بالصور مواطنو واد الحمص يصرخون: تعبنا وشقانا راح.. وين العالم والمسؤولين..؟

فلسطين اليوم

"هدوها فوق روسنا مش طالعين هاد بيتي وتعبي وشقاي وأرضي".. عبثاً يحاول المقدسيون التشبث في شققهم السكنية في واد الحمص في صور باهر جنوب شرق القدس المحتلة، ليمنعوا جنود الاحتلال "الإسرائيلي" من طردهم وهدمها، فما كان منهم سوى الاعتداء على المواطنين وطردهم بالقوة.

مناوشات ومعارك وتشابك بالأيدي.. وصراخ في المكان ومحاولات جنود الاحتلال طرد المواطنين بجرهم خارج شققهم السكنية.. هكذا بدا المشهد في ساعات الفجر الأولى لواد الحمص خلال محاولات الاحتلال طرد المواطنين من بيوتهم في الواد.

فحي واد الحمص بقرية صور باهر يتعرض منذ الصباح الباكر للهدم من قبل قوات الاحتلال، فشرعت جرافات الاحتلال بهدم 15 بناية والتي تضم 166 شقة سكنية، فتشرد مئات المواطنين منها.

وكانت محكمة الاحتلال العليا، رفضت أمس الأحد، التماسا لتجميد قرارات الهدم الجماعية لمنازل حي واد الحمص في بلدة صور باهر جنوب شرق القدس المحتلة.

وبرفض الالتماس، أعطت محكمة الاحتلال الضوء الأخضر لسلطات الاحتلال لهدم 16 بناية تضمن نحو 100  شقة سكنية في المنطقة، بحجة قربها من الجدار.

بيوتنا مرخصة وقانونية

المواطن إسماعيل عبيدية أحد المواطنين المهددة شقته بالهم، أوضح أن قوات الاحتلال بدأت منذ الصباح بهدم الشقق، موضحاً أنه بنى شقته السكنية بطريق قانوني حيث حصل على رخصة من قبل بلدية بيت لحم في الضفة المحتلة.

وأعرب عبيدية عن حزنه وأسفه لاستهداف منازل المواطنين في الحي، من بينهم منزله الذي شيده بتكلفة تقدر بأكثر من مليون شيكل، حيث يحمل ذكريات عائلته الصغيرة وتعب عمره وشقاه.

وقال عبيدية :"لن أترك بيتي وسأضع خيمةً في مكانها وسأسكن فيها رغم أنف جنود الاحتلال حتى لو أعدمونا، فلن نترك أرضنا".

السلطة والمجتمع الدولي عاجز

زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أوضح، أن التاريخ الفلسطيني لم يشهد مثل هذه الإجراءات من هدم الاحتلال لمنازل المواطنين، حيث تشهد حالة تطهير عرقي، وتشريد للمواطنين.

وأعرب الحموري عن أسفه أن الهدم في حي واد الحمص يتم في مناطق أ حسب "أوسلو"، كما أن المنازل مرخصة وقانونية، كما تم تشريد أسر كبيرة، لها آثار مدمرة في المستقبل، منوهاً إلى عجز الدول العربية والأجنبية والموقف الدولي أمام التصلب "الإسرائيلي" حيث لا تقيم الأخيرة أي وزن للقوانين الدولية والقرارات الدولية بشأن القدس.

ووصف الحموري ما يجري بجريمة حرب تخالف بشكل واضح وصريح كافة القوانين والقرارات الدولية وحرب معلنة ضد الفلسطينيين والقدس، لافتاً إلى عجز السلطة الفلسطينية عن أي ردة فعل تجاه ما يجري.

ورأى الحموري أن الهدم جاء لتوسعة الجدار وبناء مزيد من المستوطنات وربطها ببعضها البعض.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت فجر اليوم، جرافات عسكرية صور باهر، واعلنت القرية منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت المواطنين من الدخول أو الخروج منها، كما أغلقت كافة محاورها تزامنا مع البدء بتنفيذ قرارات هدم  البنايات التي تضم عشرات المنازل في حي وادي الحمص بقرية صور باهر بحجة قربهم من جدار الفصل العنصري.

وقد لاقت إجراءات الاحتلال واعتداءاته على حي واد الحمص استياء واستهجان القوى والفصائل الفلسطينية، التي اعتبرت مايجري مجزرة جاءت نتيجة لصفقة القرن وورشة البحرين.