة من بلدان العالم، وحث الدول التي أعلنت قطع التمويل مثل سويسرا وهولندا عن الاونروا باستئناف تمويلها.

وأوضحت الجبهة أن توقيت الكشف عن قضايا الفساد داخل وكالة الغوث، وفي ظل التحديات الخطيرة التي جندتها الولايات المتحدة الأمريكية وإدارتها العدوانية اتجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، هي محاولة مكشوفة لتصفية وجودها، في إطار التنكر لحقوق اللاجئين الفلسطينيين وإسقاط حق العودة. وترى بتسرع العديد من الدول المانحة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين بوقف تمويلها استجابةً للضغوط الأمريكية وسياساتها العدوانية من البوابة الأخلاقية، فلا يجب تصدير المشكلة على حقوق اللاجئين.

حماس: محاسبة الفاسدين بعيداً عن الحقوق

ومن جانبه قال الدكتور باسم نعيم عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية حماس بأنه لا يمكن أن يقبل أي فلسطيني بالتغطية على الفساد في الأونروا أو عدم محاسبة الفاسدين، لكن من الواضح أن تظهير قضايا فساد وإصدار أحكام مسبقة قبل انتهاء التحقيقات ليس بريئا، ويصب في خدمة المشروع الصهيوأمريكي،

وبين نعيم ان التقرير يهدف لاستهداف المؤسسة الأهم في ملف اللاجئين ،  من خلال استهداف شخصيات مركزية، بعدما فشل مخطط الحصار المالي، وخاصة أن القضايا أثيرت قبيل التصويت على التجديد للأونروا في سبتمبر القادم، ومسارعة مسؤولين صهاينة وأمريكان للتصريح بضرورة شطب الأونروا، باعتبارها مؤسسة فاسدة، رغم وجود تحقيقات أضخم وأخطر في مؤسسات أممية أخرى ولا أحد يطرح فكرة شطبها.

وطالبت حماس بضرورة محاسبة الفاسدين، ولكن بعيدا عن حقوق شعبنا ومقدراته، وفي مقدمتها الأونروا وحقه في العودة والتعويض.

كلمات دلالية