ضلال ليبرالي -يديعوت

الساعة 01:19 م|23 يوليو 2019

فلسطين اليوم

بقلم: بن – درور يميني

(المضمون: الازدواجية اصبحت عنصرا مركزيا في قسم مما كان ذات مرة "منظمات السلام" والهوس فائق الليبرالية يؤدي بهم الى اعمال لااسرائيلية في اساسها - المصدر).

 

الهان عمر، عضو مجلس النواب الامريكي، هي مؤيدة صريحة لحركة BDS. ومؤخرا رفعت عمر مشروع قانون يؤيد المقاطعة، كل مقاطعة، كنتيجة لحرية التعبير. يبدو رائعا. أما اغلبية الديمقراطيين بالذات فلم يشتروا تذاكيها المدعي للبراءة هذا. لا تقلقوا. جي ستريت وقفت كي تدعمها. نحن لا نؤيد BDS، كما اوضحت المنظمة، التي كررت موقفها القديم في صالح الدولتين، ولكننا ايضا مع حرية التعبير. يا له من لطف من جانبهم. اذا اعتقدنا أن عمر تضرب ارقاما قياسية في ادعاء البراءة، فان حرية التعبير تهمها كثلج العام الماضي، وكراهية اسرائيل هي التي تحركها، وهكذا فان جي ستريت نجحت في تجاوزها.

 

المقاطعة هي أمر مبرر. فالعالم الحر فرض عقوبات على جنوب افريقيا وهو لا يزال يفرض عقوبات على ايران. احيانا تكون هذه عقوبات الدولة. احيانا تكون مقاطعات من المواطنين الذين تهمهم حقوق الانسان. اما المقاطعة لاسرائيل فهي صنف خاص بذاته: هذه ليست حرصا على حقوق الانسان، بل حركة نجحت في التحكم بالتفكير الحر لبعض من قوى التقدم في الجامعات، مع اساسات لاسامية واضحة تتمثل برفض حق اليهود في تقرير المصير، نشر اكاذيب لا تتوقف ضد اسرائيل، تأييد "المقاومة" – أي الارهاب – والتقارب من حماس. بين مؤيدي المقاطعة توجد مجموعتان. من جهة، اولئك الذين يؤمنون عن حق وحقيق بان هذا كفاح غير عنيف يستهدف وقف الاحتلال. يمكن ان نغفر لهؤلاء. فهم لا يعرفون. ومن جهة اخرى، اولئك الذين اللاسامية هي جزء مركزي من فكرهم. احدهم هو الشيخ يوسف القرضاوي، المفتي السني الاهم، الذي دعا المسلمين الى انهاء مهامة هتلر. من ناحيته، فان الـ BDS هي وسيلة اخرى لكره اليهود، مرحلة هامة قبل الابادة. ويوجد بالطبع يهود واسرائيليون يؤيدون الـ BDS الذين هم في معظمهم، ان لم يكونوا كلهم، شركاء للايديولوجيا المركزية للحركة: رفض حق اليهود في دولة. بتعبير آخر: تصفية دولة اسرائيل في صالح كيان عربي آخر، سيصبح كما هو معروف قدوة حقوق الانسان، مكانة المرأة والاخوة السماوية.

 

الموضوع هو أن جي ستريت يعرف ما هو جوهر الـ BDS. لا السلام بل الكراهية. لا الدولتين بل تصفية دولة اسرائيل. لا اللاعنف بل اللاسامية. لا حرية التعبير بل كم الافواه لكل ناطق يعرب عن موقف مختلف. وحقيقة أن يهودا واسرائيليين يؤيدون مثل هذه الحركة، لا تدل على العمى، لانه عندما يدور الحديث عن العمى – فان عرض الحقائق يفترض أن يغير المواقف. ليس

 

هناك. لدى مؤيدي الـ BDS هذا مرض عتيق. كيف قال سارتر؟ اللاسامية لا توجد في قسم الاراء – هي الوضع.

 

إذن لماذا نجد أن جي ستريت، التي يؤيد قادتها وروادها السلام، الدولتين، يدورون عيونهم نحو السماء ويؤيدون مشروع قانون عمر، التي دافعها لاسامي؟ اساسا لان الازدواجية اصبحت عنصرا مركزيا في جزء مما كان ذات مرة "منظمات السلام". لا توجد أي صلة بين وضعهم الرسمي وبين نشاطهم. صحيح أن تسيبي لفني وتمار زندبرغ وستاف شبير سيصلن الى المؤتمر القريب للمنظمة في نهاية تشرين الاول، وصحيح أنهم سيقلن هناك امورا سوية ايضا، ولكن الهوس فائق الليبرالية يؤدي بالمنظمة الى عمل هو في اساسه لااسرائيلي. وهم يقفون ضد "تغليت" التي برأيهم هي منظمة احادية الجانب. الموضوع هو أن المبادرة الى تشكيل "تغليت" هي نتيجة لغسل العقول اللااسرائيلي في الجامعات. فما الذي يريدونه إذن؟ أن تدرج جوديت باتلر ونورمن فينكلشتاين في برنامج "لغرض التوازن"؟ وبشكل عام، أي توازن يوجد في جي ستريت التي تعمل في الجامعات؟ هل دعوا د. عينات ويلف لسلسلة محاضرات في الجامعات في اعقاب الكتاب الذي كتبته (مع عدي شفارتس) عن "حق العودة"؟ لا امل. ولكنهم ينزلون باللائمة على الاخرين. المهم أن صائب عريقات سينال هناك تصفقيا حتى لو تحدث عن "حق العودة".

 

يفترض ان يكون للمعسكر الليبرالي دور هام. جي ستريت هي منظمة شرعية، مثلت عند قيامها على الاقل جملة محترمة من الاراء السائدة في اوساط يهود الولايات المتحدة. كما ان شعارهم الرائد – مع السلام، مع اسرائيل – ممتاز. انا مع. ولكنها اصبحت ضلالا. من يؤيد عمر ليس مع السلام وليس مع اسرائيل – هو يساعد الحملة التي تعارض مجرد وجود اسرائيل. هذا لم يحصل فقط لجي ستريت، هذا حصل لعدد كبير جدا ممن يدعون الحديث باسم "السلام" و "حقوق الانسان". هذه مشكلة الكثيرين. وليس فيها حتى ولا ربع مواساة.