ترامب يؤيد حق العودة-هآرتس

الساعة 11:24 ص|20 يوليو 2019

فلسطين اليوم

بقلم: كارولينا لندسمان

"من المهم جدا رؤية المشرعات الديمقراطيات "التقدميات"، اللواتي يأتين من دول الحكومات فيها هي كارثة مطلقة، السيئة والفاسدة والفاشلة في العالم (هذا اذا كان لهن في الأصل حكومة تعمل) – يشرحن الآن بصورة فظة للشعب الامريكي – الأمة الاكبر والأقوى على وجه الارض – كيف تتم ادارة الحكم"، هذا ما كتبه الرئيس الامريكي في تويتر عن الهان عمر ورشيدة طليب وآينا برسلي والكسندرا اوكسيو كورتز – عضوات الكونغرس الاربعة الديمقراطيات اللواتي ينتمين للجناح التقدمي في الحزب (بترجمة للاسرائيلية: "يساريات"). كلهن لسن من البيض، والأوليان هن مسلمات (بترجمة للاسرائيلية: "زعبيات").

 

"لماذا لا يرجعن ويحاولن اصلاح الاماكن المعطوبة وأوكار الجريمة التي جئن منها. وبعد ذلك ليأتين ويريننا كيف نفعل ذلك"، واصل ترامب في تويتر. ترامب مرتبك هنا دون معرفة قول مقولة ميري ريغف المشهورة لعضوة الكنيست حنين الزعبي "روحي الى غزة يا خاينة". ايضا ريغف ارسلت الزعبي "مرة اخرى الى غزة). واضافت في مناسبة اخرى "سنرى كيف يتعاملون معك هناك". ومثل الزعبي التي ارسلت الى غزة رغم أنها ولدت في الناصرة، هكذا ايضا نساء "الوحدة" تم ارسالهن الى دولهن رغم أنهن، باستثناء عمر التي ولدت في الصومال، ولدن في الولايات المتحدة.

 

ولكن نشأ هنا وضع يثير الاهتمام. طليب حقا ولدت وترعرعت في ديترويت وهي تمثل ميتشغان في مجلس النواب. ولكنها إبنة لعائلة فلسطينية، والدها من شرقي القدس ووالدتها من قرية قرب رام الله – اللذان هاجرا الى الولايات المتحدة في السبعينيات. وحسب تغريدة ترامب، طليب مطلوب منها العودة الى المكان الذي جاءت منه، أي الى شرقي القدس الفلسطيني. يبدو أن ترامب بناء على ذلك يؤمن بأن اللجوء الفلسطيني ينتقل بالوراثة، خلافا لسياسة ادارته.

 

اضافة الى ذلك، ادارة ترامب تتفاخر بأنها "ازالت عن الطاولة" موضوع الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل بواسطة نقل السفارة اليها رغما عن الفلسطينيين. وبنفس الطريقة المشكوك فيها لحل النزاعات الجيوسياسية التي اساسها تبني كامل لسياسة اسرائيل مع الاشارة بالاصبع الثالث للفلسطينيين، هم ينوون "ازالة عن الطاولة" مسألة مركزية اخرى في المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين: "حق العودة". ليس من الواضح كيف ستتمكن طليب، حتى لو ارادت ذلك، من "العودة الى المكان الذي جاءت منه"، اذا كانت اسرائيل تعمل برعاية ترامب من اجل عدم اقامة دولة فلسطينية وابقاء شرقي القدس في ايدي من احتلها وتقوم بمنع اللاجئين الفلسطينيين من العودة الى وطنهم التاريخي. بالمناسبة، حركة المقاطعة تؤيد انهاء الاحتلال والعودة الى الاعتراف بالمساواة الكاملة للمواطنين العرب الفلسطينيين وتدافع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى بيوتهم. يبدو أن ترامب شريك كامل في تطلعات حركة الـ بي.دي.اس، لأنه بدونها لن تستطيع طليب أن تختفي من امام وجهه.

 

وللسخرية، فان طليب بالضبط تحاول "اصلاح الاماكن المعطوبة وأوكار الجريمة التي جاءوا منها"، هي وعمر تنويان زيارة اسرائيل والمناطق من اجل التعرف على الاحتلال. وقد عبرتا عن تأييدهما لحركة المقاطعة. وهكذا حسب تعديل قانون دخول اسرائيل، "قانون المقاطعة"، يجب منع دخولهن الى البلاد. فقط وزارة الخارجية، أي نتنياهو، هي التي لها صلاحية ادخالهن. وسيكون من المهم جدا رؤية كيف سيحسم رئيس الحكومة هذه المسألة.