مايكل جيمز هو اسرائيلي -هآرتس

الساعة 01:20 م|23 يوليو 2019

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

انطلقت على الدرب حملة الطرد المعيبة للعاملات الفلبينيات وابنائهن الذين ولدوا وتربوا في اسرائيل. في الساعة الخامسة فجرا من يوم الاحد اعتقل مراقبو الهجرة في وزارة الداخلية اما وابنها ابن الـ 12 سنة، وهما في سريريهما. ويتواجد الاثنان منذئذ في معتقل سلطة الهجرة في مطار بن غوريون، بانتظار قرار محكمة الاستئناف في تل ابيب، التي تبحث في استئنافهما. حتى ذلك الحين جمدت المحكمة طردهما.

 

تخطط سلطة السكان بان تطرد هذا الصيف عاملات اجنبيات، معظمهن من الفلبين، هن وابنائهن من مواليد البلاد، بما مجموعه نحو مئة شخص، وان كانت النساء جئن الى اسرائيل قانونيا

 

لغرض العمل ورغم ان الكثير من الاطفال الذين ولدوا في اسرائيل وتربوا فيها، يتحدثون العبرية فقط. الطرد هو عمليا عقاب على تجرؤهن الولادة في اسرائيل. من اللحظة التي انجبن فيها أصبحت العاملات القانونيات غير قانونيات لان وزارة الداخلية لم توافق على تجديد تأشيرات اقامتهن. وليست حملة الطرد هذا الصيف وليدة تغيير في السياسة بل تطبيق لها: لما كانت سلطة السكان تتبنى سياسة تسمح للاطفال باستكمال سنة التعليم، فان اشهر اجازة الصيف هي نافذة الفرص لطاردي الاطفال.

 

مايكل جيمز هو ابن 12 سنة ولد وتربى في اسرائيل. وهو يعيش في يهود، يتعلم في اطار تعليمي خاص وسيترفع الى الصف السابع. وبدلا من أن يقضي اجازة الصيف على شاطيء البحر مع رفاقه، فانه يتواجد في المعتقل منذ يومين دون ذنب اقترفه، مذني بالولادة، واذا لم تأخذ المحكمة بالاستئناف الذي رفعته امه، فانه سيطرد معها.

 

جيمز ليس وحيدا. فعشرات الاطفال الاخرين ينامون وهم يرتجفون في اسرتهم، بانتظار دقة الباب الوحشية. قبل نحو اسبوعين، فكر رئيس الدولة روبين ريفلين بان يعمل ضد الطرد، ولكنه قرر في النهاية الا يتدخل بعد أن شرح له مدير عام سلطة السكان البروفيسور يهوشع مور يوسيف بان الغاء الطرد كفيل بان يشكل سابقة. محظور على ريفلين ان يكتفي بهذه الذريعة البيروقراطية. كل شخص نزيه، فما بالك رئيس الدولة، يعرف بان طرد طفل ابن 12 ولد ويعيش كل حياته في اسرائيل، هو ظلم لا يوجد في كلمة "سابقة" ما يشوشه.

 

ان للقرار بعدم الطرد يوجد بالذات سابقة. في عامي 2006 و 2010 اتخذت الحكومة قرارين استهدفا منح مكانة لاطفال عاملين اجانب. والاطفال الذين يطالبون الدولة اليوم بالاعتراف بهم هم ذات الاطفال الذين لم يحظوا في حينه بمكانة بسبب سنهم الصغيرة، ولكن بالمقابل لم يطردوا من اسرائيل وتربوا هنا. يمكن لاسرائيل ويجب عليها أن تمنح مكانة قانونية للاطفال وامهاتهم والسماح لهم بالعيش في المكان الذي يشعرون فيه بالانتماء، كاسرائيليين بكل معنى الكلمة.