الهدايا ترهق الحاج مادياً

تقرير ألف دولار متوسط انفاق الحاج على الهدايا .. وارتفاع التسعيرة زاد الطين بلة

الساعة 11:22 ص|25 يوليو 2019

فلسطين اليوم

تحاول الحاجة أم محمد عوض الله من سكان مدينة غزة، جاهدةً اختيار هدايا ومقتنيات لأبنائها وأصدقائها وعائلتها، لتوزيعها عليهم بعد أداء فريضة الحج للعام الحالي، تحاول فيه التوازن والاقتصاد مابين ما تقتنيه من أموال وحاجتها للهدايا، خاصةً مع ارتفاع تسعيرة الحج، وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

فهدايا حجاج بيت الله الحرام، أمر مفروغ منه، وحاجة لا يمكن الاستغناء عنها، أو شطبها من قاموس الحجاج، رغم الظروف الصعبة، فكما تقول لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": نحن نحج مرة واحدة ولا يمكن أن نعود من هذا الفرح الكبير بلا هدايا للأحباء".

تسعيرة الحج صدمة

واشتكت عوض الله من ارتفاع تسعيرة الحج لهذا العام، الذي اضطرها لتقليص هداياها بعد عودتها، أو الاقتصار على نوعية محددة من الهدايا ستقوم بتوزيعها بعد أن كانت قد قررت اختيار هدايا أفضل.

وكانت لجنة الحج في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، قد أعلنت عن تسعيرة الحج للعام الجاري 1440هــ 2019م لحجاج بيت الله الحرام في قطاع غزة، تبلـغ قيمتها (2790) ديناراً أردنياً، في زيادة غير مسبوقة عن الأعوام السابقة مما أثار غضب الحجاج.

وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار، سواء تسعيرة الحج أو الهدايا، إلا أن شراء الهدايا للأهل والأقارب والمعارف وإن كانت رمزية في أغلب الأحيان، فإنها تُثير البهجة والفرحة في نفوس الصغار والكبار.

وفي السنوات لجأ الحجاج في قطاع غزة، ونظراً لظروف السفر ومتاعبه إلى شراء هدايا الحجاج من الأسواق المحلية، وتجهيزها قبل عودتهم من الديار الحجازية، إلا من بعض الهدايا الخاصة التي يتم شرائها من السعودية.

اقبال ضعيف

فيقول الحاج أبو علي مدير مركز كهرمانة لهدايا الحجاج: إن اقبال الحجاج في هذه السنة مقارنة مع السنة الماضية أقل منه بنسب متوسطة، نظراً لارتفاع تسعيرة الحج لهذا العام وصعوبة الأوضاع الاقتصادية بشكل عام.

وأضاف لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الحجاج يقبلون على البضائع متوسطة الأسعار كالسواك والعطور، والمسابح والمصليات، وخواتم التسبيح، ورغم ذلك فإن نسبة المبيعات هذه السنة أقل بكثير من السنة الماضية.

وتابع، أن أسعار هدايا الحجاج مناسبة لجميع الحجاج، باختلاف طبقاتهم الاجتماعية ومستوياتهم المالية، مراعاةً للظروف الصعبة التي يمر بها أهالي القطاع، لافتاً إلى أن أسعار الهدايا في غزة أرخص منها في السعودية.

وبين أبو علي، أن السنوات الأخيرة يحرص التجار وأصحاب المحلات التجارية على استيراد هدايا الحجاج، نظراً للاقبال عليها كبديل عن تحمل مشقة السفر والتعب والحمل الثقيل.

متوسط هدايا الحجاج

من جهته، أوضح أسامة نوفل، مدير عام التخطيط والسياسات في وزارة الاقتصاد الوطني، أن الحجاج كانوا في السابق يجلبون الهدايا من الأراضي الحجازية، لكن نظراً لصعوبة السفر ومشقته، ومعاناته في النقل، فلجأوا لشراء وتحضير هدايا الحج من الأسواق المحلية.

وأضاف نوفل لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن خلال السنوات الأخيرة الماضية، بات التجار يستوردون البضائع المتعلقة بهدايا الحجاج، وهو الأمر الذي بات يشجع على التبادل التجاري.

وبين أن هذه العملية بات لها مردود اقتصادي جيد، من خلال تشجيه التبادل التجاري بين غزة والخارج مما يخلق فرص عمل جيدة في القطاع التجاري، بالإضافة إلى إبقاء المال في غزة فتحدث دوران داخلي وهو ما يحقق انتعاشة نوعاً ما.

ولم يقلل نوفل من أهمية موسم الحج بشكل عام، حيث يشجع على خلق فرص عمل في المجال الاقتصادي تحديداً القطاع الصناعي حيث يتم تصنيع أثواب الصلاة خاصةً النسائية باعتبارها كنوع من الهدايا.

وقدر نوفل متوسط انفاق الحاج الواحد على شراء هدايا الحج بقيمة 1000 دولار لكل حاج، قد يزيد عند البعض بحسب وضعه الاقتصادي، لافتاً إلى أن ارتفاع تسعيرة الحج قللت من اقبال الحجاج  على شراء الهدايا أو اقتصارها على المهم.  

وأوصى نوفل، القطاع الصناعي بتوسيع دائرة تصنيع هدايا الحجاج، بحيث يتم تصنيع الجلابيات الرجالية والشبابية والمسابح وغيرها بدلاً من استيرادها من الخارج.

ويعاني قطاع غزة منذ عدة سنوات، من أوضاع اقتصادية صعبة، تزيد وتتفاقم حدتها في المناسبات الاجتماعية والمواسم التي تخص المواطنين، كالأعياد وافتتاح موسم المدارس والجامعات والحج. 

 

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    

كلمات دلالية