بالصور أم وابنتها وتنافس المحبين في الثانوية العامة.. من تفوق أكثر؟

الساعة 04:40 م|18 يوليو 2019

فلسطين اليوم

ألا ترين أن الأوان قد مضى على هذه الخطوة؟ أليس الاهتمام ببيتك وعائلتك أفضل من الانشغال بشؤون الشباب هذه؟ ماذا ستستفيدين من شهادة الثانوية العامة بعد هذا العمر؟.. عامٌ كامل والسيدة نهلة عبد ربه أبو دقة (48 عامًا) تستمع لتلك الأسئلة وأقسى منها ربما، لكن هل استسلمت؟

لا لم تفعل.. فالحلم الذي طاردته ولم تقبض عليه منذ 30 عامًا بقي يشغل ذهنها حتى كبرت صغيرتها زهور وأصبحت في الثانوية العامة، فأخذت بيد والدتها لتوصلها إلى مبتغاها، ليس فقط بالنجاح، بل بالتفوق المبهر لكلتاهما.

تفوق والدة الأبناء الثمانية لم يكن مصادفة، فقد اجتمع كلُّ من في المنزل للمشاركة في الإنجاز الجميل، من أبناء وبنات وزوجات أبناء وأحفاد، كل هذ الحب تمثَّل في الرسالتين اللتين وصلتا إلى هواتف العائلة الساعة الثامنة صباحًا نهلة أبو دقة – الفرع الشرعي (95%)، زهور سمحان – الفرع الأدبي (91.7%).

الأم المثابرة تروي لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" قصة نجاحها قائلةً إنها كانت لا تترك يومًا دراسيًا دون الذهاب إلى المدرسة، وتوزع وقتها ما بين بيتها ودراستها، لكن السبب الحقيقي الذي دفعها للتقدم لشهادة الثانوية العامة هي زهور.

لم تكن زهور فقط ابنة بل كانت مقربة وصديقة وأشياء لم تستطع الأم وصفها، لكن عيناها تحدثتا وقالتا الكثير، وابتسامة الفخر والحب على وجه زهور كانت إجابة واضحةً لعامٍ كاملٍ من الجد والاجتهاد المشترك.

وتوضح الأم: "كان أبنائي شعلة من التحفيز وأفادوني كل حسب تخصصه، وكانت زهور عونًا لي في المواد الدراسية المشتركة، وكذلك ذاكرتي ومساعدتي لأبنائي الدائمة في دراستهم مسبقًا وجدتها عونًا لي حين تقدمت لإكمال دراستي، فقد كنت متفوقة لكن الظروف لم تسمح لي بالاستمرار، وها أنا أعود وأثبت ذلك".

وتحمَّلت السيدة نهلة الكثير من الانتقادات من المحيطين بها، لكنها أصرت على المضي قدمًا وتحقيق حلمها الذي دام انتظاره 30 عامًا، وبالفعل تناست كل التعليقات السلبية، وشحذت جلَّ تركيزها على طريق التفوق والنجاح، بصحبة عائلة محبةٍ مشجعة.

لم تقتصر المساعدة على الأبناء والعائلة بل إن بعض الجيران كانوا متحمسين للخطوة التي اتخذتها الأم المثابرة، فكانت بعض الجارات يقدمن المساعدة في أعمال البيت وغيرها، حينما كانت السيدة نهلة تنشغل في دراستها.

وحين وصلت الأمور إلى الذروة وفي فترة الامتحانات جاء دور الأحفاد اللذين لم يتركوا جدتهم تقوم بشيء، فكانت تعود إلى البيت تجد كل شيءٍ جاهزٍ على أكمل وجه.  

الأم التي سلكت طريق الدعوة مبكرًا تؤكد أن أحد أهم أسباب تفوقها دعاء والديها ورضاهما الدائم عليها، مضيفة: "رضا والدي السبب الأول في نجاحي، وسأكمل في كلية الفقه إن شاء الله لأستمر كداعية إسلامية".                                   

أما زهور فترى أنها محظوظة جدًا بفرصة مشاركة والدتها عامًا دراسيًا حافلًا، خاصة أن والدتها متوفقة، وكانت تدبُّ فيها روح المنافسة للدراسة وحصد أعلى الدرجات.

وعن مشوارها العلمي فلا زالت تفكر مليًا بأمر الكلية، خاصةً أنها فتاة موهوبة وتتقن فن الرسم، وتفكر في دراسة شيء قريب من مجال الفن، وكل شيء بالنسبة لها مؤجل، فالفرحة اليوم أكبر من أي شيء آخر.  

 

فرحة الناجحين في الثانوية العامة ‫(38928900)‬ ‫‬
فرحة الناجحين في الثانوية العامة ‫(38928899)‬ ‫‬
فرحة الناجحين في الثانوية العامة ‫(38928898)‬ ‫‬
فرحة الناجحين في الثانوية العامة ‫(38928897)‬ ‫‬
فرحة الناجحين في الثانوية العامة ‫(1)‬
فرحة الناجحين في الثانوية العامة ‫(1)‬ ‫‬
 

كلمات دلالية