متسلحًا بالحلوى والعصير!

بالفيديو محمد عليان.. طفلٌ برتبة مناضل

الساعة 10:10 ص|30 يوليو 2019

فلسطين اليوم

في يده حلواه المفضلة وبعض الحاجيات، وفي رأسه كثير من التساؤلات التي لم يجد لها إجابة بعد، أهمها "مين كل هدول؟، وعلى وين رايحين؟"، لكنه يرى الحب والاهتمام في عيونهم، ناهيك عن كاميرات الصحفيين التي تطارده مع كل حركة.

لم يترك سكان بلدة العيسوية طفلهم الجميل محمد عليان ابن السنوات الأربع يذهب وحيدًا إلى مركز شرطة الاحتلال، بعد استدعائه له بتهمة "مستفزة ومضحكة" كما يراها سكان البلدة، وهي إلقاء الحجارة على جيبات الاحتلال.

 

محمد الجميل الهادئ لم يكن يعلم لماذا استيقظ مبكرًا، وأين يذهب كل هؤلاء برفقته، لكنه كان سعيدًا بحلواه ومتخوفًا قليلًا من الكاميرات والحشد، إلى أن وصل إلى مركز شرطة الاحتلال شعر بالصدمة الحقيقة.

بدأت القصة عندما تسلَّم ربيع عليان والد محمد استدعاءً من قبل قوات الاحتلال للحضور إلى مركز التحقيق برفقة ابنه (دون ذكر اسمه)، بتهمة إلقائه الحجارة، وفي وقت لاحق تلقى الوالد الاتصال "الأغرب" من شرطة الاحتلال، إذ طالبوه بإحضار ابنه محمد البالغ من العمر 4 سنوات و7 أشهر!

لم يصدق الوالد الخبر فطفل بهذا العمر كيف يمكن له أن يهدد كيانًا محتلًا بأي طريقة كانت، وفورًا نشر ربيع النبأ بين أفراد البلدة، اللذين هبُّوا جميعًا لمرافقة الطفل إلى مركز التحقيق وعدم تركه وحيدًا.

ويقول ربيع عليان والد الطفل لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "قبل يوم من الاستدعاء لاحق جنود الاحتلال محمد والأطفال في البلدة، لولا تدخل الأهالي اللذين منعوهم من الاقتراب من الأطفال".

ويصف الوالد لحظة وصولهم لمركز التحقيق قائلًا: "انفجر محمد من البكاء لحظة وصولنا إلى مركز تحقيق باب الساهرة بالقدس المحتلة ورفض الدخول، وتزاحم أهالي البلدة أمام المركز، مما جعل الاحتلال يتراجع عن التحقيق مع محمد".

القضية لم تعد لدى سكان العيسوية وجميع الفلسطينيين في الداخل والخارج قضية استدعاء فقط، بل قضية انتهاك لطفولة وبراءة محمد، الذي لقي تضامنًا كبيرًا، ودعمًا وحشدًا شعبيًا على الأرض ومواقع التواصل.

ويرى والد محمد أن أحد أهم أسباب تراجع شرطة الاحتلال عن التحقيق مع محمد هو الالتفاف الشعبي الكبير، وخوفه من كاميرات الصحافيين التي ستلتقط بكاءه الشديد، وتنشر الصور ومقاطع الفيديو على وسائل الإعلام المحلية والدولية.

لكن الوالد تعرض للتحقيق وكانت معظم أسئلة المحققين عن محمد وضرورة "ضبطه" وعدم السماح له بالخروج من البيت، الأمر الذي جعل ربيع يشعر بالحيرة إذما كان هؤلاء الضباط يتفهمون أن من يتحدثون عنه بعمر الأربع سنوات.

وأضاف: "طلب مني الضابط الذي قابلني أن أمنع ابني من إلقاء الحجارة أثناء مرور الجيبات العسكرية من البلدة، بزعم أنه يشكل خطرًا عليهم، أجبته أنه طفل يبلغ من العمر 4 سنوات فقط ولا يعرف معنى أمن وخطر".

لم يكتفِ الضابط بذلك بل يريد منه أن يمنع ابنه من اللعب، مهددًا إياه باعتقال الطفل إذا لم يمنعه من "إلقاء الحجارة على جيبات الاحتلال".

 

كلمات دلالية