خبر المفوضية الأوربية: نحن عاجزون عن ايصال مساعداتنا لغزة من دون ضغوط على اسرائيل

الساعة 06:21 ص|31 يناير 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

عبّر الناطق باسم المفوضية الاوروبية للمساعدة الانسانية والتنمية جون كلانسي عن سخط وانزعاج المفوضية التي يمثلها بسبب استمرار اسرائيل في تعطيل عبور ووصول المساعدات الانسانية الى سكان غزة المنكوبين، كما اوضح بعض الملابسات حول تصريحات رئيسه ومدير دائرته المفوض لوي ميشال التي نسبت اليه وحرفت ما قصده بالفعل، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في مركز 'جمعية الصحافيين الاجانب' في لندن.

 

وواجه كلانسي سيلا من الاسئلة المحرجة حول ضرورة ان تمارس المفوضية الاوروبية ضغوطا على الحكومة الاسرائيلية للسماح بفتح المعابر الى غزة لايصال المساعدات الانسانية التي يحتاجها السكان، والتي قد يزداد عدد الضحايا بسبب عدم وصولها.

 

وسألت 'القدس العربي' عما اذا كان استخدام الحكومة الاسرائيلية لحجة الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط قبل فتح المعابر ليس سوى وسيلة لكسب اصوات الناخبين الاسرائيليين في الانتخابات الاسرائيلية التي ستجرى في شباط/فبراير المقبل، وان كان هذا التصرف يشكل 'ارهاب دولة' واختطاف شعب غزة ومدنييه (من الرجال والنساء والاطفال) وانه قد حان الوقت لان تتخذ المفوضية الاوروبية عقوبات ضد اسرائيل (وهي قادرة على ذلك) ضد هذا النوع من ارهاب الدولة؟

وكان كلانسي يكرر في رده على هذا السؤال وعلى الاسئلة الاخرى انه مجرد موظف وان قرارات المفوضية الاوروبية تعود الى مسؤولي حكومات الدول الاوروبية وقادتها، وان المفوضية ليست مع اسرائيل او ضدها.

 

فقيل له ان العالم لم يشاهد او يسمع زعيما اوروبيا وقف في وجه ممارسات اسرائيل المخالفة للشرائع الدولية وشرائع حقوق الانسان، وطالب باتخاذ اجراءات ضدها منذ قيادة الجنرال الفرنسي الراحل شارل ديغول لفرنسا، وانه من غير الكافي وقوف قيادات اوروبا كمتفرجة والتحسر على تمرد القيادات الاسرائيلية، ثم اصدار التصريحات التي تساوي ارهاب الدولة الاسرائيلي بمحاولات المقاومة من الجانب الفلسطيني من اجل الحصول على ابسط الحقوق.

 

واجاب بان 'اكثر ما يمكن للمفوضية التي يمثلها ان تفعل هو ارسال الكميات المطلوبة من المساعدات الى منظمات الامم المتحدة والصليب الاحمر الدولي والهلال الاحمر والمنظمات الانسانية في غزة وعليها ان تسعى الى ايصالها للمحتاجين اليها هناك'. وقال ان 'المجموعة الاوروبية هي اكبر ممول لمنظمة 'الاونروا' التي تقدم اكبر كمية من المساعدات في شتى القطاعات الى فلسطينيي غزة وباقي الفلسطينيين'. واضاف قائلا: 'ان المفوضية تفضل عدم تقديم المساعدات الى الحكومات مباشرة، أكان ذلك في فلسطين او غيرها، لتفادي تسبب النزاعات السياسية فيها بعدم وصول المساعدات الى محتاجيها'.

 

اما بالنسبة الى التصريحات التي نُسبت الى المفوض لوي ميشال فقال 'ان ميشال اشار في اكثر من بيان اصدره الى تعاطفه مع المآسي التي يعانيها شعب غزة، والى شجبه لعدم احترام اسرائيل للشرائع الدولية، وقد ركز بعض الصحافيين على جزء من تصريحاته اشار فيه الى مسؤولية سائر الاطراف'. بيد ان ميشال، حسب قول كلانسي، 'رفض موازاة العنف الذي مارسته اسرائيل بعنف حماس ولا مستوى الاسلحة في الجانبين واكد عدم موازاة الأمرين، برغم اشارته الى المسؤولية المشتركة'. وقد اعلن ميشال، حسب قول كلانسي عن مساعدات بقيمة 58 مليون يورو في عام 2009 الى غزة، واضيفت اليها مبالغ اخرى بعد استمرار العنف في القطاع. وقال ان 'المفوضية الاوروبية للمساعدات الانسانية عموما ستصر على استمرار وقف اطلاق النار، وعلى مطالبة اسرائيل بايصال مساعداتها الى السكان'، مشيرا الى ان الدولة العبرية 'كانت قد قلصت عدد الشاحنات التي توصل المساعدات الى غزة من خمسمئة شاحنة الى مئة وخمس وعشرين شاحنة، بعد نجاح حماس في الانتخابات الاشتراعية الفلسطينية الاخيرة'.

 

واكد ان 'كل شحنة من المساعدات الانسانية الاوروبية الى غزة تتطلب اجراءات اسرائيلية ادارية تستمر لمدة خمسة ايام لتصل الى غزة حاليا وكانت تصل في الماضي خلال 48 ساعة'. واكد ان 'الاونروا تسلمت من المفوضية الاوروبية مساعدات بقيمة 113 مليون يورو في العام الماضي مما يشكل نصف ميزانيتها'.

 

واكد كلانسي انه 'سيبلغ المفوض ميشال ومسؤولي المفوضية الاوروبية بمطالبات الصحافيين الذين حضروا المؤتمر باحالة المسؤولين الاسرائيليين الى المحاكم الدولية وبضرورة اجراء التحقيقات حول تصرفات اسرائيل وتخطيها للشرائع، وعدم احترامها القانون الدولي الانساني'. ولكنه اعترف في الوقت عينه بأن 'الحكومات الاوروبية وممثليها في المفوضية ما زالوا يعتبرون حماس منظمة ارهابية مع ان هذا الموقف قد يتغير في مرحلة مقبلة، خصوصا ان اسرائيل دمرت وما زالت تدمر الكثير من التجهيزات والبنية التحتية التي توفرها المفوضية الاوروبية للمساعدات الانسانية للفلسطينيين'.